الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ينتمى مجال الدراسة الحالية إلى فرع مهم من فروع علم النفس ألا وهو علم النفس السياسى، والذى ظهر ليس كمطلب لعلماء النفس بل لعلماء السياسة أيضاً، حيث يوُضح مدى التفاعل والإرتباط بين (المتغيرات والخصائص النفسية) والظواهر السياسية. وإذا كانت المشاركة السياسية ربما تقود إلى الشرعية، فإن الثقة السياسية كذلك تؤدى إلى الشرعية والقانونية للمؤسسات، والنظم السياسية أو الحكومية، وكذلك فإن إنخفاض الثقة السياسية يكون أكثر ضرراً لهذه المؤسسات والنظم من المشاركة السياسية وتظهر الثقة السياسية بإعتبارها أحد المفاهيم المهمة لدى المهتمين بالعلوم السياسية بصفة عامة. والحقيقة أن الشعور بالثقة السياسية لا يبدو أن له قدماً راسخة فى ثقافتنا العربية، فالشك المتبادل يكتنف العملية السياسية ما بين الحكومة والمعارضة، وما بين الحكومة والمواطنين، وما بين المنظمات السياسية والمواطنين. وفيما يبدو أن النظام السياسى المصرى يواجه أزمة مشاركة حادة، فعلى الرغم من أنه يقوم على التعددية السياسية، إلا أن هذه التعددية مهمشة، وتتركز السلطة فى حزب واحد، وليس هناك خطوط اتفاق بين التيارات السياسية المختلفة على قواعد الديمقراطية، الأمر الذى ولد شعوراً عاماً من السلبية تجاه الرغبة فى المشاركة السياسية لدى المواطن المصرى. إننا حقاً فى حاجة مُلحة إلى فهم ظاهرة المشاركة السياسية وإنخفاضها فى مجتمعنا وتغييرها ومن ثم يمكننا توقع الأسباب والمعوقات ومعالجتها وهذه غاية كل فرع من العلوم بصفة عامة وعلم النفس السياسى الذى يهتم بهذا النوع من المشكلات بشكل خاص. |