![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بعد ان بزغ نجم الاسلام وانتشرت الدعوة وتكونت الدولة العربية برزت ظاهرة انشاء المدن وكان اهم ما يرمى اليه ولاة الملسمين فى البلاد التى فتحوها، تأسيس قاعدة لملكهم الجديد لتكون معسكرا لجنودهم ولكى تضم بين جوانبها دواوين حكومتهم وفى قلبها مسجد يقيمون فيه شعائر الدين الحنيف وعلى هذا النحو انشأت البصرة عام (16هـ) وبعد عام او اكثر شيدت الكوفة ( 18هـ) وعندما فتح العرب مصر فى عام (18هـ) كانت عاصمة البلاد الاسكندرية ففكرعمرو بن العاص فى ان يتخذها قاعدة للادارة والجيش الا ان عمر بن الخطاب لم يوافقه على ذلك وامره بإنشاء مدينة جديدة لا يفصله عن المسلمين فيها ماء فى شتاء ولا فى الصيف فأختار عمرو موقع المدينة – التى عرفناها فيما بعد بالفسطاط – وكان القائد قد ولى على تخطيطها اربعة من رجالة وهم : معاوية بن حديج، وشريك بن سمى، وعمرو بن قحزم، وجبريل بن ناشرة. ولقد وفق عمرو بن العاص فى اختيار موقع القاعدة الاولى لمصر الاسلامية الفساط وكان تأسيسها فى سنة ( 12 هـ / 641 م) بعد ان فرغ من فتح الاسكندرية. ظلت الفسطاط عاصمة مصر طوال عصر الولاة وفى عهد الدولة الاموية وعندما استولى العباسيون على الخلافة الاسلامية وبالتالى اصبحت مصر تابعة لهم اسسو مدينة العكسر لتكون عاصمة لحكمهم فى مصر وذلك فى عام (133 هـ / 750 م) وظلت كذلك حتى نجح أحمد بن طولون فى الاستقلال بحكم مصر وانشأ مدينة القطائع فى عام ( 256 هـ /870 م) واتخذها عاصمة لحكمة فى مصر وظل الامر كذلك فى عصر الاخشيديين وفى العصر الفاطمى اسس جوهر الصقلى مدينة القاهرة فى ( 17 شعبان 358 هـ/969 م) لتكون عاصمة لمصر الا انها كانت عاصمة خلافية يسكنها الخليفة وكبار رجال دولته وحاشيته ولا يستطيع احد دخولها الا بأذن وظلت الفسطاط هى المركز الصناعى والتجارى والاجتماعى النشيط فى مصر. |