Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر التجارة في شبه الجزيرة العربية علي الحياة الداخلية :
المؤلف
محمود، هيبة محمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هيبة محمد محمد محمود
مشرف / عطية القوصي
الموضوع
التجارة.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
195 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 168

from 168

المستخلص

يتناول موضوع البحث ” أثر التجارة في شبه الجزيرة العربية على الحياة الداخلية من ظهور الإسلام وحتى نهاية الدولة الأموية . فكانت التجارة في شبه الجزيرة العربية هي المورد الاقتصادي الأساسي ومصدراً أساسياً من مصادر الثروة بالنسبة لأهلها وبالتالي كان لها أثرها علي حياه العرب من جميع جوانبها السياسية والاجتماعية والإقتصاديه والثقافية .
وأثرت التجارة على حياة العرب قبيل الإسلام فقامت حروب وصراعات من أجل السيطرة على مناطق التجارة والنفوذ الهامة في شبه الجزيرة العربية سواء كان ذلك في شمالها أو جنوبها أو حتى في قلب شبه الجزيرة ، مكة المكرمة التي خصها الله سبحانه وتعالى بموقع فريد حفظها من الإعتداءات الخارجية . وفى نفس الوقت مكن أهلها من القيام بدورهم كوسطاء للتجارة العالمية بين الشرق والغرب في ذلك الوقت واحتكوا بالأمم الأخرى فأكسبتهم التجارة خبره بأحوال تلك البلاد وحنكه في أساليب التعامل مع أهلها ، لم تتوفر لغيرهم من الأمم . كذلك فقد تدفقت عليهم الأموال حتى أثرى بعضهم من التجارة ثراءً عظيماً فأصبحت مكة في مكانه متميزة حاولت الحفاظ عليها من خلال وضع النظم والقوانين التي تكفل لها الإستقرار والأمن لاستمرار تجارتها وعقدت الأحلاف والمعاهدات مع القبائل العربية لتأمين طريق تجارتها . واتبعت سياسة السلم فهي لا تسمح بقيام الحروب التي تهدد أمنها وتزعزع استقرارها وتفقدها تجارتها وبالتالي تفقدها نفوذها ومكانتها .
ورغم رفضهم الدخول في حروب إلا أن قريشاً وما حولها من القبائل شفت حرباً بشعة على الإسلام والمسلمين ظناً منها أن الدين الجديد سوف يهدد أمنها ويفقدها تجارتها فكانت هجرة المسلمين إلى المدينة ومحاوله إخضاع قريش بالقضاء على تجارتها ومصدر ثرائها فاعترضوا طرق قوافلها التجارية واستمالوا القبائل المتحالفة معها . فاستسلمت قريش وكان فتح مكة وخضعت القبائل العربية للإسلام وتأسست الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية .
وكان على خلفاء النبي(  ) تأمين الدولة الإسلامية وطرقها التجارية فقام الخلفاء بفتح المدن والثغور التجارية الهامة للسيطرة عليها وتأمين المصالح الإقتصاديه للدولة . كذلك أهتم الخلفاء بتأمين التجارة الداخلية بوضع النظم التي تكفل سلامة التجارة والمعاملات داخل الدولة الإسلامية وحرص الخلفاء على تطبيق تلك النظم والإشراف عليها بأنفسهم .
ولأن المنتجات الزراعية قليله وشحيحة في بعض الأحوال وذلك بسبب الجفاف الذي تعانى منه شبه الجزيرة العربية عموماً لذلك كان للتجارة أثرها في تعويض النقص في المنتجات الزراعية باستيرادها من الخارج ولا يمنع ذلك تصدير بعض المنتجات التي تشتهر به الجزيرة بزراعتها كالتمر والزبيب وبعض النباتات النادرة .
وكان للتجارة أثرها علي استيراد المواد الخام اللآزمه للصناعة ، كذلك استيراد المصنوعات التي لا تصنع داخل شبه الجزيرة وكذلك الترويج لبعض المصنوعات التي تميزت بجودتها وحسن صناعتها فذاع صيتها في البلدان خارج شبه الجزيرة العربية .
ولضمان استقرار التجارة التي أصبحت تمثل جزءاً هاماً من دخل الدولة الإسلامية كان لابد من التأكد من سلامة النقد الذي يتعامل به التجار داخل وخارج شبه الجزيرة وكذلك سلامة المكاييل و الموازين .
وأثرت التجارة على أساليب التجار في معاملاتهم والتي تضمن لهم حماية أمولهم فاستخدموا الصكوك وابتدعوا شركات القراض أو المضاربة .
وأثرت صناعة النسيج علي التجارة وعلى الحياة الاجتماعية فاستوردوا الأقمشة من دور النسيج المعروفة في شبه الجزيرة العربية أو خارجها ، وأمتلات الأسواق بالأقمشة المستوردة على اختلاف أنواعها وأثمانها . وكان للتجارة أثرها على الأطعمة فعوضت النقص الذي تعانى منه شبه الجزيرة العربية ، كما تنوعت الأطعمة وتغير نظام المائدة العربية خاصة في عصري الخلفاء الراشدين والأمويين وبعد فتح طرق التجارة العالمية حيث تدفقت الثروات وزادت القدرة الشرائية . كما كان لاحتكاكهم بالشعوب المجاورة عن طريق التجارة أثرٌ في إدخال بعض الأطعمة المعروفة لديهم .
وأثرت التجارة على المسكن واستوردت الأخشاب الجيدة من الهند والصين ، كما كان تأثيث المسكن وتزيينه من الداخل من الفرش والبسط والنمارق المستوردة من بلاد الفرس والروم .
ولم يكن أثر التجارة على تزيين المسكن فقط بل على انتشار أدوات الزينة بين العرب أنفسهم من عطور وحلى وأصباغ ولقد أثرت التجارة على الحياة الثقافية فكانت الأسواق منتديات أدبيه وثقافيه ,أثرت علي تعلم الكتابة بل أنعدد كبير من العرب قد احترف الكتابة وذلك لحاجة الأسواق إلي مثلهم بل إن التجارة أثرت علي تعدد لهجات العرب إذ كانت الأسواق من أوسع أبواب الدخيل و المعرب في اللغة و أثرت علي تعلم الترجمة و الشعر و العلوم و المعارف.