Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأمراض المتوطنة فى محافظات الوجه البحرى
دراسة فى الجغرافيا الطبية
المؤلف
كشك,سحر عبد المعبود أحمد
هيئة الاعداد
باحث / سحر عبد المعبود أحمد كشك
مشرف / مجدى عبدالحميد السرسى
مشرف / محمد فوزى منتصر
الموضوع
العوامل الطبيعية المؤثرة فى ظهور الأمراض المتوطنة <br> فى محافظات الوجه البحرى-
تاريخ النشر
2010
عدد الصفحات
461.ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الجيوفيزياء
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الجغرافيا
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 463

from 463

المستخلص

بدراسة العوامل الطبيعية المؤثرة فى ظهور الأمراض المتوطنة فى الوجه البحرى يتضح تأثير المناخ بشكل واضح فى ظهور ونمو تلك الأمراض. حيث تؤثر الحرارة فى نمو اليرقات وبويضات الديدان مثل الإنكلستوما والإسكارس، كما تؤثر على نمو القواقع, وتساعد على نمو طفيل الملاريا داخل بعوضة الأنوفليس، فكلما انخفضت درجة الحرارة كان نمو الطفيل بطيئا وكلما ارتفعت درجة الحرارة زادت سرعة نمو الطفيل وزادت لدغات البعوض. فى حين تؤثر الرياح على قدرة بعض أنواع من البعوض على الطيران فكلما زادت سرعة الرياح قلت حركة البعوض وقدرته على الطيران، وكذلك تساعد حركة الرياح الرأسية ذبابة الرمل فى الوصول إلى الطوابق العليا وهى نوع من البعوض يتسبب فى ظهور مرض الليشمانيا, وبعوضة الأنوفليس لا تستطيع الطيران إلا فى سرعة رياح ما بين 15–20 ميل/ ساعة أو 24.1– 32.1كم/ ساعة. ويأتى تأثير الرطوبة فى الحفاظ على بويضات اليرقات.
وساعدت رطوبة التربة وسوء الصرف بها خاصة فى الأطراف الشمالية للدلتا على تكاثر الديدان الطفيلية ونمو بويضات ويرقات بعض أنواع البعوض فى التربة. وتؤدى كثرة فروع الشبكة المائية للرى والصرف وقلة الانحدار خاصة فى شمال الدلتا إلى وجود بيئة صالحة لنمو قواقع البلهارسيا وغيرها من الديدان مع الحفاظ على البويضات واليرقات. وقد أدى نظام الرى الدائم إلى ارتفاع نسبة الرطوبة للتربة وتكاثر الديدان الخيطية والطفيليات كالبلهارسيا والإنكلستوما، والتى بلغت نسبة الإصابة بهما فى الريف المصرى فى بعض عينات المفحوصين إلى 95%، كما ترتب على سوء الصرف وجود بعض البرك والمستنقعات والتى كان لها الدور الأكبر فى ظهور وانتشار الملاريا فيما سبق.
وكذلك ظهر تأثير تلوث التربة فى ظهور الأمراض المتوطنة لما له من أثر فى عملية البناء الحيوى والعلاقة البيولوجية بين الإنسان والتربة، حيث إن النبات الذى يتغذى عليه الإنسان يحصل على المواد المعدنية من خلال التربة، وتنتقل المواد الملوثة والأمراض البكتيرية والطفيليات الضارة إلى الإنسان عن طريق النباتات الملوثة. كما أن الإسراف فى استخدام المبيدات الحشرية وإلقاء مخلفات المصانع والمستشفيات والوحدات الصحية من مواد صلبة فى الترع والمصارف يساعد على نشر الأمراض الطفيلية والمعدية خاصة فى حالة استخدامه لرى الأرض المزروعة بالخضروات التى تؤكل طازجة بدون طهو، وتلعب دورها فى نقل الديدان الطفيلية والإسكارس والدودة الشريطية.
وللعوامل البشرية دور فى انتشار الأمراض المتوطنة، لوجود علاقات متداخلة بين البيئة الطبيعية والبشرية، كما تؤثر القوى البيولوجية والبيئة على الصحة العامة للإنسان. وقد بلغ جملة عدد سكان الوجه البحرى نحو 47.4% من جملة سكان مصر، يتركزون فى الريف بنسبة 64.7% من سكان الوجه البحرى. ونتيجة ارتفاع الكثافة السكانية فى الريف ترتفع نسبة انتشار الأمراض المتوطنة فى الريف لارتباطها بحرفة الزراعة وعلى رأس هذه الأمراض البلهارسيا، والتى ترتفع فى محافظات البحيرة والمنوفية والشرقية وكفر الشيخ.
