الفهرس 
الفصل الأول: المدخل إلى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 164 |  |  |
| | | from | 164 | | |
المستخلص
من خلال عمل الباحث كمدرس في المرحلة الابتدائية لاحظ أن اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد منتشر بين الأطفال في هذه المرحلة، فبعض الأطفال يبدو فوضوي ومندفع وعدواني، وهذا ما يجعله موضع شكوى من المعلمين والآباء، دون أن يعلموا أن هذا الطفل يعاني من النشاط الحركي الزائد، مما يجعله غير قادر على التحكم في سلوك، فلا يبقى هادئًا في مكانه، ويرغب بشدة في أن يجري ويقفز باستمرار، وفي أي مكان دون هدف محدد مما يسبب القلق لمن يتعاملون معه. وكثيرًا ما يكون هذا الاضطراب مصحوبًا بضعف التركيز والتشتت الذهني مما يؤثر سلبيًا على التحصيل الدراسي لهؤلاء الأطفال. وللأسف فإن كثير من المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين، وحتى الآباء يتعاملون مع الطفل ذو النشاط الزائد على أنه غبي أو سيء السلوك فيلجأ بعضهم إلى العقاب البدني، مما يزيد الأمور سوء. وتحاول الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤلين التاليين:
التساؤل الأول:
ما فعالية برنامج تدريبي في خفض اضطرابات الانتباه لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي النشاط الحركي الزائد؟
ويتفرع منه الأسئلة الآتية:
1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس اضطرابات الانتباه المصحوب بنشاط حركي زائد بعد تطبيق البرنامج؟
2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي على مقياس اضطرابات الانتباه المصحوب بنشاط حركي زائد؟
3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي (بعد مرور شهرين من انتهاء البرنامج) على مقياس اضطرابات الانتباه المصحوب بنشاط حركي زائد؟
التساؤل الثاني:
ما فعالية برنامج تدريبي في زيادة مستوى تحصيل تلاميذ المرحلة الابتدائية مضطربي الانتباه ذوي النشاط الحركي الزائد؟
أهداف الدراسة:
1. خفض حدة أعراض اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد لدى الأطفال ويتحقق هذا الهدف من خلال برنامج علاجي متعدد الأنماط
2. معرفة استمرار تأثير هذا البرنامج في خفض اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد لدى الأطفال، كما يظهر في الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية.
3. رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الأطفال ذوي تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد كما يظهر في الفروق بين نتائج الأطفال في المجموعتين التجريبية والضابطة في اختبار الاستعداد الأكاديمي بعد تطبيق البرنامج.
4. الخروج ببعض التوصيات والتطبيقات النفسية والتربوية التي من شأنها مواجهة المشكلات الناتجة عن الاضطراب وتشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد في المدارس.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من المنطلقات التالية:
1. على الرغم من استخدام برامج تدخل علاجي لخفض اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد كبرامج تنمية المهارات الاجتماعية، والعلاج المعرفي السلوكي، وبرامج الإرشاد الأسري، إلا أن استخدام العلاج متعدد الأنماط لخفض أعراض هذا الاضطراب لم يلق حظًا كبيرًا من الدراسات العلمية في البيئة العربية – في حدود علم الباحث – أما في البيئة الأجنبية فنجد العديد من الدراسات التي استخدمت العلاج متعدد الأنماط لخفض أعراض هذا الاضطراب.
2. أهمية مرحلة الطفولة ودورها في تكوين شخصية الفرد، فتعرض الطفل لأي مشكلة في هذه المرحلة يمكن أن يترك بصمات واضحة على خصائص شخصيته مستقبلاً. وقد كان معظم الأطباء يعتقدون بأن أعراض هذا الاضطراب تختفي عند سن المراهقة، ولكن اختلف هذا الاعتقاد حاليًا وأصبح معروفًا أن مشكلة النشاط الحركي الزائد هي مشكلة طويلة الأمد، وان حوالي 50% - 60% من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب تستمر لديهم المشكلة في سن المراهقة وأحيانًا في مرحلة الشباب (Tsiakas, 2001: 4). ومن الجدير بالذكر أن الأطفال ذوي النشاط الزائد والذين تصاحبهم الأغراض في مرحلة المراهقة يكونون في خطر كبير من زيادة هذا الاضطراب السلوكي وتكوين الشخصية المضادة للمجتمع.
3. إمكانية الاستفادة مما ستسفر عنه نتائج الدراسة الحالية في إعداد برامج لتدريب الآباء والمعلمين على التعامل مع الأطفال ذوي اضطراب تشتت الانتباه والنشاط الحركي الزائد.
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج التجريبي؛ وذلك لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة، حيث تم الاعتماد على تصميم المجموعتين؛ التجريبية والضابطة، والقياس القبلي والبعدي للتحصيل الدراسي، ويمثل التحصيل الدراسي المتغير التابع، ويمثل البرنامج المقترح في الدراسة الحالية المتغير المستقل.
عينة الدراسة:
اشتملت عينة الدراسة على (20) تلميذًا وتلميذة من أطفال المدرسة الابتدائية من بين الذين تم تشخيصهم على أنهم مضطربي الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي الزائد والاندفاعية، وتتراوح أعمارهم ما بين (8 – 9) سنوات، تم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية مكونة من (10) تلاميذ، والأخرى ضابطة ومكونة أيضًا من (10) تلاميذ.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية:
1. مقياس ستانفورد بينيه (الصورة الرابعة) ترجمة وتعريب ”لويس كامل مليكة)، 1998.
2. اختبار المسح النيورولوجي السريع: إعداد وتعريب عبدالوهاب محمد كامل، 2001.
3. مقياس المستوى الاجتماعي الاقتصادي الثقافي المطور للأسرة المصرية، إعداد محمد بيومي خليل، 2003.
4. قائمة الملاحظة الإكلينيكية لسلوك الطفل (DSM III) إعداد السيد السمادوني (1990).
5. مقياس كونرز لتقدير سلوك الطفل إعداد السيد السمادوني (1991).
6. نتائج التلاميذ.
7. البرنامج التدريبي. إعداد الباحث.
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية بما يلي:
1. العينة التي وهي عينة عشوائية من تلاميذ الصف الرابع بالمرحلة الابتدائية ممن تتراوح أعمارهم بين 10 – 11 سنة.
2. الأدوات التي تم استخدامها والتي تمثلت في مقياس رافن للذكاء واختبار المسح النيورولوجي السريع واختبار المستوى الاقتصادي الثقافي الاجتماعي ومقياس مونرز وقائمة الملاحظة الإكلينيكية لسلوك الطفل ونتائج التلاميذ في العام الدراسي 2009/ 2010م والبرنامج التدريبي.
3. الأساليب الإحصائية لاختبار صحة فروض البحث وهي اختبار ويلكوكسن لعينتين مرتبطتين Wilcoxon – Matched Pared Signed Ranks Test واختبار مان وتني لعينتين مستقلتين Mann-Whitney U.
منهج الدراسة:
باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة أظهرت نتائج الدراسة فاعلية البرنامج التدريبي في تنمية مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ مضطربي الانتباه، بالإضافة إلى خفض حدة اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي الزائد، وقد تم مناقشة وتفسير هذه النتائج وتقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة التي أظهرت نتائج الدراسة الحاجة إليها.