الفهرس 
الاطار النظرىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 154 |  |  |
| | | from | 154 | | |
المستخلص
أولت ليبيا قطاع الزراعة والإستصلاح الزراعي أهمية خاصة لكونها الحرفة الرئيسية التي يمارسها الليبيون منذ زمن بعيد ، إضافة إلى أن قطاع الزراعة يعد مصدراً لإمداد بعض القطاعات الأخرى بالكثير من المواد الخام اللازمة لها، علاوة على أن القطاع الزراعي يقوم بدور هام في تنمية القطاعات الأخرى من خلال تبادل الإنتاج الزراعي مع غيره من نواتج القطاعات الأخرى مثل قطاع الصناعة . ففي حين يعتبر القطاع الزراعي سوقاً لتصريف المنتجات الصناعية ، حيث يقوم القطاع الصناعي بإمداد الزراعة بما تحتاجه من مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والآلات والمبيدات والمعدات الزراعية كأحد عناصر الإنتاج حيث كلما زاد استخدام القطاع الزراعي لهذه السلع المنتجة من القطاع الصناعي كلما زاد الطلب عليها ، وبالتالي زادت ونمت الأنشطة الإقتصادية المنتجة لها ، وبالمقابل فإن القطاع الزراعي يعتبر مكملاً لقطاع الصناعة حيث يمده بالكثير من المواد الخام الزراعية اللازمة لقيام الصناعات الغذائية عليها ومن هنا تظهر أهمية هذا القطاع في البنيان الإقتصادي في ليبيا .
ويمثل الإنتاج الحيواني مكانة هامة في معظم المقتصدات الزراعية حتى في تلك الدول التي تضاءلت فيها مكانته بالمقارنة بالإنتاج النباتي كما هو الحال في الزراعة الليبية ، حيث يعتبر أحد مصادر الدخل الزراعي ومصدر للأسمدة العضوية ، كما يعتبر سلعة وسيطة لبعض الصناعات المحلية ، وإن كان السبب الأكثر ضرورة والذي يجب أن يؤخذ في الإعتبار للتأكيد على هذه المكانة الهامة للإنتاج الحيواني هو أهميته كمصدر للمنتجات الحيوانية ذات المحتوى البروتيني نظراً لإعتماد المستويات الغذائية للإنسان في أحد جوانبها الرئيسية على توفير مصادر البروتين الحيواني المختلفة مثل الألبان واللحوم الحمراء والبيضاء والبيض ، الأمر الذي يشير إلى أهمية الوحدات الحيوانية والداجنة المختلفة المنتجة لهذه المصادر ومنها حيوانات الأغنام وذلك لتفضيل المستهلك الليبي للحومها عن غيرها من الحيوانات الأخرى ، ومن ناحية أخرى لضخامة أعدادها وإستهلاكها للجزء الأكبر من الموارد العلفيه المتاحة خاصة الأعلاف الخضراء ، ولذلك يتركز الإهتمام في هذه الدراسة على إنتاج مصادر البروتين بصفة عامة لإنخفاض المستويات الغذائية من البروتين الحيواني والتي لاتتفق مع الإحتياجات الصحية ، وتعتبر الأغنام أحد الأنشطة في مجال الثروة الحيوانية في ليبيا ، وتمثل سلالة البربري حوالي 95% من إجمالي عدد الأغنام المتواجدة في ليبيا والتي تربى أساساً لإنتاج اللحم والصوف ، حيث تتصف هذه السلالة بجودة لحومها وخشونة أصوافها ، وتساهم في توفير قدر كبير من اللحوم على مستوى ليبيا ، كما أنها تتميز بخصوبتها المرتفعة إذا ما توفرت الظروف الملائمة فقد يصل معدل ولادتها إلى حوالي 100% .
وتمثل المنطقة الوسطى أحد أهم مناطق الإنتاج الحيواني في الزراعة الليبية ، ولقد قدرت أعداد الثروة الحيوانية في المنطقة الوسطى بليبيا بحوالي (1.675.000) رأس من الأغنام عام 2010 ، تمثل حوالي 27% من إجمالي أعداد الأغنام في ليبيا ، ومن ذلك تتضح أهمية أعداد الوحدات الحيوانية من الأغنام في المنطقة الوسطى ، كما تستدعى ضرورة دراستها ودورها في توفير الغذاء الصحى للفرد في هذه المنطقة على وجه الخصوص وفي ليبيا عموماً .
ويحتل القطاع الزراعي أهمية كبيرة في البنيان الإقتصادي حيث تعتبر الزراعة مورداً هاماً للغذاء والذي يمكن الإعتماد عليها في تحقيق أهداف وبرامج التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتحقيق الرفاهية والرخاء بين السكان وتحقيق الأمن الغذائي ، وتعتبر الزراعة المصدر الرئيسي لتلبية إحتياجات السكان من المنتجات الغذائية ، بالإضافة إلى أنها تمد القطاع الصناعي بالجزء الأكبر من المواد الأولية الزراعية ، وتعتبرمجالاً لإستعاب القوى العاملة البشرية ، وتمثل الثروة الحيوانية مكانً بارزاً وهاماً في مجال الإنتاج الزراعي فهي تمثل أحد الأنشطة الإقتصادية الزراعية الهامة والمنتجة للكثير من المنتجات الغذائية وأهمها البروتينات الحيوانية حيث تعتبر المنتجات الحيوانية مثل اللحوم من حيوانات الأغنام من المصادر الهامة للبروتين الحيواني والسعرات الحرارية وكذلك الدهون والفيتامينات اللازمة لغذاء الإنسان في ليبيا ، هذا بالإضافة إلى منتجاتها المختلفة من الألبان والصوف الخام ، وتلعب الأغنام دوراً هاماً في توفير هذا المصدر كما أنها تساهم في إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي وبالتالي في صافي قيمة الدخل الزراعي ، وعلى الرغم من أهمية الدور الذي تلعبه حيوانات الأغنام ومنتجاتها المختلفة إلا أنها لم تنل حظها من الدراسة والإهتمام من الناحية الإقتصادية .
وتعتبر حيوانات الأغنام من المصادر الهامة للبروتين الحيواني في ليبيا ويعتبر توفير البروتين الحيواني بقدرٍ كافٍ أحد المشاكل التي لها دور مؤثر في البنيان الإقتصادي الليبي ، على الرغم من جهود الدولة في توفيره إلا أن ما خص الفرد الليبي منها ضئيل إذا ماقورن بالدول المتقدمة ، حيث مازال متوسط نصيب الفرد الليبي من البروتين الحيواني المنتج محلياً دون المستوى الغذائي الصحي العالمي ، إذ بلغ متوسطه حوالي 22 جرام بروتين / اليوم (1) ، مما يشير إلى ضرورة زيادته للوصول إلى الحد الأدنى الآمن صحياً وهو حوالي 32 جرام بروتين/اليوم (2) ، ولقد قامت كثير من الهيئات الدولية بوضع الإحتياجات اليومية من البروتين والتي تراوحت بين 21 – 65 جرام في اليوم (3) ، وذلك بمعدل جرام لكل كيلو جرام من وزن جسم الإنسان وإن نصفها مصدره حيواني كاللحوم والأسماك والألبان .