Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موجهاتُ قراءةِ النصِّ في الشِّعر العربي المعاصر\
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
الورافي،نجيب عبده محسن.
هيئة الاعداد
مشرف / ثناء أنس الوجود ربيع
مشرف / ثناء أنس الوجود ربيع
مشرف / ثناء أنس الوجود ربيع
باحث / نجيب عبده محسن الورافي
الموضوع
قراءةِ النصِّ. الشِّعر العربي المعاصر.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.:464
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 464

from 464

المستخلص

تَعنِي الموجهاتُ مجموعة العناصر الداخلية والخارجية البانية للخطاب الشعري، وتقوم بدور وظيفي في توجيه قراءته، بوصفها مداخل، أو مفاتيح يتم الدخول إلى النص من خلالها، وعبرها، وقد بدأ الاهتمام النقدي بدراسة الموجهات في الثمانينيات من القرن الماضي، أما ظهورها في الممارسة الإبداعية، فإنه مرتبط بظهور النص في هيئة مدونة مطبوعة، وتطور بتطور وسائط الثقافة الأدبية والشعرية .
ولا تقتصر موجهات قراءة النص على تلك التي حددها النقد المعاصر، وأطلق عليها العتبات، أو النص الموازي، أو المناص، بل تجاوزت ذلك إلى السياقات الداخلية للخطاب الشعري، انطلاقا من قناعة الباحث في أن من هذه السياقات ما يعد موجها للخطاب من داخله، أي بنياته الداخلية، سواء ماهو لغوي من تلك البنيات، كسياقات بناء الخطاب الشعري الفاعلة في تشكيله وبنائه، أم ما هو بصري، ويتخذ هذا الأخير الصفة ذاتها من حيث إسهامه في بناء النص الشعري وتشكيل فضائه البصري، ومن حيث أن هذا الفضاء بمكوناته كافة وتقنياته، يقيم علاقة تدال مع اللغوي في الخطاب الشعري، يمكن أن يبني القارئ عليها تفسيره أوتأويله للخطاب المقروء، ومن ثم فقد انقسمت الموجهات المفترضة لقراءة النص الشعري إلى موجهات تقع خارج الخطاب الشعري أو حوله، ويجمع عناصر هذه الموجهات مصطلح عتبات، ثم موجهات تقع داخل البناء وتعد جزءا من تشكيله، وقد تملَّكتْ هذه الأخيرة صفة الفاعلية في توجيه القارئ، بسبب امتلاكها هيمنة بنائية ودلالية في الخطاب الشعري، تؤهلها إلى مرتبة الموجه القرائي الذي يساعد القارئ على تفكيك البنيات الدالة للخطاب، ومن ثم تفسيره وفهمه .
وقد هدفت الدراسة، من خلال مناقشة موضوع الموجهات، إلى تقديم عناصر خطابية كانت غائبة أو مغيَّبة في دراسة الخطاب الشعري، بحيث اعتاد الدرس النقدي المعاصر معالجة النص الشعري، وفقا لمعطيات داخلية سياقية، أو معطيات السياق الحادثي التاريخي للنص الشعري، أو سيرة مؤلفه، دون الانتباه إلى أن النص بفعل التطور التقني الطباعي والنشري قد امتلك خصائص بناء جديدة جديرة بالبحث والمناقشة، خصائص أسهمت في توسيع شعرية الخطاب الشعري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن موجهات النص الشعري، تعد مداخل أو مفاتيح تعين القارئ على تحصيل قراءة ناجحة أو إيجابية للنص الشعري، من خلال التركيز على الدور الوظيفي لكل خطاب عتباتي أو سياقي في توجيه قراءة النص الشعري .
إن التركيز على الدور الوظيفي للعتبات وسواها من الموجهات المقترحة لقراءة النص الشعري المعاصر يعد من الموضوعات النادرة في نقد الشعر العربي المعاصر، ولاسيما أن هذه الدراسة لاتتحرى البحث عن تأصيل نظري للعتبات، مجاراة للدرس النقدي الغربي، بل تعنى بالاهتمام بدورها الفاعل في عملية القراءة، بوصف الموجهات برزخا للتوالج بين النص وقارئه وجمهوره العام .
