![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص اختلفت آ ا رء النحاة في تصنیف الجملة الشرطیة فهناك من كان یعدّها جملة فعلیة ، وهناك من یعدها اسمیة ، وهذا الاختلاف یأتي أصلاً من عناصر تركیبها ؛ لتوافر عناصر الإسناد فیها بین الفعل والفاعل أو المبتدأ والخبر ، والحقیقة أنّ الجملة الشرطیة تمثل قسماً مستقلاً بذاته یوا زى الجملة الفعلیة والاسمیة ، ومن هنا كان لها مكانة في د ا رسة مفهوم الجملة عند النحاة ؛ لأهمیتها في نص الكلام اختلفت تسمیات النحاة في إطلاق مفهوم معین على هذا التركیب بین مصطلحي الج ا زء والشرط ، ولكن باحتساب هذا التركیب جملة مستقلة بذاتها ، وكونه یمثل أسلوباً من أسالیب العربیة المتنوعة فالأفضل أن أطلق علیه في د ا رستي تسمیة ( الجملة الشرطیة ) أو ( الأسلوب الشرطي ) . إن اقت ا رن الأدوات الشرطیة ب( ما ) ال ا زئدة والتي تنقل الأدوات من حالة البساطة إلى التركیب جعلت من الشرط ناصعً ا متفش یا في الزمان والمكان ، في حین یكون على وتیرة أقل من الحدة والتفشي الإبلاغي في حال عدم اقترانها بها تخطّى شعر فاروق جویدة في بناء جملة الشرط الصور التي حصرها ( سیبویه ) وأتى بصور أجازها بعض النحاة في غیر الشعر كصورة الفعل المضارع المجزوم مع الفعل الماضي . كشف البحث عن سبب اختیار (الفاء) كي تكون أداة رابطة لجواب الشرط وذلك لأنّها الحرف الوحید الذي یحتاج إلیه حینما یكون الكلام غیر صالح لأداء وظیفته النحویة . لمستُ في شعر فاروق جویدة أنّ الجملة الطلبیة هي أكثر أنواع الجمل اقت ا رناً بأداة الربط ( الفاء ) ولاسیما الجمل المبدوءة بفعل الأمر . ورد في الاعمال الكاملة نص شرطي جاء فیه جواب الشرط مسبو قًا ب( لم ) المقترنة ب( الفاء) ، وهذا الموضع هو من الحالات التي منع فیها النحاة اقت ا رن الجواب ب( الفاء ) إنّ أكثر الأدوات الشرطیة استعمالاً في شعر فاروق جویدة هي الأداة ( إنْ ) . اشتركت الأداتان الشرطیتان ( إنْ ) و (إذا) في المعنى المقطوع بحصوله والمتحقق وقوعه على خلاف ما ذكره النحاة من أنّ ( إنْ ) لا تأتي إلاّ في المعاني المبهمة ، و( إذا ) في المعاني المتحققة الوقوع . وانفردت ( إنْ ) في المعنى المشكوك في حصوله، والمعنى المستحیل الحصول ، وانفردت ( إذا ) في أداء المعنى الكثیرالحصول . من المعاني التي خرجت لها أداة الشرط ( لو ) في الأعمال الكاملة ، الدلالة على المضي والامتناع ، والدلالة على المستقبل إذ وردت بمعنى الأداة ( إنْ ) ، أمّا المعنى الأكثر شیوعاً هو استحالة الوقوع وعدمه . جمعت أداة الشرط (أمّا) بین عدد من المعاني متحققة من سیاق النص إذ جمعت بین معاني الشرط والتوكید والتفصیل وبیان السبب والاستئناف أكثر الأنماط الشرطیة شیوعً ا في شعر جویدة هي أداة الشرط مع فعلین ماضیین للشرط وجوابه ، وقد استوفى هذا النمط جمیع أدوات الشرط ، إلاّ أنّ أكثر الأدوات اطرادً ا هي الأداة ( مَنْ ) والأداة ( إذا ) الشرطیتین یلي هذا النمط أكثر من ثلاثین نمط ا استوفیناھا في الأنماط المذكورة في البحث . جاء في شعر جویدة ذلك التركیب الذي كان موضع خلاف بین النحاة في صورة الأداة مع اسم مع فعل ماضٍ وجوابه ماضٍ أیضًا وإن كان هذا التركیب قد أكّده النص القرآني ، وانسب التعلیلات النحویة لهذا التركیب ما جاء به بعض النحاة ون المتقدمین من أنّ الاسم الواقع بعد الأداة مرفوع بالابتداء والفعل الواقع بعده یك في محل رفع خبره . أثبت شعر جویدة ما نفاه النحاة من منع اقت ا رن فعل الشرط الماضي ب(قد) وقد اختصت بهذه الصورة الأداة ( لو ) ، إذ إنّ مجيء ( قد ) مع هذه الأداة یدل على حصول الشرط المحقق مع التأكید على حصوله وإن كان وقوعه مستقبلاً وقد اقترن جواب شرط ( لو) بها أیضاً وقد تحفّظ علیه النحاة ؛ لأنّه لم یؤید المسموع والمنقول من كلام العرب هذا النمط من التركیب الذي اختصت به هذه الأداة . |