Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اللزوم الدلالي فى القرآن الكريم :
المؤلف
حسانين، محمد سامي عبد السلام.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سامي عبد السلام حسانين
مشرف / صفوت عبد الله الخطيب
الموضوع
القرآن، بلاغة. القرآن - ألفاظ.
تاريخ النشر
2011.
عدد الصفحات
661 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 716

from 716

المستخلص

تبحث هذه الدراسة عن استعمال القرآن الكريم للاسم مع دلالة تلازمه في جميع المواضع متعددة المضامين ، ولقد كان باعثُ هذه الدراسة تلك الملاحظات المتفرقة التى سبقتها عن وجود ظاهرة أسلوبية فى استعمال القرآن الكريم لعددٍ محدودٍ من الكلمات مع دلالة تلازمها في القران الكريم دون غيره ، وهو ما دفع الدراسة هنا إلى وضع مصطلح لهذه الظاهرة من البيئة البلاغية ، وهو مصطلح اللزوم الدلالي ليكون دالاً على ملازمة (مصاحبة) اللفظ لدلالة ليست من معناه المعجمي حيث تجاوِر معنى اللفظ دلالةٌ أخرى فى جميع المواضع متغايرة المضمون عند قائل واحد، وقد توجه البحث إلى تطبيق هذه النظرية فى مجال دلالي محدد، اختاره وفقًا لمعيار وضوح صورة ألفاظه فى الذهن ، وهو مجال الأسماء الدالة على أجسام الإنسان والحيوان وأعضاء كل منها ، ليدرس منها كل اسم يرد فى القرآن الكريم أكثر من مرة فى سياقات متعدّدة المضامين وقد بلغ عدد هذه الأسماء ثمانين اسمًا استعمل القرآن الكريم كل اسم منها فى أكثر من موضع ، فقد جاءت هذه الأسماء الثمانون ألفًا وسبعًا وستين مّرة فى القرآن الكريم ، تنعّم البحث بدارسة كل موضع من هذه المواضع التى يرد فيها الاسم بأن يكون كل موضع نصًا مستقلاً يقوم البحث على فهم تفسيره وتراكيبه وتحليل المراد من خطابه والغرض من مضمونه ، والبحث عن الدلالات الصريحة والضمنية فى النص المدروس ، دونما إغفال لعلاقة النص بتوجُّه السورة التى جاء فيها ومايدل عليه سبب النزول من دلالة تفيد البحث عن اللزوم الدلالي ، ومن ذلك يتمكّن البحث من ملاحظة الدلالات المشتركة بين نصوص الاسم الواحد ، ويتأكد من أنها دلالات جاءت من استعمال القرآن الكريم للاسم ، وليست من الدلالات التى أثبتها المعجم اللغوى للاسم من استعمال البشر لهذا الاسم ، والدراسة بما سلكته من خطوات بحثية فى تحليلها للنصوص بحثًا عن اللزوم الدلالي للأسماء ؛ تستخلص عددًا من النتائج المجملة فيما يلى :
1 – لم يكن من أهداف البحث إثبات وجود اللزوم الدلالي فى كل اسم من الأسماء المدروسة فيه ، إذ كان هدفه تطبيق هذه النظرية على نطاقٍ (عينة) من الأسماء لمعرفة مدى تواجدها فى القرآن الكريم وصورة وجودها فى السياق ، لكن البحث أسفر عن نتيجة لم يكن يتوقعها الباحث أو يتعمّد إيجادها ، وهى أن اللزوم الدلالي فى الأسماء الخاضعة للبحث هنا جاء مع جميع هذه الأسماء، حيث يزعم البحث أنه توصل إلى دلالة ملازمة لكل اسم من هذه الأسماء الثمانين ، وبذلك تكون نسبة وجود اللزوم الدلالي فى عينة الدراسة ( 100 % ) والباحث يضع فى حُسبانه أن الاتفاق التام على الدلالات الموجودة فى كل نص أمر ليس من لوازم البحث الدلالي ، فقد لايحدث اتفاق على وجود عدد من الدلالات الضمنية أو المستوحاة من السياق فى بعض النصوص على الرغم من محاولة الباحث استنباط كل الدلالات من قرائن واضحة دون تعسّف فى إيجاد هذه الدلالات ، إلا أن عدم الاتفاق على وجود جميع الدلالات الملازمة والمستنبطة من النصوص أمر وارد فى البحث الدلالي ، لكن مظنّة عدم الاتفاق أحيانًا على وجود دلالات ملازمة فى بعض النصوص لايغير ماتوصّل إليه البحث من وجود ظاهرة اللزوم الدلالي فى القرآن الكريم ، وما توصّل إليه البحث من دلالات ملازمة للعديد من الأسماء التى لم تخضع فيما قبل للبحث عن اللزوم الدلالي لها ، فقد لا يكون هناك اتفاق على وجود جميع الدلالات الملازمة للأسماء ، لكن ذلك لايمنع من الاتفاق على وجود الظاهرة بصورة كبيرة أو وجود جلّ هذه الدلالات الملازمة خاصة الصريحة منها فى السياق .
2 – وقد لاحظ البحث أن أشكال تواجد الدلالة الملازمة للاسم كما يلى :
أ – أن تكون الدلالة الملازمة دلالة رئيسية فى السياق :