منهجياً، يتخذ منهج الدراسة توصيفين، الأول : المنهج من حيث تصنيفه بين مناهج النقد الحديثة، إذ ينتمي منهج الدراسة إلى منهج النقد النصي( ) ، وهو واحدٌ من مناهج نقد ما بعد البنيوية، ويُعنَى بدراسة النص، بوصفه بنية مفتوحة على خارجها( ) ، كما يُعنَى أيضا بدور القارئ، بوصفه شريكا في عملية التواصل، ودوره في تفسير النص وإنتاج دلالته، أما الثاني فهو المنهج من حيث الإجراء، وقد اعتمدت الدراسة في تناول النص المنهج التحليلي، مفيدة من الدراسات اللسانية وعلم لغة النص في قراءة بعض البنيات الموجهة لقراءة النص، ومن الدراسات الخاصة بالقراءة والتلقي، بالتركيز على تحليل موقع القارئ، وكيف أن الموجهات المقترحة تمثل لهذا القارئ بنيات فاعلة في تفسير النص الشعري أو تأويله، سبيلا إلى فهم دلالته، واستيعاب مضامينه .
لقد اعتنى بعضُ الدراسات النقدية العربية المعاصرة بموضوع العتبات كما هي في الاصطلاح النقدي، إما من خلال أبحاث نظرية وتطبيقية مستقلة، وإما من خلال تناول العتبات ضمن قراءات تُعنَى بجوانب أخرى من النص، كما رفدتْ هذه الدراسة مراجع وثيقة الصلة بالموضوع، فمثلتْ دليلا نظريا لفصولها ومباحثها، ومن الدراسات السابقة ذوات الصلة بموضوع موجهات قراءة النص: دراسة د . محمد عويس : العنوان في الأدب العربي ، النشأة والتطور، وعبد الفتاح الحجمري : عتبات النص ، البنية والدلالة ، ومحمد الماكري : الشكل والخطاب ، مدخل لتحليل ظاهراتي، و د . محمد عبد المطلب : مداخل قراءة النص الشعري، وبناء الأسلوب في شعر الحداثة، ورشيد يحياوي : الشعر العربي الحديث ، دراسة في المنجز النصي، ونبيل منصر : الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة، و د . علاء عبد الهادي : قصيدة النثر والتفات النوع ، وعبد الحق بلعابد في ترجمته المختصرة لكتاب جينيت: عتبات ، جيرار جينيت من النص إلى المناص، ود . محمد فكري الجزار : العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي ، وجميل حمداوي : السيميوطيقا والعنونة، وخالد حسين : نظرية العنوان ، مقاربة تأويلية في شؤون العتبة النصية، وعبد الرزاق بلال : مدخل إلى عتبات النص ، بحث في مقدمات النقد العربي القديم، ويوسف الإدريسي : عتبات النص ، بحث في التراث النقدي والخطاب النقدي المعاصر، ومحمد التونسي : إشكالية مقاربة النص الموازي ، عتبة العنوان أنموذجا.
ومن الصعوبات التي واجهت الباحث ما يأتي :
•قلة الدراسات النظرية عموما، وعلى قلتها فإنها تتطابق وتتكرر، ولاسيما تلك الخاصة بالعتبات .
•ندرة الرسائل العلمية التي تتناول موجهات القراءة في الشعر المعاصر .
•أن مقترح توسيع فضاء الموجهات، لتتعدى عناصر العتبات في الاصطلاح النقدي المعاصر، أفضى إلى صعوبة وضع تأصيل نظري لما سوى العتبات، مما استدعى البحث عنها وجمعها مشتتة في مراجع عديدة .
•تعدد خطاب الموجهات، استدعى صعوبة في آليات القراءة والتحليل والبحث في مناهج اللسانيات وعلم لغة النص، وتحليل العلاقة بين الخطابين اللغوي والبصري في بحث الموجهات البصرية .
•استدعى تناول موجهات الخطاب البصري البحث عن مراجع علمية تتصل بفنون أخرى، كالمراجع الخاصة بالرسم والفنون التشكيلية .
•قلة النماذج الشعرية التي يمكن اعتمادها في تحليل موجهات الفضاء البصري، إذ إن الاحتراز من الاعتباطية في تدال الفضاء البصري واللغوي وتأثيره في المتلقي، استدعى البحث عن أعمال شعرية محدودة، تم بناء فضائها البصري على أساس من الوعي والقصدية من قبل الشاعر أو الناشر .
