الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتناول البحث موضوعا أدبيا وظاهرة شعرية بارزة في الشعر الحديث وهي ” التناص ” لدى جيل الرواد في شعر التفعيلة أو المدرسة الواقعية أو الشعر الحر كما يطلق عليه ، وقد اتضح كيف أن هذا الجيل قد نهل من التراث عربيا بصفة خاصة وغربيا على وجه العموم متأثراً في ذلك بما خلفه هذا التراث من أساطير ، وتراث شعبي ، وصوفي ، وتاريخي ، وكتب مقدسة ، وأدبي ، كالقصة والمسرح والرسالة و الشعر نفسه . وقد اجتهد الباحث فى تتبع تجليات التناص لدى هذا الجيل من خلال دواوينهم وأعمالهم الشعرية التي أظهرت تجاربهم وتأثرهم بالواقع من حولهم في الوقت الذي وظفوا فيه التراث بكل ذخائره . وحتى يتمكن الدارس والقارئ من فهم النصوص الشعرية لهذا الجيل كان لابد من امتلاك الوسائل والأدوات المعرفية التي تمكنه من إزالة الغموض الذي يحيط بهذه النصوص ، ذلك الغموض الذي جاء بسبب أن الشعراء يستندون في تشكيل أعمالهم الشعرية إلى التراث الفكري الذي يستقون منه مادتهم اللغوية والفنية . ولما كان التناص وسيلة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في أي خطاب لغوي ، وذلك من أجل نجاح عملية التواصل بين المبدع والمتلقي كان لابد من الوقوف عند التناص مفهوما ودراسة تطبيقية لدى هذا الجيل . والشاعر لا ينتج من فراغ ولكن إبداعه نتاج لكل ما أبدعه السابقون ، غير أن المبدع لا يلجأ إلى إنتاجان السابقين يقحمها في شعره ويستدعيها استدعاء مجردا ولكنه يعيد بناءها وتنظيمها بما يتوافق مع رؤاه الذاتية . ومما لا شك فيه أن النص الشعري المعاصر يعتبر نصا تناصيا بالدرجة الأولى ؛ فكل نص يمثل بؤرة تتجمع فيها بقايا نصوص متعددة سواء أكانت دينية أو تاريخية أو أدبية أو أسطورية ........... الخ . والتناص في أبسط تعريفاته هو وجود علاقة بين ملفوظين وهو أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص سابقة عليه أو معاصرة له . بحيث يحدث نوعا من التماهي بين النصين حتى ليتشرب النص الحاضر جزئيات النص الغائب ويهضمه بداخله حتى يذوب فيه ولا يكون مجرد حشو زائد لا فائدة منه أو استعراض من الشاعر لبيان ثقافته الواسعة دون خدمة التجربة الإبداعية لديه . وقد بدأ البحث بمقدمة بين فيها أسباب اختياره لموضوع التناص وأهميته ، والمنهج الذي اتبعه وهو منهج الدراسة الفنية التحليلية أتبعها بتمهيد عرف فيه لمفهوم التناص لدى النقاد العرب والغربيين ، وكذلك تعريف بشعراء الخمسينيات في مصر موضوع الدراسة . وقد جاءت الدراسة في ثلاثة أبواب وكان الباب الأول بعنوان : التناص فكرا أدبيا واشتمل على ثلاثة فصول : التناص والعنوان الشعرى ، والتناص الديني ، والصوفي . ثم جاء الباب الثاني ليتناول التناص مع التراث وضم ثلاثة فصول هى : التناص التاريخي ، والأسطوري والشعبي ، ثم جاء الباب الثالث الذي تناول فيه الباحث ثلاثة فصول : التناص الأدبي الذي شمل الشعر والرسالة والمسرح والقصة والفصل الثاني الذي تناول فيه الصورة الفنية وما يتصل بها من تصوير ولغة ، والفصل الثالث الذى خصصه للإيقاع ، وقد ختم الباحث الموضوع بخاتمة أوضح فيها نتائج الدراسة وما توصل إليه من مبادئ تؤكد أهمية هذا الموضوع ، ومدى ارتباط جيل الخمسينات بتراثهم مما ينفي عنهم تهمة انفصالهم عنه ، وملخص للبحث باللغتين العربية والإنجليزية، وفي النهاية انتهى البحث بثبت ذكر فيه الباحث أهم المصادر والمراجع العربية والأجنبية والدوريات التي ساعدته في إنجاز الموضوع. |