الفهرس 
غلافيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 563 |  |  |
| | | from | 563 | | |
المستخلص
یعتبر حفظ السلم والأمن الدولیین بمعناه الواسع هى الدافع الاكثر تأثی ا ر فیما أنجزه
الإنسان من تقدم وحضارة،.وهى فكرة من الشمول والإتساع بحیث لا تقف فقط عند حد حمایة
الحیاة البشریة مما قد یتهددها من أخطار، وٕانما تتضمن تأمین تلك الحیاة وتكریمها من جمیع
جوانبها. وتعتبر فكرة تحقیق العدالة الجنائیة الدولیة من أهم مقومات الحفاظ على السلم والامن
الدولیین لانها إطار الحقوق والحریات الأساسیة للإنسان ومرتك ا ز هاما للنظام الدولى بكامله
وللحفاظ علیه , وٕاذا كان الفیلسوف الكبیر أرسطو قد میز بین العدالة بمعناها العام المجرد
كفكرة أولیة وبین العدالة بمعناها الخاص كعلاقة بین نظام أو قاعدة وبین شخص أو أشخاص
فإن العدالة المجردة وٕان لم تكن طبیعة في الإنسان إلا أنها العامل الأكثر تأثی اً ر على التقاط
الفضائل الأخلاقیة والإحساس باستق ا رر العلاقات بین شعوب الأرض ( ١) وهو النظام الذى لا
یمكن بناؤه إلا على دعائم قانونیة ثابتة وتحدیداً – كما أشار داج هامرشولد – على دعائم
القانون الدولى في حال التطلع إلى تحقیق العدالة الدولیة خاصة ذات الطابع الجنائى، فالنظم
القانونیة – كما یقول أستاذنا الدكتور حامد سلطان – لیست نظماً مجردة منعزلة، تنحصر
وظیفتها في إق ا رر التسویات ومنع الص ا رعات، وٕانما تبرز الحاجة إلى التقنین لتحقیق معانى
تتجاوز المفاهیم المحدودة لحفظ السلم والامن, لتصل من خلال توطید مبادئ العدالة والمساواة
والوحدة بین الشعوب الى الاقت ا رب من تحقیق الصورة المثلى للمجتمع الانسانى. وبقدر نجاح
تلك القواعد في بلوغ الغایة النهائیة في صیانة وتحقیق السلام والأمن العالمي الإنساني، بقدر
ما تتأكد أهمیة تلك النظم.