Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إقليم كينوبوليس في العصرين اليوناني الروماني دراسة اقتصادية في ضوء الوثائق البردية والنقوش /
المؤلف
أحمد، محمد أحمد فهمي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد أحمد فهمي أحمد
مشرف / الحسين أحمد عبدالله
مشرف / الحسين أحمد عبدالله
مشرف / الحسين أحمد عبدالله
الموضوع
مصر القديمة - تاريخ - العصر اليوناني. مصر القديمة - تاريخ - العصر الروماني.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
192 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2013
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كــــليــــة الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 191

from 191

المستخلص

إن المتخصص في دراسة تاريخ مصر في العصرين البطلمي والروماني ليلمس بوضوحٍ أن هذ الحقل الخصيب قد بدأ يضيق بالدراسات والبحوث التي تناولت جميع مظاهر الحضارة في مصر تحت حكم البطالمة والرومان من النظم الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها . ورغم أن هذه الدراسات والبحوث قد أثرت المكتبة التاريخية أيّما إثراء ولاسيما المنشور منها باللغات الأجنبية إلا إنها في الوقت نفسه أوجدت مشكلة أمام الباحثين تمثلت في قلة الموضوعات الصالحة للتسجيل لنيل الدرجات العلمية سيما إذا كان الباحث يتطلب لبحثه الأصالة ليُدلي في هذا المضمار الصعب بدلوه ولئلا يكون حظه من سنوات الدراسة أن ينسج على منوال غيره .
ولذلك عندما شرعتُ في التسجيل لدرجة الدكتوراه كانت تحدوني الرغبة في اختيار موضوع غير مطروق لعلي أقدم شيئاً أو أضيف جديداً في هذا المجال الصعب ولما كنتُ قد درستُ في مرحلة الماجستير موضوع مصر العليا في عصر البطالمة فقد توجهت إلى دراسة أحد أقاليم وادي النيل في العصرين البطلمي والروماني أملاً في تقديم دراسة أكثر تخصصاً وعمقاً وأصالةً تكون خطوة على طريقٍ بدأته ورأىٍ رأيته وثبتني عليه أساتذتي
وهو أن أبناء الوادي أحق بدراسته فأهل مكة أدرى بشعابها ، لذا وقع الاختيار على إقليم كينوبوليس ليكون موضوع هذه الدراسة وذلك لأن هذا الإقليم تعلقت به عدة إشكاليات ومسائل تحتاج إلى بحث ودراسة وتحرير علمي منها :
أ- أن اسم الإقليم(كينوبوليس) أُطلق على مواقع وأقاليم أخرى فسُميت به مدينة في مصر العليا تقع إلى الشمال من قفط وإلى الجنوب من دندرة على رأس أحد الطرق التجارية الهامة التي ربطت النيل بموانئ البحر الأحمر ، كما أُطلق اسم كينوبوليس على أحد أقاليم مصر السفلى وهو بوسيرس التي تقع جنوب سمنود الحالية وقد عُرف هذا الإقليم في الوثائق البردية باسم كينوبوليس السفلى ka¢tw kunopoli¢tonبداية من وثائق القرن الثالث الميلادي ، وأخيرا حمل اسم كينوبوليس أحد أقاليم مصر الوسطى والتي سُميت بالهيبتانوميا بداية من عام 11م ، وهو الإقليم السابع عشر من أقاليم وادي النيل الذي يتوسط إقليمي هيرموبوليس وأكسيرينخوس ، وقد أدى هذا إلى الخلط بين هذه المواقع إذا أُطلق اسم كينوبوليس في الوثائق البردية . من ذلك مثلا أن الإقليم الأخير وهو المعني بالدراسة كان يُميز في الوثائق البردية باسم كينوبوليس العُليا
A¦nw kunopoli¢tou ففهم بعض الدارسين أن كينوبوليس العليا هي تلك الواقعة إلى الشمال من قفط لأنها أبعد المواقع الثلاثة جنوبا ، وإن دراسة الوثائق البردية التي ذكرت كينوبوليس العليا يثبت خطأ هذا الفهم ، ويؤكد أن إقليم كينوبوليس العليا كان أحد أقاليم الهيبتانوميا المجاورة لأكسيرينخوس كما سيأتي في تضاعيف هذه الدراسة ، ومن ثم احتاجت هذه الإشكالية وهذا الخلط إلى تحرير وبيان خاصة وقد وقع فيه بعض المتخصصين انظر على سبيل المثال :
Calderini, A.: Dizionario dei nomi geografici e topografici dell’Egitto greco-romano. Supplemento 3,1994 – 2001.(Pisa : Giardini, 2003),p.165 حيث اعتبر كينوبوليس العليا والسفلى قسمين لإقليم واحد .