ويفيد التركيب النوعى فى توزيع بعض الأمراض التى قد تصيب الإناث دون الذكور أو العكس، كما ظهر فى مرض الليشمانيا الحشوية التى تصيب الأطفال من 1-5 سنوات الذكور أكثر من الإناث، ومن خلال دراسة التوزيع النوعى لعينة الدراسة فى محافظات الوجه البحرى ترتفع نسبة الإصابة بين الذكور عن نسبة الإناث. ويوضح التوزيع العمرى للسكان فى الوجه البحرى ارتباط بعض الأمراض بمراحل عمرية معينة. ومن خلال الدراسة الميدنية لمرضى البلهارسيا أوضحت نتائج الدراسة أن الأطفال فيما بين 6–15 سنة أكثر عرضة لمرض البلهارسيا لكثرة الاستحمام فى الترع، وفى عينة الفيلاريا من قرية دلهمو بلغت الإصابة فى الأطفال 40% دون سن 15 سنة، رغم أن الأعراض الناجمة عنها تظهر فى مراحل سنية متقدمة. وقد يعانى بعض الأفراد من الأعراض الناجمة عن بعض الأمراض المتوطنة كالفيلاريا مثلاً والتى ينجم عنها تورم قد يظهر فى مراحل متأخرة إلى جانب أمراض الشيخوخة.وتعكس درجة التزاحم مدى الاستعداد لانتشار المرض فكلما زادت درجة التزاحم زادت احتمالات انتشار الأمراض المعدية والمتوطنة. وهذا ما أكدته الدراسة حيث بلغت درجة التزاحم فى محافظات الوجه البحرى ما بين 1.3 ن/غرفة إلى 1.1 ن/غرفة، بينما سجلت مناطق العينات الدراسية فى كل من قريتى دلهمو والصفاصيف 1.8 ن/غرفة للأولى، 1.6ن/غرفة للثانية، وهى توضح ارتفاع درجة التزاحم فى القرى.
كذلك السلوك الاجتماعى من أهم العناصر التى تساعد على انتشار المرض أوالقضاء عليه، فمثلا يسهل سير الفلاح مكشوف القدمين من مهمة ديدان الإنكلستوما والإسكارس والبلهارسيا فى اختراق الجلد, (الوضوء، والاستحمام وغسل الملايس والأوانى من مياه الترع، وكذلك التبول فى مياه الترع وإلقاء جثث الحيوانات النافقة وكذلك المخلفات المنزلية).
وهناك علاقة بين مستوى التعليم والعناية بالصحة فكلما ارتفع مستوى التعليم زاد الوعى الصحى. ومن خلال دراسة نسب التعليم بين محافظات الوجه البحرى يتضح أن أقل نسبة أمية فى الإسكندرية 19.3% وأعلى نسبة مؤهل جامعى أيضاً محافظة البحيرة تسجل أقل نسبة فى فئة حملة المؤهلات الجامعية 5.3%. كذلك دراسة نسبة التعليم فى الريف من خلال عينة الدراسة وجد أن قرية دلهمو ترتفع بها نسبة الأمية إلى 64% أما قرية الصفاصيف 50% وهى مرتفعة بين الإناث خاصة.
كما تؤثر العوامل الإقتصادية مثل التركيب الحرفى، ومتوسط الدخل مستوى المعيشة والحالة الغذائية. وبالنسبة للتركيب الحرفى ترتبط الحرفة بالظروف البيئية المحيطة بهذه الحرفة ويرتبط المرض بنوع الحرفة فالعاملون فى مجال الزراعة أكثر الناس تعرضاً لمرض البلهارسيا والديدان الطفيلية وبدراسة نسب العاملين فى مجال الزراعة بين محافظات الوجه البحرى نرى قلة نسبة العاملين فى مجال الزراعة فى الإسكندرية 3.7% من جملة العاملين بها وكذلك محافظة دمياط19.5% من جملة العاملين بها وأيضاً محافظة القليوبية بينما ترتفع النسبة فى محافظة البحيرة إلى 61.3% ومحافظة كفرالشيخ 50% أما عن نسبة العمالة الزراعية فى الوجه البحرى تمثل 33% من جملة العاملين بالزراعة فى الدولة.
ويعتبر المسكن من المعايير التى ترتبط بالمستوى المعيشى للسكان كما أنه ينعكس على صحة الأفراد الذين يعيشون فيه، ومن خلال الدراسة الميدانية فى قرية دلهمو بمحافظة المنوفية بلغت نسبة المساكن من النوع القديم المبنى من الطين 86% من مساكن العينة، وبلغت نسبة المساكن من النوع المتوسط 10%، فى حين بلغت نسبة المساكن الجديدة والمبنية من الطوب الأحمر4% فقط، مما يفسر انتشار بعوض الكيوليس بين الشقوق الطينة فى المنازل. كما أن أرضية المسكن الطينية تعرض سكانها بدرجة أكبر للإصابة بالديدان الطفيلية، ومن خلال الدراسة الميدانبة فى قرية دلهمو بمحافظة المنوفية ظهر أن 61% من أرضية المساكن ذات أرضية طينية.
تنتشر البلهارسيا المعوية فى الوجه البحرى أكثر من البلهارسيا البولية لتوفر الظروف البيئية المناسبة ولوجود القوقع العائل للسركاريا. وقد انخفضت أعداد الحالات الإيجابية المصابة وفقًا للبيانات بدرجة كبيرة، ويقل انتشار البلهارسيا فى المحافظات الساحلية وذلك لانخفاض نسبة العاملين بالزراعة بها وارتفاع نسبة الملوحة فى المياه.
تساعد تربة الدلتا الرطبة ومناخها على أن يبقى بيض الإسكارس فى التربة فترات طويلة دون أن يتعرض للتلف وذلك لقشرته السميكة وقدرته على تحمل التغيرات الجوية كما أنه لا يهضم داخل الكائنات الحية وبالتالى يعود إلى التربة مرة أخرى وتستمر العدوى به مسببًا نزلات معوية. وترتفع نسبة الإصابة فى المحافظات الساحلية فى شمال الدلتا مع ارتفاع نسبة الرطوبة، ومن أكثر المحافظات التى ينتشر بها الإسكارس دمياط والإسكندرية والشرقية.
تتركز الإنكلستوما فى محافظات شمال الدلتا دمياط وكفرالشيخ، وهى ليست من الأمراض القاتلة ولكنها تتعايش مع الإنسان طوال حياته وتؤدى إلى إنهاكه وتساعد على إصابته ببعض الأمراض المزمنة، وقد انخفضت أعداد المصابين بها مؤخرًا.