Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج نشاط في الدراسات الاجتماعية لتنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي /
الناشر
إيناس الشافعي محمد عبد الفتاح،
المؤلف
عبد الفتاح، إيناس الشافعي محمد.
الموضوع
العلوم الاجتماعية - دراسة وتعليم مصر
تاريخ النشر
2000 .
عدد الصفحات
116، 60 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 195

from 195

المستخلص

التربية في جوهرها عملية تنمية ، وهي بحكم ماضيها وحاضرها ووظائفها وعلاقتها بالإطار الثقافي تعكس صورة الواقع الذي نعيش فيه والمستقبل الذي نتطلع إليه.
فالتربية تهدف إلى تنمية الفرد والجماعة إلى مستويات أفضل من النضج والتهذيب المتواصل المستمر.
والدراسات الاجتماعية بحكم طبيعتها تعرض قضايا ومسائل اجتماعية لها من الأبعاد الزمانية والمكانية والعلاقات ما يجعل منها أموراً ذات خلفيات وأبعاد تحتاج إلى عقول البشر للتفاعل معها والإحساس بها. كما أنها تساعد التلميذ على فهم خصائص وإمكانيات وطنه ، ويدرك من خلالها ما قامت به بلاده في ميادين الحضارة المختلفة فيزيد تقديره لها واعتزازه بالانتماء لها.
فالدراسات الاجتماعية تزيد من اهتمام الطلاب بكثير من المشكلات الاجتماعية الحاضرة التي يجب أن يُسهم جميع المواطنين في حلها إسهاماً ذكياً ، وتعمق فهمهم لها وقدرتهم على التفكير فيها تفكيراً يستند إلى العلم والمعرفة، أي أنها تكسبهم الاتجاه نحو المشاركة الواعية فيما يواجه المجتمع من المشكلات والتحديات والدراسات الاجتماعية تفيد في دراسة المجتمع ، وتوضح نواحي الحياة الاجتماعية والسياسة والاقتصادية والفكرية في المجتمع ، وتساعد على المقارنة بين مجتمعات الماضي ومقارنتها مع المجتمعات الحاضرة فنرى أوجه الاختلاف بين المجتمعات خلال تعاقب العصور.
والواقع أن تاريخ الإنسان الثقافي قد بدأ منذ اللحظة الأولى التي استخدم فيها أداة تساعده على مواجهة متطلبات الحياة ، وبقيت هذه الأداة بعده لتكون أثراً على تجربته ومؤرخاً لعصره.
ومن ثم تعتبر الآثار التاريخ الحي لكل أمة ، حيث أنها وقائع ملموسة تتحدث بلسان أهلها ، وتعكس تاريخهم وتشهد على حضارتهم.
فهي الشاهد على ما بدأت به الحضارة ، وما تطورت إليه ، وما أسهمت به في تاريخ البشرية ، كما أنها تعد التعبير الصادق عن أفكار الأجداد ومعتقداتهم في كل مرحلة من مراحل تاريخهم.
وتستطيع كل أمة عن طريق الآثار أن تعرف منابع شخصيتها وقواعد بنيانها ، وبذلك يتكون لديها وعى علمي بتراثها المشترك الذي يحدد مكانتها بين الأمم.
والقرآن الكريم يدعونا إلى النظر والتأمل في الأرض وما عليها ، فيقول تعالي:
 أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأْرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ( ) فهذه الآية وغيرها تنبه إلى أهمية تعرف العالم من حولنا سواء على مستوى المكان من خلال السياحة والسفر أو على مستوى الزمان من خلال زيارة الآثار والتعرف على حضارات الأمم السابقة.
وقد قصّ علينا القرآن الكريم من تاريخ الأمم والحضارات التي سادت من قبل ثم خلفت هذه الآثار.
ولعل في ذلك دعوة إلى الاهتمام بالآثار وزيارتها كي نستخلص منها ما يفيد الحياة الحاضرة من دروس وعبر ونتجنب الأخطاء التي وقعت فيها الأمم السابقة.
وتنفرد الحضارة المصرية عن باقي حضارات العالم بأن الآثار تمثل مورداً هاماً يساعد في بناء الاقتصاد المصري ، وتعتمد عليه الكثير من الخدمات الصحية ، والتعليمية ، والاجتماعية ومن ثم فإن الاعتداء على الآثار وإهمالها ، بعد إهداراً لمورد هام من موارد الدخل القومي.
والواقع أن تعميق الوعي بالآثار يمثل جانباً من المعرفة الأساسية للشعوب بحضارتها ، إذا أنه من خلال الوعي الأثري تكتمل الثقافة القومية وتبرز الشخصية الوطنية ، ويحدث التكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ومن جهة أخرى فإن الاهتمام بتنمية الوعي الأثري من الضرورة بمكان في ظل عالم العولمة أو ما يسمي ”ثقافة الأختراق” وما تتبناه من أيديولوجيا معينة من عناصرها الأساسية تذويب الذاكرة والانتماء الوطني ، مما يؤدي إلى وقوع الفرد خارج الوطن وخارج التاريخ.
