Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
توظيف خلق الإنسان فى المسرحية العبرية الحديثة والمعاصرة/
الناشر
إلهام محمود محمد بدر
المؤلف
بدر,إلهام محمود محمد
الموضوع
خلق الانسان المسرحية العبرية الحديثة
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
P.326:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 344

from 344

المستخلص

يناقش هذا البحث كيفية تناول كتاب المسرح العبري الحديث والمعاصر لقصة خلق الإنسان الواردة بالعهد القديم في سفر التكوين في أعمالهم المسرحية وتوظيفهم لهذه القصة التوراتية بشكل يتلاءم مع الأفكار والرؤى المرتبطة بالفترة التي كتبت فيها هذه الأعمال المسرحية.
وقد تم اختيار أعمال مسرحية معينة تمثل الاتجاه الحديث والمعاصر في الأدب العبري حيث وقع الاختيار على كاتبين مسرحيين ينتميان إلى هاتين الفترتين وهما: الشاعر والكاتب المسرحي ” زلمان شنيئور (1887- 1959) ” وهو يمثل فترة الأدب العبري الحديث من خلال عملين مسرحيين له هما : ” الأوائل والأواخر ” ، ” في كهف الأوائل ”. والثاني هو الروائي والكاتب المسرحي ” أهرون ميجد (1920- ) ” وهو يمثل فترة الأدب العبري المعاصر من خلال عمله المسرحي ” في البدء ”.
وقد اخترت هذين الكاتبين لتكون أعمالهما المسرحية موضع الدراسة في البحث رغم أن كلا منهما يمثل فترة زمنية مختلفة عن الأخرى إلا أنهما يكملان بعضهما البعض، حيث يمثل شنيئور فترة ما قبل قيام الدولة ، وذلك على الرغم من أنه عاصر قيام الدولة وعاش فيها لفترة قبل وفاته إلا أن أفكاره واتجاهاته كانت تعبر عن الفترة السابقة على قيام الدولة وهو ما بدا واضحا من خلال أعماله الأدبية سواء أكانت شعرا أو نثرا. بينما عاصر ميجد قيام الدولة وعاش الأحداث والتغيرات الفكرية والسياسة والأخلاقية فيها. وعلى هذا النحو فإنهما يبدوان وكأنهما مرحلتان مكملتان لبعضهما البعض ، فشنيئور عاش فترة الحلم بقيام الدولة والسعي من أجل تحقيق هذا الحلم ، بينما عاش ميجد الواقع بعد قيام الدولة بشكل فعلي ولذلك جاء استخدام كل منهما لأحداث قصة الخلق تعبيرا واضحا عن ظروف العصر الذي عاشه كل منهما.
وجاء اختيار عملين مسرحيين لشنيئور مقابل عمل مسرحي واحد لميجد ليس من قبيل التمييز بينهما ، ولكن ذلك يرجع إلى أن شنيئور تناول حياة آدم وحواء في الجنة وطردهما وهبوطهما على الأرض في عمله المسرحي الأول، وتناول في عمله الثاني التغيرات التي حدثت بعد مرور عشرين سنة لهما على الأرض وإنجابهما للأبناء، بينما تناول ميجد الأحداث بدءا من حياة آدم وحواء في الجنة وهبوطهما على الأرض وإنجابهما وانتهاء بموت آدم في عمل مسرحي واحد.
ولا بد من الإشارة إلى الدراسة التي قدمتها الدكتورة / هالة زاهر في رسالة الدكتوراه الخاصة بها، والتي تحمل عنوان ” اتجاهات توظيف شخصيات وأحداث العهد القديم الدينية والتاريخية في النصوص المسرحية العبرية المعاصرة ”، نظرا لأن موضوع هذا البحث يدور في نفس الفلك وهو توظيف التراث الديني اليهودي في المسرح العبري ، وقد جاءت رسالة الدكتورة هالة زاهر جامعة تحوي العديد من التفاصيل والجزيئات التي يحتمل أن تصلح كل واحدة منها للبحث بمفردها ، وهو ما قمت به بالفعل حيث قمت بدراسة جزئية صغيرة من خلال بحثي هذا، فلها كل التقدير على هذا المجهود المبذول.