ب- ومن الإشكاليات الأخرى التي تعلقت بإقليم كينوبوليس مسألة الوضع الإداري للإقليم وعلاقته بأقاليم الهيبتانوميا المجاورة له وعلى وجه الخصوص بإقليم أكسيرينخوس الذي ذكرت الوثائق البردية أنه في بعض الفترات كان لهما حاكمٌ واحدٌ وكاتبٌ ملكيٌ واحدٌ فهل ثمة وحدة إدارية
قامت بين الإقليمين ؟
جـ- ومسألة تعيين عاصمة الإقليم هل كانت مدينة يورجتيس أو كونونبوليس ؟
حيث وردت الإشارة إلى كل منهما على أنها عاصمة الإقليم ومقر إدارته.
بالإضافة إلى عدة مسائل أخرى تتعلق بالتقسيمات الإدارية للإقليم وحدوده وجهازه الإداري والنشاط الاقتصادي والحياة الإجتماعية والدينية مما يأتي بيانه في صفحات هذه الدراسة .
ولا شك أن دراسة هذه المسائل ومحاولة الإجابة على هذه الإشكاليات هي التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع ، على أن إشكالية هذه الدراسة تتمثل بشكل أساسي في:
أ- قلة الوثائق البردية المنشورة عن إقليم كينوبوليس مقارنة بغيره من الأقاليم المجاورة مثل هيرموبوليس وأكسيرينخوس، وكون كثير من هذه الوثائق شذرية لا تجود بتفاصيل كثيرة حول مباحث الدراسة وأن ذكر إقليم كينوبوليس في كثير منها أيضا ذكراً عارضاً وليس موضوعاً أساسياً في الوثيقة ولعل هذا يُفسر حقيقة أن أغلب الوثائق التي ذكرت كينوبوليس كانت من مجموعة بردي أكسيرينخوس ؛ ولذا كان على الباحث مهمة تتبع الإشارات الواردة في الوثائق البردية عن كينوبوليس بين برديات عنّونها ناشروها بأسماء أقاليم أخرى لاسيما أكسيرينخوس وهيرموبوليس وذلك عن طريق حصر هذه البرديات وترجمتها ودراستها وتحليلها ومحاولة استنطاق الوثائق الشذرية منها أية معلومات تساهم في بحث المسائل ورفع الإشكالات التي تدور حولها هذه الدراسة.
ب- أن الوثائق البردية المنشورة من كينوبوليس لا تغطي جميع جوانب الحياة في الإقليم بشكل متسق طوال العصرين البطلمي والروماني فبعض النواحي تذكرها وثائق بطلمية فقط ونواحي أخرى تشير إليها وثائق رومانية فقط بما يعني أن تواريخ هذه الوثائق متذبذبة في تغطيتها لجوانب الدراسة من أوائل عصر البطالمة إلى أواخر عصر الرومان ومن ثم تطلبت جهدا كبيرا في تحليلها ومقارنتها ومحاولة الربط بينها .
لذا؛ فالمادة العلمية الواردة بهذه الدراسة مستقاة أولاً من البردي و الأوستراكا ، هذا بالإضافة إلى ما كتبه المؤرخون القدامى اليونان والرومان ، ولاستكمال المادة العلمية كان لابد من الاستعانة ببعض المراجع والمقالات والرسائل العلمية للباحثين في التاريخ اليوناني الروماني من المؤرخين المصريين والأجانب .
وقد سبقت هذه الدراسة ثلات مقالات كتبها ليتيناس Litinas عن إقليم كينوبوليس الأولى بعنوان: List of upper Cynopolite Nome papyri
وهي عبارة عن قائمة بالوثائق البردية التي ورد فيها ذكر إقليم كينوبوليس من العصور البطلمي والروماني والبيزنطي على الترتيب.