وتنقسم الدراسة إلى تمهيد، وأربعة أبواب، تتوزع إلى عشرة فصول وخمسةٍ وعشرين مبحثا، ثم خاتمة تلخص نتائجها، وتتلخص جميع محتويات الدراسة كما يأتي:
التمهيد : وهو عبارة عن تقدمة نظرية، تفسر مفهوم موجهات قراءة النص في الشعر العربي المعاصر، عبر مناقشة نظرية لثلاثة مفاهيم : مفهوم النص ، ومفهوم العمل الشعري، ومفهوم العتبات الموجهة لقراءة النص، والتي منها ما يقع ضمن مصطلح العتبات الخارجية والداخلية، ومنها ما يقع ضمن خطاب السياق وفضائه البصري .
الباب الأول : خطاب العنوان الشعري، وهو خطاب ينتمي، من حيث بنائه اللغوي والجمالي، إلى جنس ما يعنونه، أي الشعر، لذا كان العنوان الشعري من أكثر العنوانات غموضا والتباسا، نظرا لاشتماله على المجاز، ولأنه أيضا، كالشعر، عنوان محمل بالرموز والتناصات والإحالات، ومن ثم يحتاج لدى قراءته التعامل ذاته التي تتطلبها قراءة النص الشعري المعنون .
قامت دراسة العنوان على رصد مفهومه المعجمي والاصطلاحي في النقد المعاصر، ثم عرض الطرائق التي يتم خلالها اختيار الشاعر عنوانه الشعري، ثم تتبع أنماط العنونة في الشعر المعاصر، بناء على توزيعه في فضاء العمل الشعري، ثم أنماطه من حيث البنية المكونة لخطاب العنوان، وهي بنية ذات ثلاثة أنماط : نمط لغوي، ويتضمن المكون اللغوي التركيبي للعنوان بدءا باللفظ المفرد، وربما الحرف وانتهاءً بالجملة والعبارة، ونمط رقمي دال على معنى، ومدلِّل على ما يعنونه، إذ يتخذ الرقم بفضل الإحالة إلى النص المعنون علامة دالة توازي في دلالتها ووظيفتها دلالة اللغة المكتوبة ووظيفتها، ثم وأخيرا النمط البصري للعنوان، وهو أيضا، بفضائه ومكوناته، يعد علامة دالة توازي دلالة المنطوق والمكتوب في البنية اللغوية .
وفي بحث العنوان أيضا ناقشت الدراسة الخاصية النصيَّة للعنوان، أي العنوان بوصفه نصا، اعتمادا على نتائج أبحاث سابقة، وتم بحث النصية في ضوء ما يتمتع به العنوان من مجاز شعري، وما يحيل إليه من نصوص وخطابات أخرى، كونه متناصا مع غيره كأي نص .
وبوصف العنوان بوابة للنص المعنون، فقد ناقشت الدراسة العلاقات التي يقيمها العنوان، سواء مع النصوص الموازية الأخرى أم مع متنه، وفي هذا الأخير اقترحت الدراسة نمطين لتلك العلاقة هما: العلاقة الجمالية، ببحث الخاصية الجمالية للعنوان، ثم العلاقة الدلالية، وتم فيها بحث كيف أن تناص العنوان ينتج الدلالية للعنوان وما يعنونه معا .
ويختتم بحث خطاب العنوان في معالجة الدور الوظيفي للعنوان، ويُعنَى ببحث أداء العنوان في توجيه قراءة النص الشعري، أي إسهام العنوان في تكوين قراءة ناجحة لما يعنونه، وقد اقترح الباحث وفقا لخصوصية العنوان الشعري بعدين وظيفييْن هما : وظيفة التعيين الدلالي والمضموني، وتُعنى ببحث دور العنوان في التدليل على ما يعنونه، ووظيفة الإيحاء والتأثير، وقد عنيت بالأثر الجمالي الإيحائي للعنوان، وأثره في التأثير والجذب .
الباب الثاني : الخطاب المقدماتي، وهو خطاب يتصدر مكانيا العمل الشعري، متضمنا سياقا إيضاحيا شارحا للعمل الشعري يشبه خطاب النقد، وربما انتمى إليه، ولاسيما خطاب مقدمة العمل الشعري، وقد تمت معالجة المقدمة بدءا بالتحديد الاصطلاحي لها في النقد المعاصر، وتحديدا لدى الناقد جيرار جينيت، ثم تناول السياقات الإيضاحية الموجهة في مقدمات الشعر العربي المعاصر، من خلال نمطين لمقدمة العمل الشعري، هما المقدمة الغَيْرية، ووظائفها، ثم المقدمة الذاتية، بنوعيها: المقدمة النثرية والمقدمة الشعرية، ووظائف كل نوع منهما .
