Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التعبير القرآني عن الظواهر الكونية :
المؤلف
سلطان، عبلة ريان عبدالعزيز.
هيئة الاعداد
باحث / عبلة ريان عبدالعزيز سلطان
مشرف / محمد شفيع الدين السيد
مناقش / حسن طبل
مناقش / عبدالحكيم راضي
الموضوع
البلاغة والأدب. بلاغة القرآن الكريم.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
340 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة القاهرة - كلية دار العلوم - البلاغة و النقد الأدبي و الأدب المقارن
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 279

from 279

المستخلص

” قراءة الكلمة تمكن من قراءة العالم ” ”باولوفريري ”
وماذا لو كانت الكلمة أشرف كلمة لأن قائلها الخبير العليم بخبء السموات والأرض وأحوال المتلقين في كل زمان ومكان .
ونحن مأمورون بالقراءة وأول أمر للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم :اقرأ .. ولكن ماذا نقرأ ؟ ولماذا نقرأ ؟ وكيف نقرأ ؟
حاولت في هذه الدراسة والتي عنوانها ”التعبير القرآني عن الظواهر الكونية دراسة بلاغية أسلوبية ”، أن تكون أول قراءاتي للكون في القرآن ؛فمنه نبدأ وإليه ننتهي ، وإذا قرأنا كلمة ”كن فيكون ” وما تحويه من معان قرأنا أنفسنا ومن قرأ نفسه وخبرها وعرفها فقد عرف ربه .
كان هذا هو دافعنا الأول لقراءة الكون في القرآن قراءة متأنية ،
نقرأ فيها الحقائق اليقينية المتسقة فيما بينها ،ومع كل الرسالات السماوية والعلوم مذ خلق آدم وحتى قيام الساعة , وهذا الاتساق محور ارتكاز البحث.والدراسة جاءت في مقدمة وثلاثة فصول ، عقدنا في المقدمة لقاءات بين صفوة من العلماء من مختلف التخصصات والبلاغيين
والمفسرين والمستشرقين والفلاسفة ، وقبلهم القرآن والسنة وعلي بن أبي طالب وتلاقى الجميع عند اتساق قوانين الكون بالحق والحكمة البالغة لخالقه الواحد المتصف بكل صفات الجلال والكمال ،و يأخذنا التعبير القرآني في الفصل الأول لنتأمل عناصر الجمال والإبداع في الكون وظواهره الكلية : السماوات والأرض والمتحركة في الفصل الثاتي من شمس وقمر ونجوم وجبال ورياح وأنهار وكل المتحرك من الذرة إلى المجرة ،وكذا يصحبنا في رحلة تعليمية شائقة ورائدة في مدرسة الكائنات الحية في الفصل الثالث، وهي بحق جند الله المسخرة لمنفعة المتوج بالحق على عرش الخلافة ” الإنسان ” مادياً ومعنوياً ، وذلك باتباع المنهجين الاستقرائى والتحليلى .
ويلفتنا التعبير القرآني لعجائب ودقائق كل ذلك بعدة مؤشرات أسلوبية رائعة متنوعة تتناسب وتنوع أحوال الكون وتغيراته عبر السنين والأيام . فمن الخطأ الشائع قديما كما نبهنا د/ زكي نجيب محمود أن نقرأ الكون ونتأمل ظواهره على أنها جواهر وثوابت لا تتغير ولا تتبدل ، والأصوب أن نقرأ كل ظاهرة على أنها سلسلة من التغيرات المتتالية .
نعم الكون كله من خلية واحدة وكل ظواهره في فلك التوحيد يسبحون , لكن لكل شخصيته التي تميزه وشفرته المتفردة المصبوغة بالحق وبالحكمة البالغة ،والمهيأة لأداء وظيفة محددة ويكتب الجميع بتناغم عجيب مع باقي العناصر الكونية سطراً يناسب الكل حسب الطاقات ، في كتاب الكون البديع .
وهذا التناغم والاتساق يركز عليهما التعبير القرآني في الصور التوكيدية والتوضيحية, وأبرزها التشبيه والتمثيل وقد اطردا للاتساق والمثلية بين عناصر الكون ، ليبرهن الجميع أن المولى ليس كمثله شىء والإنشائية والعدولية والتي اطردت مع كل عناصر الكون وبخاصة المتحركة منها.