فبدلاً من الحدود الوطنية والتاريخ الوطني تطرح أيديولوجيا العولمة حدوداً أخرى غير مرئية ترسمها شبكات الهيمنة العالمية على الثقافة الإنسانية.
فالعولمة واضحة الأهداف – فهي تستهدف ثلاثة كيانات هي (الدولة ، والأمة ، والوطن) ، فهي – بحق – وطن لا ينتمي لجغرافيا ، ولا لتاريخ ، وطن بلا حدود ، ويدون ذاكرة ، وبدون تراث.
وفي ضوء ذلك أصبحت قضية تنمية الوعي الأثري لدى الأبناء من ضرورات التواصل الحضاري المصري ، ومن ثم فإنه يصعب تحقيق نهضة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية إلا بوضع تاريخ مصر وتراثها في ضمير أمتها وشعبها فالوعي بالآثار يمثل جانباً مهماً من المعرفة الأساسية التي تعمل على إثارة الهمم لتحقيق الاستمرار الحضاري ، وتحقيق ما يسمى بالتواصل بين الأجيال والاستفادة من دروس الماضي ، بحيث يتضح أمام الأبناء وخاصة في المرحلة الابتدائية كيف أصبح الحاضر حاضراً وكيف أن هذا الحاضر نقطة انطلاق نحو آفاق مستقبل أكثر ثراءً وتطوراً من الماضي والحاضر.
الإحساس بالمشكلة:
على الرغم من أن الوعي الأثري هدفُُ من أهداف الدراسات الاجتماعية في الصف الخامس الابتدائي ، وأن للوعي الأثري تأثيراً على سلوك الأفراد واتجاهاتهم نحو مورد هام من موارد الدولة ، إلا أن الاهتمام بهذا الجانب غير كافٍ ، وذلك يتضح من ضعف الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي وقد تبين ذلك من خلال الآتي:
1- قيام الباحثة بدراسة استطلاعية على عينة من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بلغ عدد عددها ثلاثين تلميذاً بإدارة حدائق القبة التعليمية.
وتكونت الدراسة الاستطلاعية من عشرة أسئلة وكانت كالتالي:
الأسئلة الخمس الأولى تقيس مدى فهم التلاميذ للمعلومات المتصلة بالآثار ، الأسئلة الخمس الأخيرة تقيس اتجاهات التلاميذ نحو الآثار (من خلال بعض المواقف).
وقد كشفت نتائج الدراسة عن ضعف الوعي الأثري لدى أفراد العينة سواء على المستوي المعرفي أو الوجداني.
2- قيام الباحثة بالإشراف على رحلات ميدانية لبعض المناطق الأثرية حيث لاحظت بعض السلوكيات غير الرشيدة لدى التلاميذ تجاه الآثار مما ينم عن ضعف الوعي الأثري لديهم.
تحديد المشكلة:
تحددت مشكلة الدراسة في ضعف الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي مما يؤثر سلبياً على سلوكياتهم نحو الآثار وحضارات الشعوب، وللتصدي لدراسة هذه المشكلة حاولت الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي:
كيف يمكن تنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ويتفرع عن هذا السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية:
س1: ما جوانب الوعي الأثري الواجب توافرها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي؟
س2: ما التصور المقترح لبرنامج نشاط في الدراسات الاجتماعية لتنمية جوانب الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي؟
س3: ما فعالية ذلك البرنامج في تنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي.
حدود الدراسة:
اقتصرت هذه الدراسة على:
1- عينة من تلاميذ إحدى مدارس مدينة القاهرة.
2- بناء برنامج نشاط لتنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي.
خطوات الدراسة:
للإجابة عن تساؤلات الدراسة تم اتباع الخطوات الآتية:
1- إعداد قائمة بمكونات الوعي الأثري الواجب توافرها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ، حيث شمل كل جانب من تلك الجوانب الثلاث (المعرفية – الوجدانية – المهارية) على عدد من البنود.
وقد تم التوصل إلى تلك القائمة من خلال عدد من المصادر وهي الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة وكذلك استطلاع آراء الخبراء في مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية ، بهدف تعرف آرائهم في جوانب الوعي المختلفة التي يجب أن تتكون لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي.
2- بعد التوصل إلى القائمة في صورتها الأولية من خلال المصادر السابق الإشارة إليها ، تم عرضها على مجموعة من الخبراء في مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية لضبطها ووضعها في صورتها النهائية.