والثانية بعنوان :
kunwn poliς and Euesgetiς Designation and location of the capital of the Cynopolite Nome
وفيها ناقش مسألة تعيين عاصمة الإقليم .
والثالثة بعنوان : Villages and Place-names of the Cynopolite Nome
وهي عبارة عن قائمة بأسماء القرى والمواقع في كينوبوليس من العصر البطلمي وحتى العصر البيزنطي.
ورغم أهمية ثلاثية ليتيناس وما احتوت عليه من فوائد إلا أنها لا تفي بدراسة تاريخ الإقليم في العصرين البطلمي والروماني وذلك لعدة أمور :
أولها: أن معظم الوثائق التي ضمّنها قائمته ترجع إلى العصر البيزنطي وهذه لا يمكن الاعتماد عليها في دراسة العصرين البطلمي والروماني.
وثانيها: أنه لم يفرق بين القرى والمواقع التي ثبت موقعها في كينوبوليس بوثائق من العصرين البطلمي والروماني وتلك التي ثبتت بوثائق بيزنطية ومن المعلوم أن كثيراً من التعديلات الإدارية تقع من عصر لآخر وبخاصة من العصر الروماني إلى العصر البيزنطي.
وثالثها: أنه لم يقم بجمع أو دراسة هذه الوثائق التي أحصاها فبقيت بحاجة إلى جمع وترجمة ودراسة وتحليل فضلاً عن غيرها من الوثائق التي لم تتضمنها قائمته.
كما كتب ويلي كلاريسي Willy Clarysse مقالة بعنوان :
A bilingual archive from the Cynopolite nome
نشر فيها عدة وثائق تتعلق بتحنيط ودفن الموتى في كينوبوليس وما كان يُفرض عليها من ضرائب مقابل استخدام زيت الأرز والدواء في عملية التحنيط وكيفية تحصيلها عن طريق الالتزام .
ولما كانت عامة الوثائق البردية من كينوبوليس تتناول الحياة الاقتصادية في الإقليم من نشاط زراعي ورعوي وصناعي وحرفي وتجاري وما ارتبط بذلك من أنشطة أخرى كالنقل البري والنهري والضرائب فقد جاء عنوان الدراسة ” إقليم كينوبوليس في العصرين اليوناني الروماني دراسة اقتصادية في ضوء الوثائق البردية والنقوش ” وكان لابد أولاً من توصيف الإقليم محل الدراسة وتحديد موقعه وعاصمته وحدوده وأقسامه الادارية وجهازه الاداري الذي أُنيط به الاشراف على النشاط المالي والاقتصادي قبل دراسة الوثائق البردية التي تناولت الحياة الاقتصادية في الاقليم . ثم دراسة بعض جوانب الحياة الاجتماعية والدينية في كينوبوليس وثيقة الصلة بالنشاط المالي والاقتصادي كالأعياد والاحتفالات والضرائب التي كانت تحصّل من أجل اقامتها والدور الاقتصادي للمعابد وبعض وظائف الكهنة والضرائب المفروضة على بعض الطقوس كتحنيط ودفن الموتى .ومن ثم فخطة الدراسة تتكون من ثلاثة فصول إلى جانب المقدمة والخاتمة وملاحق الدراسة ، ثم قائمة المصادر والمراجع .
تناولت المقدمة : الدافع إلى اختيار الموضوع وإشكالات البحث وعرض خطة الدراسة وما اشتملت عليه من فصول والدراسات السابقة التي تناولت أجزاء من هذه الدراسة .
وتناول الفصل الأول الإدارة في إقليم كينوبوليس من خلال سبعة عناصر :
1- كينوبوليس في العصر الفرعوني واشتمل على أصل التسمية وموقع الإقليم في العصر الفرعوني وعاصمته .
2- الأقاليم والأماكن التي أطلق عليها كينوبوليس وتناولت فيه توضيح المواقع التي حملت اسم كينوبوليس في العصرين البطلمي والروماني كما سبقت الإشارة إليها .
3- موقع الإقليم وحدوده الإدارية في العصرين اليوناني الروماني وفيه بينت موقع كينوبوليس العليا وحدودها الإدارية بناءً على قراءة الوثائق البردية .
