الفهرس 
الباب الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 213 |  |  |
| | | from | 213 | | |
المستخلص
إن تركيا المعاصرة تموج بالتيارات المغايرة للإسلام, والتى نمت فى كنف العلمانية, إلا أن هذه التيارات الوافدة على تركيا المعاصرة لم تستطع أن تقلل من إهتمام الأدب التركى المعاصر بقضايا الإسلام والحضارة الإسلامية التى ظهرت واضحة فى كتابات الأديب الروائى ”مصطفى مياس أوغلى” والتى تميزت بخصائص ليست لغيرها, لوجودها فى الرواية المعاصرة ذات النزعة الإسلامية الإصلاحية, فهى تبين نية صاحبها كداعية إسلامى يريد أن يصلح حال المسلمين فى المشارق والمغارب عموما, وقومه الترك خصوصا, مما أفضى به إلى الخوض فى كثير من الحقائق المتعلقة بتاريخ الإسلام فى الماضى والحاضر, وأثر التغريب والعلمانية فى تركيا, وناهيك عن موضوعات السياسة فى زماننا الحاضر وهى العلاقات السياسية بين الشعوب الإسلامية بعضها البعض, وبين الشعوب الأجنبية والشعوب الإسلامية.
ومن أسباب إختيار هذا الموضوع محاولة المساهمة فى إثراء المكتبة العربية بدراسة قضايا الإسلام والحضارة الإسلامية من منظور أحد الأدباء الأتراك المعاصرين وهو ”مصطفى مياس أوغلى” الذى لم يحظى بدراسات سابقة لمعرفة حياته وإنتاجه الأدبى وفكرة من خلال رواياته إبان تركيا المعاصرة.
وقد تجلت أهمية هذة الدراسة وإتساع مجالها فى أنها تناولت موضوعات تشغل بال الكثيرين فى العالم الإسلامى, ومما ساعدنى على إتمام وإنهاء هذه الدراسة أننى منذ أشهر إرتحلت إلى تركيا, وأتيح لى أن ألتقى فى استانبول بالأديب ”مياس أوغلى” صاحب هذه القصص الروائى الإسلامى الإصلاحى, وهنالك جلست إليه, وحاورته, فاستفدت من آرائه ووجهة نظره وأهدافه الإصلاحية الإسلامية.
وأما عن جهود السابقين فى هذا الموضوع, فليس هنالك أى تناول له باللغة العربية, وكان بحث ”على أرغوزقان” وهو مطالعة الآثار الأدبية ل ”مصطفى مياس أوغلى” من أهم الأبحاث التى أعتمدت عليها فى بحثى, وكذلك المقالات المنشورة فى الصحف والمجلات والدورات التركية من فبل معاصريه, كما استفدت كثيرا من المراسلات الشخصية المكتوبة والمسموعة, كما لاحظت أن هذه الأبحاث وغيرها من الدراسات التى تناولت ”مصطفى مياس أوغلى” تغفل دراسة رواياته وما تحويه من قضايا إسلامية وحضارية.