3- في ضوء المكونات التي تم التوصل إليها تم بناء أدوات الدراسة والتي تمثلت في:
- اختبار لقياس مدى فهم التلاميذ للمعلومات المتصلة بالآثار ، حيث تم بناء ذلك الاختبار وفق عدد من الخطوات وهي تحديد الهدف من الاختبار وصياغة أسئلة الاختبار وضبطه بعرضه على مجموعة من الخبراء في مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية.
- مقياس لقياس مدى تقدير التلاميذ لقيمة وأهمية الآثار ، وقد اتبعت الباحثة في ذلك عدد من الخطوات.
- بناء برنامج النشاط لتنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ، وقد تكون البرنامج من عدد من الأنشطة ، شمل كل نشاط ، الهدف منه ، وفكرة النشاط والمصادر والإمكانات اللازمة لتنفيذ النشاط ، ودور المعلم ودور المتعلم ، ثم تقويم النشاط.
4- تم اختيار عينة البحث من إحدى مدارس محافظة القاهرة ، مدرسة الأميرية الجديدة ، وذلك خلال العام الدراسي 1999/2000 حيث تم اختيار أحد فصول تلك المدرسة وهو فصل 5/3 ، وقد بلغ عدد تلاميذ ذلك الفصل 40 تلميذاً ، وقد تم الاطمئنان إلى وجود نوع من التكافؤ
بين تلاميذ العينة المختارة.
التصميم التجريبي المستخدم:
استخدمت الباحثة تصميم المجموعة الواحدة قياس (قبلي – بعدي) وقد تم اختيار ذلك النوع من التصميمات التجريبية لعدد من الأمور هي:
1- يحقق هذا النوع من التصميمات التجريبية درجة كبيرة من الضبط التجريبي حيث أنه من الصعب توفير مجموعتين تجريبية وضابطة يتحقق فيها درجة عالية من التكافؤ.
2- أن برنامج النشاط المقدم للتلاميذ عينة البحث غير مرتبط بالمقرر الدراسي لتلاميذ الصف الخامس الابتدائي.
نتائج الدراسة:
1 - إعداد قائمة مكونات الوعي الأثري من خلال رصد المكونات التي تم التوصل إليها من المصادر المختلفة والتي تمثلت في :
- الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة .
- الأدبيات والكتابات المتصلة بالموضوع .
- استطلاع آراء الخبراء في مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية .
وقد تم ضبط القائمة والتأكد من صلاحيتها بعرضها على مجموعة من الخبراء في هذا المجال ، ومن ثم خرجت القائمة في صورتها النهائية لتغطي مكونات الوعي الأثري المختلفة المعرفية والوجدانية والمهارية .
2 - تم إعداد اختبار لقياس فهم التلاميذ للمعلومات المتصلة بالآثار .
3 - إعداد مقياس للوعي الأثري ، وقد صمم المقياس على هيئة مواقف يتبع كل منها أربع اختبارات من بينها اختبار واحد صحيح يصل إليه التلميذ .
4 - بناء برنامج نشاط في الدراسات الاجتماعية لتنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي وقد تكون البرنامج من عدد من الأنشطة بحيث يتضمن كل نشاط من تلك الأنشطة المتضمنة في البرنامج عنوان النشاط - فكرة النشاط - أهداف النشاط - مكان النشاط - أدوار المعلم - أدوار التلاميذ - متطلبات النشاط - تقويم النشاط .
5 - فعالية برنامج النشاط في تنمية الوعي الأثري لدى تلاميذ عينة الدراسة .
6 - تحسن مستوى أداء التلاميذ في اختيار المعلومات المتصلة بالآثار حيث أتاح برنامج النشاط للتلاميذ قدر كبير من المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالآثار وما يتصل بها من موضوعات .
ومن هنا فقد لمس التلاميذ عن قرب تلك المعارف والمعلومات التي تتصل بالآثار فلم تقدم إليهم تلك المعلومات في صورة تقليدية يكون دورهم الأساسي مجرد حفظهم عن ظهر قلب دون الاهتمام بالفهم والتفسير والتحليل والمقارنة .
7 - نمو الوعي الأثري لدى التلاميذ عينة الدراسة ، وقد ظهر ذلك من خلال النتائج التي أسفر عنها تطبيق مقياس تطبيق الوعي الأثري ، ومرجع ذلك إلى أن برنامج النشاط المعد لتنمية الوعي الأثري قد وافق مطالب واحتياجات التلاميذ في تلك المرحلة وذلك من خلال تنوع الأنشطة المتضمنة في البرنامج بالقدر الذي ساعد على انفعال التلاميذ بالموضوعات المتضمنة في تلك الأنشطة وبالتالي حرص التلاميذ على المشاركة الإيجابية في تنفيذ تلك الأنشطة والاندماج فيها بكليتهم عقلياً ووجدانياً.