وذلك مثل اللزوم الدلالي لاسم (فرْج) حيث لازمته دلالة الحفظ من السوء والفحشاء ، فجاء فى وصف مريم عليها السلام مثل قوله تعالى: ﴿التى أحْصَنَتْ فَرْجَها﴾ (الأنبياء:91) وجاءت فى وصف المؤمنين والمؤمنات مثل قوله تعالى: ﴿والذينَ هُمْ لِفُروجِهمْ حافِظُونَ﴾ (المؤمنون: 5) وكذلك جاء بنسبته منفيًا إلى السماء من غير دلالته على عضو من أعضاء الكائن الحى، يقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ (ق:6) ومعنى الآية أن السماء سليمة من العيوب ، محفوظة من الخلل والتصدُّع ، فاسم (فرج) فى كل موضع من المواضع الثمانية التى ورد فيها لازمته دلالة الحفظ من السوء ، وطهر مَن يُنسب إليه اسم (فرج) بالبعد عن خطوات الشيطان وهى دلالة رئيسية فى السياق خاصة فى المواضع التى جاء فيها وصف المؤمنين .
ب – أن تكون الدلالة الملازمة دلالة صريحة فى السياق :
فقد نجد السياق يصرح بالدلالة المشتركة بين مواضع استعمال الاسم الواحد ، مع أن هذه الدلالة ليست هى الدلالة الرئيسية فى السياق ، وذلك مثل اللزوم الدلالي لاسم (بقرة) حيث لازمته عدة دلالات منها دلالة الانتقال من اليسر والإطلاق إلى التضييق والتشدد ، فقد جاء الاسم فى سورة البقرة فى قصة ذبح البقرة حيث تشدد بنوإسرائيل فى أوصافها، وجاء الاسم فى سورة الأنعام مع الحديث عن تحريم أكل جزء من البقرة بسبب بغي اليهود وقد كان مباحًا ، كما حرمه المشركون على أنفسهم ، وجاء الاسم فى سورة يوسف مع الحديث عن قصة تأويل الرؤيا التى أخبرت بانتقال الناس من سنين الرخاء إلى سنين الشدّة ، وقد جاءت هذه الدلالة ( الانتقال من اليسر والإطلاق إلى التضييق والتشدد ) صريحة فى الآيات: يقول تعالى: ﴿ ثمّ يأتي مِنْ بعدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يأكُلْنَ ما قَدّمتُمْ لَهُنّ إلا قليلاً مِمّا تُحْصِنونَ﴾ (يوسف : 48 ) فالآيات تصرّح بالانتقال من الرخاء إلى الشدة ، وهذه الدلالة ليست رئيسية فى الحديث عن معجزة تأويل يوسف عليه السلام للرؤيا ، وفى حديث السياق عن الأحداث التى قربته من الملك وأظهرت براءته، وكذلك ليست دلالة رئيسية فى سياق موضع سورة الأنعام الذى يتحدث عن شرك المشركين بتحريم جزء من البقرة لمن يعبدونهم ، أو فى حديثها عن شريعة اليهود يقول تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ (الأنعام:146) فدلالة الانتقال من إطلاق الإباحة إلى تضييق التحريم تُفهم من قوله تعالى:ٍ ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ﴾ الذى يفيد الانتقال إلى حال أشدّ عقابًا لهم ، وهى دلالة صريحة فى الآيات وليست رئيسية فى السياق الذى تظهر فيه دلالة التشريع كدلالة رئيسية .
ج – أن تكون الدلالة الملازمة دلالة ضمنية تفهم من السياق :
حيث لاتصرّح الآيات بالدلالة الملازمة للاسم ولكن تفهم هذه الدلالة من سياق الحديث فى الآيات ويصرح بها المفسرون فى تفسيرهم للآيات ، وذلك مثل موضع سورة البقرة الذى جاء فيه اسم (بقرة) حيث تفهم الدلالة الملازمة للاسم (دلالة الانتقال من الإطلاق والتيسير إلى التقييد والتشدد) من معاودة سؤال بني إسرائيل موسى عليه السلام عن تحديد أوصاف البقرة وهو ما فَهم منه أنفسهم فشدد الله عليهم))(1) فالدلالة الملازمة للاسم تفهم من سياق الآيات فهى دلالة ضمنية ولم يصرح بها السياق.
ومن الأمثلة التى تكون فيها الدلالة الملازمة للاسم دلالة ضمنية ، ما نجده فى اللزوم الدلالة لاسم (رأس) حيث لازمته دلالة الانتقال من حال إلى حال أقل منه،وقد جاء ثماني عشرة مرة في القرآن الكريم منها قوله تعالى: ﴿قالَ رَبّي إنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ (مريم:4) وهو تضرّع من زكريا عليه السلام لربه تعالى يصرّح فيه بوصف حال الشيب والضعف وهو ما يفهم منه ضمنًا الانتقال من حال الشباب والقوة إلى حال الهِرم ، أي الانتقال من حال إلى حال أقل منه ، والدلالة الضمنية هنا تُسمى فى تقسيم علم الدلالة لأنواع الدلالات باسم دلالة الالتزام ، لأن الشيب من لوازمه الانتقال من مرحلة الشباب ، وكذلك جاء اسم (رأس) فى قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (الأعراف:150) وتفيد الآية انتقال هارون عليه السلام من حال المرشد لقومه ، القوي عليهم ، إلى حالٍ أقل منه، وهو حال المستضعف من قومه والملوم من أخيه عليه السلام والمتهم منه بالتفريط، فالدلالة الملازمة لاسم (رأس) وهى دلالة الانتقال من حال إلى حال أقل منه نجدها فى هذه الآية دلالة ضمنية تفهم من الآيات ولم تصرّح بها .