الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 210 |  |  |
| | | from | 210 | | |
المستخلص
تمثل مشكلة الإدمان وتعاطي المخدرات منذ زمن بعيد واحدة من أهم المشكلات ليست على الشخص المدمن فقط بل تمتد إلى أسرته ومجتمعه، وليست قاصرة على فئة بعينها بل يمتد نطاقها إلى العديد من الفئات العمرية وإن كانت تبلغ ذروتها بين المراهقين والشباب، مما يحول دون استخدام طاقتهم الكامنة لديهم فيما يأمله المجتمع منهم من مواصلة مسيرة التقدم والتطوير التي يشهدها العالم، وقد ارتبط الإدمان بالكثير من المواد التي تسببه ابتداء بالنيكوتين الموجود في التبغ أو الخمور بأنواعها أو المخدرات سواء كانت طبيعية أم مصنعة مع اعتبار أن التدخين والخمور تعد أكثر خطورة وفتكًا من بعض أنواع المخدرات وذلك لسهولة الحصول عليها بل وعدم ملاحقة مدمنيها قضائيًا بجانب رخص ثمنهما إذا ما قورنوا بأنواع المخدرات الأخرى، وتتبلور خطورة الإدمان بأنه يقترن بأمور أكثر فتكًا مثل نقل الأمراض من شخص إلى شخص آخر عن طريق الحقن وغيرها من الطرق، كما أن المدمن أكثر تعرضًا لأمراض القلب والكبد والكلي بجانب تدهور صحته بوجه عام، وهناك عوامل قد ساعدت على ازدياد معدلات الإدمان عام بعد آخر منها عدم المتابعة الأسرية للأبناء وضعف الواعز الديني والتفكك الأسري ومجاراة الأصدقاء المتعاطين للمخدرات بجانب وسائل الإعلام من خلال عرض أفلام المخدرات، كما ترتبط هذه الظاهرة بعلاقات وثيقة ومصالح مشتركة مع شبكات الجريمة ومؤسسات غسيل الأموال والجماعات الإرهابية والعصابات الدولية غير المشروعة كالمافيا وغيرها، لذلك فظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها من أشد الظواهر خطورة في كل المجتمعات، لذلك كانت التوعية بأضرار المخدرات وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع أحد أهم عناصر التدابير التي يجب اتخاذها والعمل بها للحد من انتشارها لخطورتها، فالمخدرات تشكل من العالم سواء دول متقدمة أو نامية أو أخذت في النمو فهناك أمر واحد لكل هذه المجتمعات ألا وهو المعاناة من هول المخدرات ولذلك تتبارى الدول في عقد الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الإقليمي أو العالمي من أجل مكافحة هذه الظاهرة وإيجاد السبل والوسائل للحد منها لخطورتها على الجنس البشري صحيًا واجتماعيًا ودينيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ويمكن القول بأن ظاهرة الإدمان قد انتشرت نتيجة أفكار نشرها تجار المخدرات وروادهم ليزينوا للشباب طريق الغواية والهلاك، فالمخدرات وهم زائف يتجرع مرارتها المدمن والمتعاطي لها وذلك من خلال متعة كاذبة هي بمثابة صحوة الموت إلا أنها بالأدلة والبراهين تودي بحياة المدمن إن لم يكن اليوم فغدّا، بل إنه بإقباله عليها فإنه يفقد صحته ثم أمواله ثم عقله وسرعان ما يتحول بين يوم وليلة إلى سارق وربما إلى قاتل تحت وطأة رغبته الملحة في الحصول على المال لشراء الجرعة التي اعتادها ليتخلص من الآلام المبرحة التي يشعر بها، لذلك يسعى الباحث إلى إلقاء الضوء على أهمية موضوع دراسته وهو مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات على المجتمع السعودي بوجه خاص وعلى المجتمع الإقليمي بوجه عام مع رصد الإحصائيات والتقارير التي تبرز مدى خطورة المشكلة، والنظريات المفسرة لظاهرة الإدمان مع رصد بعض الدراسات والبحوث الحديثة التي تناولت هذه المشكلة، والتعرف على مفاهيم الدراسة، وذلك بهدف التوصل إلى رؤية نظرية مناسبة لفهم الظاهرة موضوع الدراسة ومعرفة أبعادها.وانعكاساتها. وأخيرًا يحاول الباحث الكشف عن الظروف التاريخية التي أسهمت في انتشار ظاهرة الإدمان في المجتمع السعودي بصورة عامة والجهود التي تبذلها المملكة من أجل مواجهة الظاهرة على كافة المستويات.
تحدد الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على ظاهرة إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية، ويتفرع من هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية وهي:
1 – التعرف على السياق التاريخي لإدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية.
2 – التعرف على حجم ظاهرة إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية.
3 – التعرف على العوامل الاجتماعية والثقافية المؤدية إلى إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية.
4 – التعرف على الجهود المبذولة للحد من إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية.
5 – التعرف على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمدمني المخدرات.
6 – الكشف عن أنماط العلاج المختلفة التي تعرض لها المدمنين وعوامل العودة للإدمان وفي ضوء هذه الأهداف.
طرحت الدراسة مجموعة من التساؤلات:
- ما مدى انتشار المخدرات في المجتمع السعودي من حيث الحجم والتوزيع؟
- ما الأسباب الرئيسية المؤدية لإدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية؟
- ما هي الجهود التي تم بذلها لمواجهة ظاهرة الإدمان في المملكة العربية السعودية؟
- ما الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمدمنين عينة الدراسة؟
- ما الأسباب المختلفة التي دفعت المدمنين للإدمان على المخدرات؟
- ما العوامل والأسباب التي دفعت المدمنين للعودة للإدمان بعد العلاج؟
- كيف يتم تقييم فعالية الجهود المبذولة للحد من الإدمان ومدى كفايتها؟
- ما هي الطرق الواجب إتباعها للتقليل من أو تفادي ظاهرة الإدمان؟
أما فيما يتعلق بمنهج الدراسة فنظرًا لطبيعة الدراسة والذي يستهدف التعرف على ظاهرة إدمان المخدرات في المملكة العربية السعودية والظروف والعوامل التاريخية لإدمان المخدرات في المملكة؛ فإن الأسلوب الوصفي التحليلي يعد أسلوبًا منهجيًا مناسبًا لنوعية هذه الدراسة، أما عينة الدراسة فقد اختار الباحث 200 مبحوثًا من الشرائح الاجتماعية المتباينة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وديموجرافيًا، وتم اختيار العينة بطريقة العينة غير العشوائية أي العمدية من نزلاء مجمع الأمل للصحة النفسية.
أما أدوات الدراسة فقد استخدم الباحث استمارة استبيان تضمنت مجموعة من المحاور الرئيسية والتساؤلات التي تعبر عن أهداف الدراسة وتساؤلاتها. وقد قام الباحث بتحليل البيانات النظرية والميدانية للإجابة على تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها في ست فصول رئيسية جاء الفصل الأول بعنوان الإطار النظري للدراسة، أما الفصل الثاني بعنوان: العوامل التي تساعد على انتشار المخدرات والتحديات التي تواجه المملكة في التصدي لها. أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان: الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية، بينما جاء الفصل الرابع تحت عنوان: اتجاه المدمنين نحو مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها، وجاء الفصل الخامس بعنوان: العوامل الاجتماعية المسئولة عن تعاطي المخدرات وإدمانها، وأخيرًا جاء الفصل السادس تحت عنوان: نتائج الدراسة وتوصياتها.