ويندرج ضمن الخطاب المقدماتي عناصر خطابية أخرى، وهي التصدير والإهداء والفهرس، وقد ناقشت الدراسة مفهوم كل عنصر، بناء على نتائج دراسات نظرية سابقة، أعقبَ دراسةَ كل مفهوم عرضٌ للدور الوظيفي الذي يحققه التصدير والإهداء والفهرس في توجيه قراءة النص الشعري .
الباب الثالث : خطاب السياق، وهو خطاب داخلي يدخل في صميم بناء النص الشعري، ويترشح إلى كونه موجها، نظرا لما يتمتع به من مكانة في الخطاب الشعري، سواء من حيث مكانه في هذا البناء، كالاستهلال النصي والخاتمة، أو بوصفه بنية دلالية مهيمنة ذات ثقل بنائي ودلالي يعزز دورها في الكشف عن البنية الدلالية للخطاب الشعري، فضلا عن وظائف أخرى .
في بحث الاستهلال والخاتمة تمت مناقشة مفهوم الاستهلال والخاتمة في ضوء النقدين القديم والحديث، ثم تحديد بنيتهما في البناء العام للنص، ثم بحث الدور الوظيفي للاستهلال والخاتمة في توجيه قراءة النص الشعري، أما في التكرار، فقد تمت أيضا مناقشة اصطلاحه نظريا، ثم عرض لأنماطه في الشعر العربي المعاصر، ثم دوره الوظيفي بوصفه بنية دلالية مهيمنة تبني النص اولا، وترجح الدلالة في اتجاه معين ثانيا .
الباب الرابع : خطاب الفضاء البصري، وهو خطاب اقترحه الباحث ضمن الموجهات، نظرا لما يقيمه هذا الفضاء من علاقة ذات معنى مع الخطاب اللغوي، أي بوصفه بنية إشارية تساهم في التدليل على الخطاب الشعري، فضلا عن إسهامها في بناء هذا الخطاب .
اقترحت الدراسة توزيع الخطاب البصري إلى فضائين : فضاء الكتابة، وتم فيه عرض مفهوم الكتابة في النقدين القديم والحديث، ثم توزيع الفضاء الكتابي إلى قسمين: الأول عناصر فضاء الكتابة، كالسطر الشعري والنبر البصري، وعلامات الترقيم، ووظائف كل نوع في بناء النص وتوجيه قراءته، والثاني تشكيلية الكتابة، ويتضمن الكتابة التصويرية، أي في أن يمثل الشكل الكتابي في بنيته الكلية رسما أو صورة، وتجريب أن يكون التشكيل ذا دلالة منسجمة، أو متنافرة مع دلالة الخطاب اللغوي، ثم الكتابة بواسطة الأشكال الهندسية، بوصفها إطارا تشكيليا للمكتوب، ومدى التناغم الدلالي مع الخطاب اللغوي، وفي هذه الأخيرة، يكمن الدور الوظيفي للشكل المكتوب .
أما السياق الثاني للخطاب البصري، فيتناول الرسم، وقد تم عرض الرسم من خلال مناقشة العلاقة بين الشعر والرسم في ضوء المقولات النقدية النظرية التي عرضت لتلك العلاقة، واستخلاص نتيجة أن العلاقة بينهما تقوم على التكافؤ والتتام، وقد عرضت الدراسة للرسم في ظل وضعيتين محددتين له وضعية فضاء الغلاف، ووضعية المتن، اي بوصفه نصا مجاورا للخطاب الشعري في ظل الوضعيتين السابقتين، وبحث العلاقة الدلالية بينهما، تمهيدا لعرض وظائف الرسم، وهي حسب مقترح الباحث: وظيفة التفسير، وأساسها التركيز على دلالية الرسم، ووظيفة التأثير في القارئ، بوصفها نتيجة لجماليات الرسم التي تتحقق، بفعل مجازاته الخاصة، ووظيفة التزيين، وهي ذات أساس برجماتي نفعي يستهدف الترويج للعمل الشعري .
خامسا : خاتمة الدراسة، وتتضمن خلاصة للنتائج الخاصة بالموجهات من حيث هي مظاهر بناء النص الشعري من جهة، ومفاتيح مهمة في قراءته من جهة ثانية .