الفهرس 
الأقاليم المناخيهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 16 |  |  |
| | | from | 16 | | |
المستخلص
منذ وجد الإنسان على الأرض وهو بطبيعة الحال دائب الجهد فى محاولة إعادة صياغة ما حوله وتكييف الطبيعة لملائمة متطلباته الجسدية والروحية وبمرور الزمن وظهور الكتابة وبداية صياغة أول مفاهيم الحضارة بدأ الإنسان يصوغ كل ما تشكله يداه فى قالب فنى يعكس رغباته الكامنة فى تلبية حاجاته المادية والروحية وذلك أدى إلى ظهور طرز بنائية مختلفة فى جميع أرجاء المعمورة ويرجع وجه اختلافها إلى تباين حاجات الانسان المادية والروحية من مكان إلى آخر تبعاً لاختلاف الثقافات و المناخ وطبيعة الأرض و التضاريس ..... إلى غير ذلك من المتغيرات التى تميز كل منطقة عن الأخرى .
فمنذ القدم والإنسان يتفاعل مع بيئته معتمداً على قدراته لإيجاد وتطوير الحلول للتغلب على المشكلات المناخية وخصوصاً فى المناطق الحارة ولقد استطاع أجدادنا أن يعيشوا فى نفس الظروف المناخية القاسية براحة بالغة فى مساكنهم التقليدية ويرجع ذلك أساساً إلى استفادتهم من التقنيات التى أملتها عليهم بيئتهم ومن المواد التى توافرت أيضاً فى بيئتهم المحلية، حيث أفرزت العمارة التراثية تقنيات تقليدية ارتبطت بالتراث الحضارى للمكان وبحرفة البناء وبالمواد المحلية مما قدم حلولاً للمشاكل المناخية التى تواجه عمارة المناطق الحارة وقد كانت معظم هذه الحلول أكثر انسجاماً مع وظائف جسم الانسان الفسيولوجية ، حيث أثبتت هذه الحلول فاعليتها فى توفير المعدل المناسب من الراحة الحرارية المطلوبة للإنسان ولذلك كان لابد من دراسة هذه التقنيات المتوارثة وتحديد عناصرها للاستفادة منها فى العمارة المعاصرة .
ومن المعروف أن العمارة هى اللغة التى تترجم تحولات الفكر فى أى فترة زمنية طبقاً للمتغيرات المختلفة التى قد تطرأ مما ينعكس بشكل مباشر على النتاج المعمارى , ويعانى العالم فى الوقت المعاصرمن العديد من الأزمات المناخية و نضوب الطاقة , وما إلى ذلك من المشكلات التى طرأت مؤخراً على الساحة الدولية والتى لا مناص من تطبيق مبادئ التنمية المستدامة بصفة عامة - والعمارة البيئية بصفة خاصة- للخروج من هذه الازمات ولذلك فإنه يجب أن تترجم العمارة تحولات الفكر البشرى - بصفة عامة- طبقا لمتغيرات الفترة المعاصرة.
من هذا المنطلق تتناول الدراسة بالبحث التقنيات التقليدية التراثية ومحاولة صياغة هذه التقنيات لتأسيس اتجاه معاصر للعمارة فى مصر ليكون طابعاً مميزاً للعمارة المصرية يفى بمتطلبات العمارة البيئية من جهة وينمى معانى التأصيل من جهة أخرى ، وبناءاً على ذلك تهدف الدراسة الى إعادة صياغة التقنيات التقليدية التراثية وتطويرها لمواكبة متطلبات العمارة المعاصرة وذلك نابع من أن التقنيات التقليدية التراثية قد أوجدت حلولاً مناخية تفى بمتطلبات الإنسان المادية من جهة وكذلك أوجدت حلولاً اجتماعية وأخلاقية تتوائم مع المتطلبات الإجتماعية والثقافية والعقائدية للمجتمع من جهة أخرى.
ويأتى دور الدراسة الميدانية بدراسة وتحليل نماذج مختارة من العمارة الإسلامية والدراسة الوصفية لنماذج من العمارة المعاصرة التى عنى بها تطوير العمارة التراثية فى صورة عمارة معاصرة لدراسة واستنباط الحلول والتقنيات التقليدية التى يغنى تراثنا المعمارى الإسلامى بها ومحاولة إيجاد أسس لإعادة صياغة هذه التقنيات لتستخدم كوسائل للتطبيق ومن ثم التواصل مع العمارة المعاصرة .