الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتضح لنا من هذا البحث أن جزيرة صقلية تتمتع بموقفع جغرافى ممتاز, جعلها من أهم جزر حوض البحر الأبيض المتوسط من جميع النواحى, سواء كانت من الناحية الجغرافية أو الإقتصادية أو الإستراتيجية فضلا عن أنها كانت ملتقى جميع التيارات الحضارية التى ظهرت على ضفاف هذا البحر, سواء كانت هذة الحضارات إغريقية أو فينيقية أو رومانية. ولاهمية موقعها الفريد تنازعت القوى التى كانت موجودة فى العالم القديم السيطرة عليها. ففى بادئ الامر سقطت صقلية فى يد الفينيقين, ثم بعد ذلك فى يد الإغريق ومن بعدهم الرومان, الى ان انتزعها القوط الشرقيون منهم ولكن القائد البيزنطى بلزاريوس استطاع استعادتها مرة أخرى وضمها إلى أراضى الدولة البيزنطية فى عام 535 م فى عهد الإمبراطور البيزنطى جستنيان (527- 565 م). ومنذ ذلك الوقت ظلت صقلية جزءا من أراضى الإمبراطورية البيزنطية لحوالى ثلاثة مائة عام, أصصابها ما أصاب الإمبراطورية البيزنطية من ضعف وتدهور, ومرت عليها فترات إزدهار فى عهد بعض الإباطرة الأقوياء من أمثلة هرقل (610- 641 م). ومن المعروف أن العرب كانوا يطلقون على البحر الأبيض المتوسط البحر الرومى بسبب سيطرة الاساطيل البيزنطية على مياهه, ولكن عندما بدأت حركة الفتوح الإسلامية إستطاع المسلمون القضاء على أقوى إمبراطوريتين وهما الامبراطورية الفارسية والإمبراطورية البيزنطية, وفتح العرب مصر والشام وشمال أفريقية. ورغم كل ماحققه العرب الفاتحون من إنتصارات على هاتين الامبراطوريتين فى القرن السابع الميلادى الا ان العرب كانوا يفتقرون الى عنصر هام من عناصر القوة, وهو القوة البحرية. |