الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد فرض واقع المجتمع المعاصر علي الانسان تغييرات حادة وتعددة وسريعة قد تتجاوز امكاناته علي الاستجابة لهذه المتغييرات المتلاحقة وعلي التكيف معها واستيعابها ازاء هذا التغيير الصادم قد يعاني الانسان حالة من اختلال التوازن ، ومن هنا اصبح من المالوف في الوقت الراهن أن نسمع بصورة متزايدة عن تفسير الحياة في عصرنا الحالي من خلال مفهوم الاغتراب ، حيث ان الاغتراب ليس له موطن بعينه أنه موجود طالما كانت هناك فجوة بين الفرد والمجتمع ، وكلما غاب المجال الذي تظهر فيه العلاقة المعبرة عن الذات ، ومادام للمجتمع أفكار مثالية ينشد تحقيقها وتحول ظروف الواقع دون بلوغها. وخلاصة هذا كله أن الحياة فقدت دلالتها وعناها بالنسبة لهذا الانسان المعاصر وخاصة الشباب منه ، حيث انهم أكثر نماذج هذا الانسان النعاصر حساسية لهذا الواقع المحيط المضطرب ، لانهم اكثر وعيا وانفعالا بما يحيط بهم من تهديدات واخطار في حين انهم لا يملكون سلطة صنع القرار واحداث التغيير . ولعل ابرز مظاهر التعبيير عن اغتراب الانسان ما تفصح عنه الاحصاءات والدراسات الاجتماعية من زيادة خطيرة في انتشار الامراض النفسية وتكرار حالات الانتحار وادمان المخدرات سواء علي المستوي العالمي او المستوي العربي ، ومن هنا كان الاغتراب مشكلة عامة وازمة معاناة الانسان المعاصر وان اختلفت اسبابه ومظاهره ونتائجه من مجتمع لاخر . ومن ثم لم يكن من المستغرب ان يشعر الشباب الجامعي في هذا العصر اكثر من غيره من العصور السابقة باحساس متزايد بالعجز امام صرامة النظم ونقص القدرة علي توجيه مسار التغييرات الاجتماعية في مجتمعاتهم بل انهم ( الشباب الجامعي ) لا يتمكنو من تغيير بعض جوانب حياتهم الشخصية رغم رفضهم لها ، وبالتالي يفتقد هؤلاء الشباب المعني والهدف من الحياة . وخير دليل علي ذلك في مصر ان الشباب الجامعي يعبرون عن معاناتهم وافكارهم من خلال مظاهر متنوعة ، من ارتداء ازياء غريبة وملفته للنظر ، وصخب حفلات الرقص والموسيقي الغربية ، والتعصب ، والعنف ، والتطرف ، كل هذا يعبر عن اغتراب الشباب نتيجة نقص الاحساس بالمعني والهدف من الحياةوقلة الالتزام بمعايير المجتمع ،ولهذا كان اهتمام الباحث الحالي بهؤلاء الشباب الجامعي الذي يعاني من مشاعر الاغتراب ، وذلك لمحاولة مساعدتهم في التغلب علي هذه المشاعر ومحاولة تخفيفها من خلال استخدام العلاج النفسي الذي يتناسب مع هذه العينة ومع ظهور العلاجات النفسية الحديثة التي تستند الي الاتجاه الفينومينولوجي في علم النفس الذي يضع في بؤرة اهتمامه الوجود الشامل للانسان بوصفه انسانا بدلا من محاولة تفسير الظاهرة الانسانية علي اساس من العلل والاسباب النشوئية . اهمية الدراسة : تكمن اهمية الدراسة الحالية في انها محاولة لتقديم افاق جديدة في العلاج بالمعني ، مع القاء الضوؤ علي فنيات هذا العلاج ، ومحاولة التعرف علي اثر استخدامه بالمعني في خفض مستوي الاغتراب لدي الشباب الجامعي ، وذلك من خلال مساعدة هؤلاء الشباب علي اكتشاف المعني الذي تنطوي عليه حياتهم ، مع استخدام بعض الانشطة العلمية التي ينخرط فيها الشباب في مهام تساعدهم علي اكتشاف المعني من الحياة . كما تكمن اهمية هذه الدراسة في انها الدراسة العربية الاولي في هذا المجال سواء في مجال علاج الاغتراب ، او مجال العلاج الاغتراب ، او مجال العلاج بالمعني ، وذلك في حدود علم الباحث . |