![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من هذا البحث يتضح لنا الدور الذى لعبته القبائل العربية فى صعيد مصر منذ الفتح العربى لها سنة 21 ه حتى قيام الدولة الفاطمية فى مصر سنة 358 ه فى شتى المجالات السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية, وفضلا عن ذلك دورها فى بلاد النوبة, حيث ظهر أثرها واضحا جليا فى تلك المنطقة الواقعة جنوب مصر. ومن اهم الاحداث او النتائج التى توصلت اليها ان القبائل العربية كان لها اتصالا وثيقا بصعيد مصر قبل الفتح الاسلامى بعدة قرون, فمنها من جاء الى الصعيد واقام اقامة دائمة بهدف التجارة مع بلدان الصعيد, وفى الوقت نفسه هروبا من بيئة شبه الجزيرة العربية القاسية, بيد أنه لم يكن لها اثر واضح او بصمات ظاهرة فى المجتمع المصرى بالصعيد فى مجال الثقافة العربية, اذ كانت الهجرات العربية بمثابة اقليات فى بلدان الصعيد مثل قفط, وقوص, وغيرها. وقد ظهر دور القبائل العربية واضحا فى مصر خلال القرون الثلاثة الاولى للهجرة, فرأينا مجموعة كبيرة من هذة القبائل قد هاجرت الى بلدان الصعيد المختلفة, وأقامت فيها بصورة دائمة, وتمثلت فى تلك الهجرات معظم القبائل العربية التى جاءت الى مصر خلالل تلك الفترة الخاصة بالبحث, وجاءت هذة القبائل تحت لواء عمرو بن العاص فاتح مصر, وما ان استقرت بمدينة الفسطاط اختطت كل قبيلة خطة خاصة بها, وسرعان ماشاركت فى فتح الصعيد, وتبع ذلك ان مارست نفوذها فى بلدانه, ويرجع اليها الفضل فى حماية الصعيد من الاخطار الخارجية التى تمثلت فى هجمات النوبة والبجة من جنوبى وشرقى مصر, واستقرت هذه القبائل ببلاد الصعيد. وهنا نلاحظ ان الذهب والزمر كانا من العوامل التى اغرت القبائل العربية على النزوح الى صعيد مصر الاعلى وشرق اسوان, وكان ايضا الارتباع احد العوامل التى ادت الى احتكاك القبائل العربية الوافدة بأهالى الصعيد الادنى, وقد جرى الارتباع وفق نظام وطيد القواعد انتهجه قادة العرب فى مصر فكل قبيلة عربية اخذت مرتبعها فى بلدان الصعيد حسب اتفاقها مع القيادة العربية فى الفسطاط, الامر الذى ترتب عليه استقرار هذة القبائل فى اماكن الارتباع تدريجيا, كذلك كان من العوامل الهامة التى شجعت القبائل العربية على سكنى بلاد الصعيد ان مناخ شبة الجزيرة العربية مشابة لمانخ الصعيد, ومن ثم فضل العرب الاقامة بمنطقة الصعيد الاعلى بوجه خاص. |