منهج البحث
تم تناول الأعمال المسرحية التي كانت موضع البحث وفقا لدراسة تاريخية فنية في ضوء المنهج التحليلي ، بمعنى دراسة هذه الأعمال المسرحية من جميع النواحي خاصة النواحي التاريخية والاجتماعية والنفسية وتفهم ظروف الفترة التي كتبت فيها هذه الأعمال المسرحية، وكذلك فهم الظروف المحيطة بكاتب العمل المسرحي ، وأيضا معرفة القيم التي يحتويها كل عمل مسرحي سواء كانت قيما اجتماعية أو فلسفية أو تاريخية أو أخلاقية ، وكذلك التعرف على ما إذا كانت الأحداث التوراتية المستخدمة في الأعمال المسرحية أداة سياسية في يد كاتبها استخدمها ليخدم بها قضية ما.
ولم تقتصر الدراسة على توضيح الظروف التاريخية المحيطة بالكاتب وعمله المسرحي فقط وإنما اهتمت أيضا بتحليل النص المسرحي تحليلا فنيا ، بمعنى الاهتمام بدراسة الأسس الفنية التي يقوم عليه البناء الدرامي للعمل المسرحي.
وعلى هذا النحو أكون قد قمت بدراسة الأعمال المسرحية المختارة بشكل راعيت فيه الوحدة المترابطة للعمل المسرحي من شكل ومضمون، وذلك إيمانا مني بأن العمل المسرحي كائن متكامل لا يمكن فصله أو تجزئته إلى شكل منفصل ومضمون منفصل وهو ما يفسد العمل الفني ويهدر قيمته.

أقسام البحث
تحمل هذه الدراسة عنوان ” توظيف قصة خلق الإنسان في المسرحية العبرية الحديثة والمعاصرة ” وينقسم البحث إلى مقدمة تخصص للتعرف على ماهية البحث، وثلاثة فصول ينقسم كل منهما إلى ثلاثة مباحث ، وخاتمة تحمل عرضا لأهم النتائج التي توصل إليها البحث ، هذا بالإضافة إلى قائمة للمصادر والمراجع
وأقسام البحث بالتفصيل هي :
التمهيد وعنوانه : ” نبذة عن فن المسرح ”.
وقد خصصته للتعرف على نشأة فن المسرح بشكل موجز.
الفصل الأول ويحمل عنوان : ” المسرح العبري الحديث والمعاصر وتأثره بمصادر التراث الديني ”
وينقسم إلي ثلاثة مباحث:
المبحث الأول وعنوانه : ” الأسس الفنية للبناء الدرامي للمسرحية ”.
ويتم فيه التعرف على أسس فن المسرحية وعناصر بنائها ، كما حرصت من خلال هذا المبحث الوقوف على الفرق بين تكنيك المسرحية ذات الفصل الواحد والمسرحية ذات الثلاثة فصول نظرا لأن البحث يتضمن عملا مسرحيا من فصل واحد هو مسرحية ” في كهف الأوائل ” لشنيئور ، كما أن مسرحية ”في البدء” لميجد - رغم أنها قدمت من خلال هذا البحث باعتبارها عملا مسرحيا مكونا من ثلاثة فصول - إلا أنها كانت في البداية مسرحية من فصل واحد وهي ”الخطيئة الأولى”، ثم قام ميجد بإعادة صياغتها في عملا مسرحيا من ثلاثة فصول ، فكان لذلك لزاما علي التعرف على الفرق بينهما للإفادة من ذلك فيما بعد عند تحليل الأعمال المسرحية.
المبحث الثاني وعنوانه : ” المسرح العبري الحديث والمعاصر... نشأته وتاريخه ”.
وقد تعرضت فيه لنشأة المسرح العبري وتاريخه وتطوره وأهم القضايا والموضوعات التي تناولها عبر تاريخه بشكل مقتضب نظرا لتناول من سبقوني لهذه الجزئية بالإسهاب إلا أنه كان علي التطرق إليها نظرا لكون هذا البحث هو خطوتي الأولي في مجال المسرح العبري.
