الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص القرآن الكريم في شكله ومضمونه، في معناه ومبناه، في لفظه وحرفه، في سورة وصوره، زاخر بمعانى الجمال إبداعاً واستمتاعاً، بالإثارة والنص، بالتلميح والتصريح فلفت الأنظار إلى الزينة والجمال في كل المخلوقات وفي كل هذا الكون. لقد صور القرآن الكريم باللفظ البحت وحده وبالكلمة المجردة وحدها، كل آيات الخالق في هذا الوجود، صورها مظاهر كونيه ومناظر طبيعية، صورها مشاهد وأوابد، أحياء وجوامد – صورها خلقاً وبعثاً ، ثواباً وعقاباً، نعيماً وجحيماً .. صور هذا الكون بكل ما فيه من قلوب وأفئدة، وعقول وألباب، وجسوم ونفوس، وحس ووجدان .... صورها القرآن الكريم ساكنة ومتحركة، حية وميتة، متهادية ومتدفقة، شاحبة ومتألقة، راضية ومتمردة، ممتدة وسامقة فجاء تصويره لوحات فنية ومشاهد جمالية لونتها الألفاظ تلويناً تعجز عن مثله ريشة الفنان وعدسة المصور، وصورتها تصويراً أضاف إعجاز التعبير إلي سحر المعاني في وحدة محكمة وتناسق فني عجيب. إنها لوحات فنية تشكيلية رائعة تجتمع فيها كل مقومات العمل الفن من وحدة منبثقة وتكوين متماسك، وخطوط ومساحات وملامس وألوان وظلال، وتوازن وتناسب، وإيقاع وتنوع، واكتمال الشكل والمضمون، فهي دعوة للفنان المبدع والمتذوق المستمع، دعوة للتأمل والتعلم والاستلهام من هذا المعين الذي لا ينضب. وهكذا راع القرآن خيال القارئ وحس السامع، وسحر وجدانه، وأخذ أسماعه وهز مشاعره، لما فيه من منطق ساحر وجمال باهر وتصوير جميل وإيقاع موسيقي أخاذ. ويذهب الباحث إلى الكشف عن مواطن التصوير الجمالي في القرآن الكريم وأساليبه الفنية والجمالية. فعندما تتحول المعاني الذهنية والصور المجردة التي ترسمها الكلمات والألفاظ إلى لوحات تصويرية محسوسة ومتخلية معاً ومجسدة بلغة التعبير الفني من خط وشكل ولون، وضوء وظل وملمس وحركة، وبكل ما تحققه لغة التعبير الفني من قيم فنية وجمالية، ومن وحدة وإيقاع وتناسب واتزان. |