![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من النتائج التي تم التوصل اليها في البحث أن العنصر الفارسى إرتفع شأنه إبان العصر العباسى فى فترات متلاحقة بعد قيام الدولة العباسية، فقد حاول الفرس استعادة مجدهم السابق وجاهدوا فى سبيل الوصول إلى ذلك. فإنصرفت الجهود القومية فى البلاد الفارسية إلى إعادة المجد الفارسى، وأخذت الأسرات الفارسية تحاول استرجاع السلطة الفعلية فى بلادها، فاستقلت أسرات فارسية فى مناطق مختلفة وحصرت نشاطها السياسى فى المقاطعات الفارسية الخاصة ووسط الشعب الفارسى المفتون بتاريخه وحضارته. فكانت اهم الدول الفارسية التى استقلت عن الخلافة العباسية منذ النصف الثاني من القرن الثالث الهجرى وحتى نهاية القرن الرابع الهجرى الدولة السامانية (261-389هـ). وكانت رسوم آل سامان تعبر عن تطور حضارى كبير أسهم فى بث دماء جديدة داخل شريان الحضارة الإسلامية العظيمة فالرسوم دلت دلالة راسخة على أصالة وعراقة الحضارة السامانية الفارسية، وأسهمت تلك الرسوم فى ثراء حضارى لحاضرة الإمارة السامانية بخارى وأقاليم الإمارة السامانية وانتشرت إلى روافد حضارية تمد البلدان الفارسية بمنظومة حضارية متكاملة. فقد حرص الأمراء السامانيون على إحاطة إمارتهم بكل مظاهر العظمة التى تجعلها فى مصاف الدول الكبرى المستقلة، فوضعوا أساسًا لرسومهم والذى سار عليه خلفائهم من بعدهم بل وقاموا بتطوير وتجديد هذه الرسوم. ومن هذه الرسوم مواصفات اختيار الأمير السامانى ومن ذلك قوته وجرأته ومحبة الناس له وهذه المواصفات ما اتصف بها الأمراء السامانيون. وكان إلى جانب ذلك لابد من موافقة الخليفة العباسى على تعيين الأمراء السامانيين، فقد رأت الخلافة العباسية أن وجود الدولة السامانية فى خراسان وبلاد ماوراء النهر له أهمية كبرى خاصة فى هذه المنطقة التى تعتبر البوابة الشرقية للدولة الإسلامية فكان على الخلافة العباسية الإعتراف بهذه الدولة بل وأرسلت بمنشور رسمى بولاية السامانيين لبلاد ماوراء النهر. بالإضافة إلى أن الأمراء السامانيين تلقبوا بكثير من الألقاب ومنها لقب الملوك ولقبوا كذلك بألقاب ”ولى النعم أو والى أمير المؤمنين”، وغير ذلك من هذه الألقاب، والدعاء لهم على المنابر بعد اسم الخليفة ونقش اسمائهم على السكة بجانب اسم الخليفة العباسى. |