Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات المصرية السوفيتية 1970-1981م :
المؤلف
عبد العليم، عبد العليم يوسف.
عدد الصفحات
414 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 432

from 432

المستخلص

تعد العلاقات السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في عهد الرئيس السادات واحدة
من أهم العلاقات الدولية والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، لأنها في مضمونها علاقات
بين أحدى القوتين العظمتين في العالم آنذاك، ومصر صاحبة النفوذ والتأثير الواسع في سياسة
تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة من العالم، ولا تزال نتيجة تلك العلاقات تلقى بظلالها وتؤثر
في توجيه سياسة مصر الخارجية إلى وقتنا الحالي، وبالرغم من ذلك لم تنل العلاقات
المصرية السوفيتية القدر الكافي من اهتمام الباحثين والمؤرخين المصريين، في حين أهتم
بها المؤرخين الغربيين و الإسرائيليين.
ولقد جاءت معظم الدراسات والأبحاث الإسرائيلية التي تناولت العلاقات السياسية بين
الاتحاد السوفيتي ومصر يشوبها الكثير من التزوير وقلب الحقائق التاريخية، حيث تعمد
الكتاب الإسرائيليون وفي مقدمتهم الباحثة ازيبلا جنيور على تصوير القيادة المصرية في عهد
جمال عبد الناصر والسادات كتابعين للسياسة السوفيتية، وأن جميع القرارات الهامة في
السياسة المصرية كانت تأتي من موسكو، كما حاول الإسرائيليون تفسير الهزيمة الساحقة التي
تعرض لها الجيش الإسرائيلي علي يد الجيش المصري في الأيام الأولي لحرب أكتوبر
١٩٧٣ ، أنها نتيجة للتدخل المباشر للاتحاد السوفيتي في الحرب، حيث ادعى ديفيد كميحي
مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق في كتابه الخيار الأخير ١٩٦٧ ١٩٩١ ، بأن
حرب أكتوبر كانت بتخطيط و وتنفيذ سوفيتي خالص، وأن التوتر الذي ساد العلاقات المصرية
السوفيتية في الفترة من عام ١٩٧٠ إلي عام ١٩٧٣ كانت مجرد خطة خداع سوفيتية
لإخفاء التجهيزات العسكرية في مصر وسوريا من اجل الحرب.
لكل ما سبق جاءت تلك الدراسة لتكون نواة لإيضاح الحقائق التاريخية حول علاقات
مصر السياسية مع الاتحاد السوفيتي، بحيادية وموضوعية كاملة لمواجهة الكتابات الإسرائيلية
الكاذبة، كما جاءت الدراسة لسد النقص الشديد في الكتابات والدراسات التاريخية الأكاديمية
، التي تتناول العلاقات المصرية السوفيتية في الفترة من عام ١٩٧٠ إلي عام ١٩٨١
بالإضافة إلي ذلك فان المكتبة العربية تفتقر إلي أبحاث شاملة حول هذا الموضوع، وأن معظم
الكتابات المتاحة تفتقر إلي المنهج التاريخي والحيادية.
٢
، تناولت الدراسة العلاقات المصرية السوفيتية في الفترة من ١٩٧٠ إلى ١٩٨١
واقتصرت الدراسة على الجانب السياسي للعلاقات بين البلدين، ولم تتطرق إلى الجانب
الاقتصادي أو الاجتماعي فقد تم تأجيلها لدراسة مقبلة نظرا لطول فترة البحث وامتلائها
بالأحداث السياسية الهامة، وق  سمتُ الدراسة إلى مقدمة وستة فصول وخاتمة ثم قائمة
بالمصادر والمراجع، وتتناول المقدمة أسباب اختيار موضوع الدراسة وأهميته التاريخية
والصعوبات التي وجهها الباحث أثناء إعدادها.
ويتناول الفصل الأول تمهيدا تاريخيا مختصرا للعلاقات المصرية السوفيتية
السياسية منذ عام ١٩٢٣ عندما قررت مصر إنهاء عمل البعثة الدبلوماسية لحكومة روسيا
القيصرية وعدم الاعتراف بشرعية الإتحاد السوفييتي، ثم المحاولات المصرية منذ عام ١٩٣٩
