الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص جاء الفاطميون إلى الديار المصرية وكانت علوم الشريعة واللغة بها قد بلغت مرحلة النضوج فى الوقت الذى حاول بعض الكتاب السنيين توجيه الإتهام إليهم لإشتغالهم بالعلوم الفلسفية وإتخاذها وسيلة لنشر مذهبهم الدينى فى مصر والأقطار الإسلامية الأخرى. وقد أثرت الإهتمام بهذا الجانب العلمى ذلك لأن معظم الدراسات التى قام بها الباحثون قد إنحصرت فى تلك النواعى السياسية والمذهبية دون الجوانب الحضارية التى تتصل بالعلوم والآداب. قامت الدولة الفاطمية فى مصر فى منتصف القرن الرابع الهجرى، وقامت على سياسة نشر العلوم والاداب واتخذت ذلك وسيلة لنشر دعوتها، وتثبيت دعائم حكمها. وكانت مصر مكانا مناسبا لتحقيق الهدف، وتجلى ذلك واضحا فى مظاهر النهضة العلمية والادبية التى سادت ارجاء مصر، فقد كانوا من طلاب العلم ومريديه ومن الادباء. شجع الخلفاء الفاطميون العلوم والاداب، وتجلى ذلك فى اتخاذ المساجد لهذا الغرض والانفاق عليها كمعاهد للعلم والدرس، فكان بناء جامع الازهر فى بداية عهدهم من اهم المراكز لتدريس العلوم الاسلامية والمذهب الفاطمى، بجانب كونه للصلاه ، فاصبح هذا الجامع جامعة للعلم ومقصدا لطلاب العلم ليس فى مصر فحسب، بل من سائر انحاء العالم الاسلامى، وكان ذلك بفضل الخليفة العزيز بالله الفاطمى. كما انشئت مساجد بجانب الجامع الازهر خلال العصر الفاطمى الاول، بالاضافة الى المساجد العتيقة الاخرى كجامع عمرو بن العاص وجامع ابن طولون لها دور بارز فى مجال النهضة العلمية والادبية. |