الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فإن من أجل ما وضع من العلوم, وأشرف ما أخبر عنه الأعلام علم العربية, وبخاصة ما ذكروه من قواعد نحوية؛ إذ بها يفهم المراد من كتاب الله تعالى, وبواسطتها يكشف عن غوامضه الدقيقة, ولطائفه الخفية, لذا كان علم النحو نعمة شرف الله تعالى بها كل باحث ودارس, ولم ينس الأقدمون هذا الفضل فبذلوا جهود طيبة, وألفوا معنفات مختلفة, أظهروا فيها القواعد, واستنبطوا المسائل, وفكوا غوامض المبهم, وحلوا المشكل لتبقى هذه اللغة سليمة بعيدة عن اللحن والتصحيف ولما كانت مقدمة الآخرومية مفتاح علم اللسان, ومصباح غيب البيان - كما ذكر المكودى فى مقدمة شرحة لها - فلهذا نالت شهرة واسعة, واصبحت أساساً للدراسات النحوية, ودليل هذا أهتمام النحاة شرحها ونظم قواعدها, وإعراب متنها, والتعليق فى عشرات المؤلفات المختلفة. وإذا كان الفرع يشرف لارتباطه بأصلة, فان الشروح الكثيرة التى ارتبطت بمقدمة الآجرومية أخذت قيمتهامن هذا المتن الموجز الذى طبع طبعات عدة فى بلاد مختلفة. وأرى أن أول شرح وضع على مقدمة ابن آجروم هو شرح المكودى التوفى بعد المصنف بسبعين سنة تقريبا, ثم تتابعت بعد هذا شروح كثيرة علي هذا الأصل الذى نال شهرة واسعة. |