![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لا تأتي أهمية فلسفة الحضارة عند الإمام النورسي من حيث أنها تجديد لقضية شغلت الفكر العربي والإسلامي منذ عام 1768 م وهي إحياء الحضارة الإسلامية فحسب ولكن تأتي أهمية فلسفته الحضارية لأنها تكشف عن أبرز مجدد عرفته تركيا والعالم الإسلامي في العصر الحاضر. والمتتبع لما كتبه النورسي في رسالة – كليات رسائل النور- يقف علي نقطة مركزية تعد بؤرة الإنطلاق ومحور التغيير والإصلاح في مختلف المجالات سواء أكانت جزئية أو كلية ، سياسية أم إقتصادية ، محلية أم عالمية، وهي مسألة البعد الإيماني ومدي حضوره في المجالات في هذه المجالات المتعددة. ولا عجب في أن تكون كلمة الإيمان في فكر وفلسفة النورسي ومشروعه الحضاري هي النواه التي تدور في فلكها كل كلمات المقاومة الفكرية والفلسفية من إصلاح وتربية وتعليم وأخلاق . والنورسي وجد في عصره انفصاما واختلافا في الرؤي حول دور الإيمانى وخاصة علاقة العلم بالإيمان وقدرته علي صياغة وتشكيل رؤية حضارية تنهض بالإنسان وتعالج مواطن الخلل في جميع الجوانب الحضارية. وقد وجد الباحثون عن الإيمان وأركانه وأثره من منظور كلامي وصوفي بقدر لا يحصيه العد. و قد كتب الباحثون عن الايمان واركانة وأثرة من منظور كلامى وصوفى بقدر لا يحصية العد ،ولكن لم أجد أحدا على حد علمى من أوفى حقة من المنظور الفلسفى ولعل تشريح النورسى ودراستة للحضارة الغربية وتسليطة على مكامن الحسن والقبح فيها وقبولة لعميلة التلاقح الحضارى مع التصفية بميزان الشرع ،والعمل بقاعدة ”خذ ما صفا ودع ما كدر ،ثم تحليلة وتفسيرة للعوامل التى تقوم عليها المدنية ومما يؤكد على معايشة النورسى لواقع الامة الحضارى هو ما أفرزتة معايشة من طرح لكيفية صناعة المستقبل . |