كما يلفتنا لكل هذه الحقائق اليقينية في مواقع متعددة في القرآن تتناسب وحركتها في الكون ، أو رتبتها ,وأهميتها ؛ فتكون في البدايات والمتن والنهايات ، ولأنها متسقة في الواقع المشاهد والملموس – كذلك تتسق البدايات والنهايات وهو ما نلحظه في رد العجز على الصدر.
ولأنها استمدت عظمتها من عظمة خالقها وهي أدلة وشواهد وحدانيته واتصافه بكل صفات الجلال والإكرام ، وكذا مصدقة للرسالات ووحدة أهدافها ومعضدة لخاتم الرسل بالبراهين الدامغة والسباقة لكل العلوم ، وهي خير شاهد على الإيجاد والمعاد .. لكل ذلك أقسم بها المولى ، وشرفها بإضافتها له في أكثر من موضع ، بل ولفت الأنظار إليها وجعل المتدبر فيها من الراسخين في العلم وحث الجميع على تأملها والانتفاع بها وحذر من إفسادها ، كما مدح إيمانها وخشوعها وحسن اعتذارها عن حمل الأمانة التي حملها الجهول بأمرها. كما ميزها في عدة صور من صور المقارنة التي اطردت في القرآن – عن ذلك الإنسان الذي لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا .
ولأنها مكرورة في الكتاب المشاهد كررها في كتابه المقروء لينبه ذلك الغافل لسلاسل الجمال المتأنقة، ويبشر عباده المتدبرين بالنعيم المقيم وعين اليقين.
ولأنها مختلفة ومتماثلة ومنسجمة ومتسعة وناطقة ومسبحة وزوجية ومرجعية - عبر عنها بالمقابلات والتمثيل والكنايات والحقيقة التي تبرز تلك الثنائية التي تقرر أنه الواحد يغير ولا يتغير, وبالمجاز الذي يقرب البعيد ويوضح المبهم ويؤكد التماثل بين الظواهر الكونية وبعضها من جانب وبينها والإنسان من جانب آخر ، والتكامل في الكون كله .
عرض القرآن كل هذا التنوع تارة مجتمعة وأخرى ثنائيات متلازمات وما أكثرها وثالثة متفردة وفي كل جمال .
جاءت متتالية في مشاهد مسرحية وتارة قصصية وثالثة لقطات سينمائية تلهث الحواس كلها لتدبر ألوانها وأصواتها وحركاتها ، ويبتهج القلب بتناغم ألحانها لا نشاز ولا خدش للأذواق . وتتسابق العقول في اشتياق لمعرفة النهاية، وتشحذ الأذهان لملأ الفجوات السياقية المحذوفة والمقصودة لدفع العباد لإعمال النعمة الكبرى التي ميزهم بها المولى عن سائر الكائنات ” العقل ” ويتحقق وعد المولى ومقصده من دعوتنا لتقليب صفحات كتابيه: المقروء والمشاهد وتحقيق المتعة والفائدة وتلاقح الوجدان والشعور والعقل وانصهارهم في بوتقة الإبداع الرباني سبحانه وتعالى بديع السماوات والأرض . ويلى هذه الفصول الثلاثة بعض النتائج التى منَّ بها علينا الرحمن من استقراء الآيات الكونية، وكذا ما كتب بعض العلماء وما تيسر لنا من آثارهم التى علينا أن نمعن النظر فيها، فهناك درر تستحق الغوص عليها والتحمل لأية مشاق فى سبيل تحصيلها، وقد أفنوا حياتهم فى طلب معنى كلمة، أو سرد قصة أو سبب نزول خدمة للنص الجليل ورضاء للمولى القدير .. نفعنا الله بهم .
ويلى هذه النتائج بعض التوصيات والتى أنشد فيها ربط الدرس البلاغى بكل مستحدثات العصر وبخاصة التنمية البشرية والتى أصولها كلها فى كتاب الله الذى سبق كل العلوم لكل مفيد وجديد.
وأهيب فيها بدارس البلاغة فى النص المعجز، وأذكرهم وقبلهم أذكر نفسى أن الرحلة ممتعة وشاقة ولسنا أقل حبا لبلاغتنا من حب ذلك الفنان المنسق لحديقته.