![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لاشك أن الكثير من أنماط الأزياء عبر العصور قد استمد تصميماته وزخارفه من المنابع الثقافية للمجتمعات المتنوعة منذ البدايات الأولى لاستخدام الزي مرورا بالعصور القديمة ثم الوسطى وما بعدها حتى العصور الحديثة والأزياء تتحدد بداية لأى شعب من الشعوب تبعا للمناخ والمواد الطبيعية المحلية المتاحة لصنعها ، ولكنها لا تقوم على مجرد التذوق والخامات التى تصنع منها فقط لكن أنماطها وهيئاتها وألوانها إنما هى استجابة لأعراف الناس ومعتقداتهم وطقوسهم وعاداتهم التى نشئوا عليها ثم تتدخل عدة عوامل دينية واجتماعية واقتصادية وبراعة فنية ، وغالبا ما يتدخل عنصر الزخرفة ليعطى الزى شخصيته المتميزة المحلية والقومية والزخارف فى كثير من الأحيان يكون لها مغزى ومعان رمزية ابتدعتها العقلية الشعبية لتعبر من خلالها عن أحلامها ، وآمالها ، ومعتقداتها ، وإحساسها بالجمال والطبيعة من حولها ، فكانت الأزياء الشعبية بمثابة سجلا حياً لكل عصر من تاريخنا وباعتبار السينما وسيلة من وسائل حفظ التراث فما مدى مصداقيتها فى النقل عن هذا التراث وما هى المعايير التى تحكم ذلك؟ من هنا تكمن مشكلة البحث وأهميته فنظرة منصفة إلى مجالات الفنون الشعبية فى دنيا الواقع وفى البيئة المصرية فى وقتنا المعاصر تقتضينا أن نعيد النظر فى الحفاظ على تلك الفنون ، وكيف نمدها بالعطاء وكيف نستطيع أن نهيئ الأجيال الصاعدة أن تخوض تجربة عملية جريئة للأخذ بيد تلك الفنون بهدف إنهاضها من كبوتها وإعادة مكانتها ومنزلتها السامية لها حتى تصبح جزءا أصيلا من حياة الناس ودراسة ذلك وتسجيله ضرورة وخطوة هامة فى سبيل التطوير والمحافظة على التراث والثقافة المحلية. |