الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فانه مما لا شك فيه ان للاديب دورا بارزا فى تفسير القران العظيم وتأويله، وبيان وجوه اعجازه، واستنباط الاحكام منه، وابراز الصورة الجمالية فيه، وفهم اللفظ فى النص القرانى، وربما كان ذلك سببا من الاسباب الجوهرية التى جعلت القرطبى- رحمه الله- يستخدم الادب فى سفره. وقد رايت القرطبى يوظف الادب فى التفسير اكمل توظيف، ويستعين به كلما دعت الحاجه اليه، ويستخدمه بشقيه، شعرا او نثرا استخداما حكيما. والمفسر يملك بين جوانحه وجدان شاعر، وعقل بلاغى ناقد وقلب اديب مفكر اذ استخدم الشعر استخداما جعل تفسيره يحتل مكانه مرموقه من بين عشرات التفاسير التى استخدم المفسرون فيها الادب معينا لهم. فعندما اختار الشعر اختيارا موضوعيا، فانما فعل ذلك مقارنا تلك الموضوعات بمثيلاتها، مما يعالج به قضايا التفسير المتعدد فرايناه يقرع كل الابواب التى تعارف عليها الاقدمون اغراضا شعرية من وصف وغزل ومدح وهجاء وفخر ووصف ورثاء وحتى ما استحدث من اغراض فيما جاء بعدها، كالذهد والنقائض الى غير ذلك. |