لإقامة علاقات دبلوماسية مع السوفييت وتوقفها نتيجة لقيام الحرب العالمية الثانية واشترك
الإتحاد السوفيتي فيها، واستئنافها عام ١٩٤٣ ، وموقف السوفييت المؤيد لمطالب مصر
، بالاستقلال في المحافل الدولية، وتطور دور موسكو من القضية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٧
وتقييم السوفييت لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ، ثم التطور السريع في العلاقات بين البلدين خلال
فترة حكم عبد الناصر لمصر.
ويحلل الفصل الثاني علاقات المصرية السوفيتية في السنة الأولى من حكم
السادات لمصر، وتقييم القيادة السوفيتية للقيادة الجديدة في مصر، وقضاء السادات على مراكز
القوى وحقيقة علاقاتهم بموسكو، وأسباب توقيع مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون مع الإتحاد
السوفيتي، وردود الأفعال الدولية تجاهها، والضغوط السوفيتية والأمريكية التي تعرض لها
السادات لمنعه من الإيفاء بتعهده بأن يكون عام ١٩٧١ عام الحسم في الصراع المصري
الإسرائيلي.
ويوضح الفصل الثالث التوتر الذي حدث في العلاقات بين مصر والإتحاد السوفييتي
نتيجة لانعدام ثقة السوفييت في توجهات السادات السياسية، وامتناعهم عن تزويد الجيش
المصري بالأسلحة الهجومية والمعدات اللازمة لمواجهة الجيش الإسرائيلي في محاولة
سوفيتية لمنع اشتعال الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وأثر سياسة الوفاق بين القطبين على
العلاقات الثنائية بين مصر والإتحاد السوفييتي، وقرار السادات التاريخي بالتخلص من الوجود
العسكري السوفيتي من مصر.
٣
ويشرح الفصل الرابع الخطوات والمراحل التي سلكتها القيادة المصرية للاستعداد
والتجهيز والتخطيط لحرب أكتوبر ١٩٧٣ ، وتوفير الأسلحة الضرورية للمعركة بالضغط على
السوفييت للحصول على أكبر قدر من الأسلحة السوفيتية الحديثة واستكمال الباقي من كافة
الجهات المتاحة آنذاك، و كذلك التمهيد السياسي البارع الذي نفذته الدبلوماسية المصرية حتى
تتقبل كافة الأطراف الدولية المعنية بأزمة الشرق الأوسط قرار مصر باستخدام القوة العسكرية
لتحرير أراضيها المحتلة، بعد أن استنفذت كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية.
ويركز الفصل الخامس على مراحل حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، وشرح شامل لكافة
التفاصيل السياسية التي سبقت الحرب بساعات قليلة في واشنطن والقاهرة وموسكو وتل أبيب،
والمحاولات الأمريكية لمنع الحرب قبل اشتعالها بلحظات قليلة، وصدمت إسرائيل من النجاح
المبهر الذي حققه الجيش المصري في المرحلة الأولي للحرب، ومقارنة الدعم السياسي
والعسكري الذي قدمه القطبين للإطراف المتحاربة، وتأثيره على سير المعارك في ميادين
القتال، والتعاون السوفيتي الأمريكي لإنهاء الحرب، وتأزم الموقف الدولي بين القوة
العظمتين نتيجة لخرق إسرائيل للقرارات الدولية.
ويتضمن الفصل السادس مراحل عملية السلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية
خالصة، والتقدم السريع في العلاقات بين القاهرة وواشنطن و عودة علاقاتهما الدبلوماسية،
وفي المقابل توتر وتدهور واضح في العلاقات المصرية السوفيتية وإلغاء معاهدة التعاون
والصداقة المصرية السوفيتية وامتناع السوفييت عن تعويض مصر عن خسائرها في
الأسلحة والمعدات، ورفضهم جدولة الديون المصرية، و قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
في نهاية عهد السادات.