4- الوضع الإداري لإقليمي كينوبوليس وأكسيرينخوس وأجبت فيه عن إشكاليةٍ هامةٍ في العلاقات الإدارية بين الإقليمين المتجاورين .
5- تعيين عاصمة الإقليم وفيه بحث لمسألة تعيين عاصمة الإقليم وموقعها وذكر الخلاف بين المؤرخين في ذلك وترجيحه .
6- الأقسام الإدارية في الإقليم واشتمل على ذكر المراكز والقرى في كينوبوليس .
7- الجهاز الإداري في الإقليم وتناول دراسة لموظفي الإدارة في الإقليم الذين ورد ذكرهم في الوثائق البردية .
أما الفصل الثاني : فيتناول” الحياة الاقتصادية ” في كينوبوليس وقـد جاء
في ثلاثة عناصر :
1- الزراعة وقد اشتمل على أنواع الأراضي في كينوبوليس وإيجارات الأرض بين كينوبوليس وأكسيرينخوس والمحاصيل والمزروعات والرعي .
2- الصناعة وتناول صناعات المنسوجات والنبيذ والطوب التي دلت الوثائق البردية على وجودها في الإقليم .
3- التجارة والمعاملات المالية وتناول تجارة الحيوانات والعبيد والمحاصيل الغذائية والنقل البري والنهري في الإقليم .
وأما الفصل الثالث فيتناول ” الحياة الاجتماعية والدينية ” في الإقليم ، واشتمل على
ثلاثة عناصر:
الأول : عناصر السكان تناولت فيه دراسة عناصر السكان في كينوبوليس الوارد ذكرهم في الوثائق البردية وهم المصريون والإغريق واليهود وبعض وظائفهم وممتلكاتهم .
الثاني : بعض صور الحياة الاجتماعية التي تناولتها الوثائق البردية وعلى رأسها المنازعات والأعياد والاحتفالات وما كان يصحبها من حفلات وجمع الضرائب المخصصة لذلك.
الثالث : الحياة الدينية واشتمل على ذكر الآلهة والمعبودات والمعابد في الإقليم والكهنة وبعض وظائفهم كتحنيط ودفن الموتى والضرائب التي كان يتم تحصيلها لهذا الغرض.
ثم ختمت الدراسة بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال الدراسة ، ثم ملاحق الدراسة وهي خرائط توضيحية لمواقع كينوبوليس والحدود الإدارية للإقليم محل الدراسة (ملحق رقم 1) وقائمة بأسماء الموظفين في كينوبوليس ( ملحق رقم 2) وأخيراً ذيلت البحث بقائمة المصادر والمراجع .
وبعد فهذه محتويات الدراسة وما اشتملت عليه من فصول عالجتها بقدر ما أمدني الله تعالى به من عون وتوفيق وما أتيح لي من مصادر ومراجع .
وإني إذ أتقدم بهذه الرسالة إلى كلية الآداب بجامعة الزقازيق للحصول على درجة الدكتوراه لا يسعني إلا أن أحمد الله سبحانه وتعالي وأشكر من كان له الفضل عليّ فقد تعلمت أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله لأن الله سبحانه لا يجري النعم للعباد إلا على أيدي العباد وأولى الناس بالشكر العلماء الذين أجرى الله سبحانه لنا على أيديهم نعمة العلم والمعرفة وأخص منهم الأب الوالد الدكتور مصطفي كمال عبد العليم ، أستاذ التاريخ اليوناني الروماني بكلية الآداب،
جامعة عين شمس الذي علمني الحروف الأولى في مجال الدراسات اليونانية واللاتينية
والأستاذ الدكتور الحسين أحمد عبد الله أستاذ التاريخ اليوناني الروماني بكلية الآداب جامعة الزقازيق الذي أشرف على هذه الدراسة وكان لتوجيهاته السديدة أثرها الطيب على الباحث وعلى الدراسة.
وإني إذ أقدم هذه الدراسة أنسب كل فضل وتوفيق إلى الله وكل خطأ وزلل وتقصير إلى النفس وأسوق بين يدي هذا كلمة مأثورة للعماد الأصفهاني وهي قوله : ” إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غُيّر هذا لكان أحسن ولو زيد كذا لكان يستحسن ولو قُدّم هذا لكان أفضل ولو تُرك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر .”