الفهرس 
الاتجاهات الفكرية و المنابع الفنية التى سبقت ظهور الفن الإسلامىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 233 |  |  |
| | | from | 233 | | |
المستخلص
الفن الإسلامى ليس بالضرورة هو الفن الذى يتحدث عن الإسلام فليس هو الوعظ و الإرشاد, و إنما هو الفن الذى يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامى لهذا الوجود. و فى الواقع أن الفن الإسلامى يعنى جميع الجهود التى بذلها العالم الإسلامى خلال عشرة قرون على الأقل فى التعبير عن الجمال و صنع الأشياء الفنية.
يستند البحث فى البداية على مدى تأثير الحضارات السابقة على أسلوب تصوير المنظر الطبيعى فى المنمنمات الإسلامية, و الكشف عن العلاقة الغير مباشرة التى تربط أسلوب تصوير المنظر الطبيعى عند الفنان المسلم بأسلوب تصوير الحضارات القديمة.
تحتوى الرسالة على ثلاثة أبواب:
الباب الأول: يبحث فى الاتجاهات الفكرية والمنابع الفنية التى سبقت ظهور الفن الإسلامى. و ينقسم هذا الباب إلى فصلين :
الفصل الأول: بعنوان المنظر الطبيعى فى تصوير الحضارات القديمة كمنبع تشكيلى للتصوير الإسلامى. و يتضمن :
أولاً : المنظر الطبيعى فى التصوير المصرى القديم: وقد ذكر فيه الباحث خصائص المنظر الطبيعى فى التصوير المصرى القديم بهدف الكشف عن أوجه التشابه الواضحة فى فلسفة استلهام الطبيعة بين التصوير المصرى القديم وبين المنظر الطبيعى فى التصوير الإسلامى. فنجد أن فكلاهما يجنح إلى النزعة الزخرفية الرمزية.التى ميزت الحضارات الشرقية بشكل عام. وقد ذكر الباحث ما يدل على ذلك.
ثانياً: المنظر الطبيعى فى بلاد ما بين النهرين: حيث يوضح الباحث أن عناصر المنظر فى هذه الحضارة رسمت و قد وضح فيها المصور كل خصائصها الذاتية بعيداً عن الالتزام بقواد المنظور لتعبر بإيجاز و بشكل مباشر عن الفكرة التى يريد المصور أن يطرحها فى يسر و بلاغة.
ثالثاً: المنظر الطبيعى فى التصوير الصينى: ينتقل الباحث إلى أقصى الشرق ليقدم فكرة بسيطة عن التصوير الصينى باعتباره أيضاً يعتمد على الروح الشرقية فى التعبير حيث تأثر بها التصوير الإسلامى إلى حد كبير فيما بعد الغزو المغولى لفارس.
رابعاً: المنظر الطبيعى فى التصوير الهندى: يستمر البحث فى عرض فكرة روح الشرق من خلال وجه التباين فى النظرة إلى الحياة و الكون بين الشرق والغرب. ليوضح أصول التصوير الإسلامى باعتباره تصويرا شرقياً.
خامساً: المنظر الطبيعى فى التصوير البيزنطى: و عندما فتح المسلمون بيزنطة, وجدوا خبرات فنية أصيلة يتمتع بها فنانى هذه البلاد. و لم يسعهم إلا أن يستلهموا هذه الفنون و ينقوها من شوائب الأساطير و الأفكار البعيدة عن تعاليم الإسلام.
و خلاصة الفصل الأول تنتهى إلى أن أصالة السمات التشكيلية للمنظر الطبيعى فى التصوير الإسلامى ترجع إلى أن المصور الإسلامى قد استمد هيئة المنظر الطبيعى الإسلامى من المفردات التشكيلية التى ورثها من فنون الحضارات القديمة.
الفصل الثانى: بعنوان تأثير الثقافات المحلية على أسلوب تصوير المنظر الطبيعى فى التصوير الإسلامى.
أولاً: تأثير المنظر الطبيعى البيزنطى فى التصوير الإسلامى متمثلاً فى فسيفساء الجامع الأموى فى دمشق و قبة الصخرة فى بيت المقدس فى مدينة القدس.
ثانياً: التأثير الساسانى و المصرى القديم فى المنظر الطبيعى الإسلامى. يوضح الباحث تأثير الفن الساسانى فى العصر الأموى متمثلاً فى العناصر الحيوانية و النباتية الموجودة فى زخارف فسيفساء قصر هشام بخربة المفجر شمال أريحا بالأردن. و ذكر الباحث أمثلة تدل على أن الفكرة التشكيلية التى يراها المصرى القديم معتمدة فى التعبير عن الواقع على التبسيط و البلاغة و التى تشبه إلى حد كبير أسلوب التصوير الإسلامى.