المبحث الثالث وعنوانه : ” مصادر التراث الديني اليهودي كمصدر للإبداع المسرحي العبري الحديث ”
وقد أفردت هذا المبحث لتناول الآراء التفسيرية التي كتبها المفسرون اليهود حول قصة خلق الإنسان كما وردت بالعهد القديم ، ولعلي قد أسهبت في هذا المبحث بعض الشيء في سرد هذه الآراء التفسيرية في الجزء الخاص بتفسير قصة خلق الإنسان ، وذلك لسببين ، الأول : لكي أجعل هذه الدراسة تأخذ منحا تراثيا إلى جانب دراسة مجال المسرح وذلك لإيماني بأن دراسة التراث الديني اليهودي وخاصة الأجزاء المتعلقة بالتفاسير اليهودية تثقل من مهارات دارس اللغة العبرية وتجعله يتعرف بشكل أعمق على الثقافة اليهودية والثاني : حتى أقوم بعمل توثيق للمصادر التراثية التي اعتمد عليها كتاب الأعمال المسرحية موضع البحث ، ومعرفة ما إذا كانوا قد رجعوا إليها بالفعل أم لا ، وهل تمكنوا من توظيف هذا التراث الديني اليهودي بشكل يخدم أعمالهم المسرحية أم لا ؟.
الفصل الثاني ويحمل عنوان : ” توظيف قصة الخلق في مسرحيتي ” الأوائل والأواخر ”و” كهف الأوائل ” لزلمان شنيئور
وينقسم إلى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول وعنوانه : ” حياة زلمان شنيئور واتجاهاته الفكرية ”.
وتم تخصيصه للتعرف على حياة شنيئور واثر ظروف عصره على اتجاهاته الفكرية والتي كانت لها بالغ الأثر في ظهور نتاجه الأدبي عامة وأعماله المسرحية التي تناولتها من خلال هذا البحث خاصة ، كما حاولت أن أتعرف على السمات الفنية لأعمال شنيئور سواء أكانت شعرا أم نثرا من أجل الوصول إلى المحور الأساسي الذي يدور حوله نتاجه الأدبي ، والتعرف أيضا على أثر الفكر الأوربي الذي ساد القرن التاسع عشر عليه وعلى أعماله الأدبية.
المبحث الثاني وعنوانه : ” المضمون الفكري لمسرحيتي زلمان شنيئور”.
وتم فيه استعراض المضمون الفكري لأعمال شنيئور المسرحية التي يتناولها البحث وقد وردت ضمن أعماله الكاملة الصادر عام 1966 دون تحديد منه لتاريخ كتابتها، وتوضيح كيف قام بتوظيف رمزا دينيا بشكل يتوافق مع عصره ويتلاءم مع ما يريد توصيله من قيم كتب من أجلها هذين العملين المسرحيين.
المبحث الثالث وعنوانه : ” البناء الدرامي لمسرحيتي زلمان شنيئور”.
وقدمت فيه دراسة فنية لأعمال شنيئور المسرحية التي يتناولها البحث للتعرف من خلالها على البناء الدرامي لعمليه المسرحيين، وكيف تمكن من أن يطوع هذه الفكرة التراثية وهي قصة خلق الإنسان من أجل توظيفها لخدمة أهدافه وذلك من خلال تقديمها في صورة جنس أدبي له قواعده وأسسه وهو فن المسرحية.
الفصل الثالث ويحمل عنوان: ”توظيف قصة الخلق في مسرحية في البدء لأهرون ميجد”.
وينقسم إلى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول وعنوانه : ” حياة أهرون ميجد واتجاهاته الفكرية ”.
وتناولت فيه حياة أهرون ميجد وأثر ظروف عصره على أفكاره التي ظهرت جلية من خلال عمله المسرحي موضع الدراسة في هذا البحث ، وذلك مع تقديم عرض لأهم أعماله الأدبية الأخرى من أجل التعرف على مضامين هذه الأعمال.
المبحث الثاني وعنوانه : ” المضمون الفكري لمسرحية في البدء ”.
وأحاول من خلال هذا المبحث التعرف على مضمون مسرحية ”في البدء” وكيفية توظيف ميجد لأحداث قصة خلق الإنسان من خلالها وإسقاط تلك الأحداث على ظروف عصره.
المبحث الثالث وعنوانه : ” البناء الدرامي لمسرحية في البدء ”.
وأتناول فيه مسرحية ” في البدء ” من منظور فني يهتم ببناء المسرحية الدرامي وعناصرها الفنية ، مع تقديم عرضا لأهم الآراء النقدية التي كتبت عنها.
الخاتمة:
وتأتي الخاتمة في النهاية حاملة لأهم النتائج والملاحظات التي تم الكشف عنها والتوصل إليها من خلال البحث.
ولا يسعني في النهاية سوى التقدم بالشكر لأستاذي الجليلين :
الأستاذ الدكتور / أحمد حماد ، والدكتور / منصور عبد الوهاب اللذان تفضلا بالإشراف على هذا البحث.