Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات السياسية الأمريكية – الهندية (1947-1964) /
المؤلف
شلقامى، إيمان حسن سلامة.
هيئة الاعداد
باحث / إيمان حسن سلامة شلقامى
مشرف / محمد عاطف عبد المقصود
الموضوع
السياسية الدولية. السياسية الخارجية.
تاريخ النشر
2005.
عدد الصفحات
320 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2005
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 346

from 346

المستخلص

تتناول الدراسة فترة زمنية مهمة من تاريخ كل من الولايات المتحدة والهند من عام 1947 حتى عام 1964 ، حيث شهدت تلك الفترة ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وسعيها لبسط نفوذها وسيطرتها على العالم ، والذى تزامن مع محاولات الهند للحصول على الاستقلال عن الاستعمار البريطانى ، ثم جهودها لبناء نفسها وتأكيد استقلالها الخارجى والداخلى بإعلان اتباعها لسياسة عدم الانحياز .
كما تتناول الدراسة السياسة الأمريكية تجاه منطقة جنوب آسيا التى تحتل مكانة استراتيجية مهمة بالنسبة للسياسة العالمية للولايات المتحدة ، والتى دفعتها إلى محاولة ضم دول تلك المنطقة إلى نظام الأحلاف العسكرية الأمريكية لمحاصرة الاتحاد السوفيتى ، حيث سيطرت اتجاهات الولايات المتحدة نحو مقاومة الشيوعية –إلى حد بعيد- على علاقاتها بدول العالم المختلفة ، وظلت مقتضيات الحرب الباردة تحكم علاقاتها وتوجهاتها نحو معظم دول العالم خاصة تلك الدول التى وقفت خارج المعسكرين ، ومن هنا سعت الولايات المتحدة إلى استقطاب كل من الهند وباكستان إلى سياسة الأحلاف باعتبارهما محورى المنطقة ، وهو ما أسفر عن اصطدام هذه السياسة بسياسة عدم الانحياز الهندية والتى مثلت إحدى سياسات المواجهة للسياسة الأمريكية فى المنطقة بجانب الشيوعية ولكن بدرجة أقل.
نتائج الدراسة :
اتسمت العلاقات الأمريكية - الهندية خلال الفترة موضع الدراسة بعدة سمات على هذا النحو :
- لم تقم تلك العلاقات على أسس قوية نظراً لعدم وجود روابط جوهرية تحتم إيجاد هذه العلاقات ودعمها ، بل على العكس كانت هناك عوائق أمام هذه العلاقات كان معظمها مستعصية الحل مثل : التحالف الأمريكى العسكرى مع باكستان ، قضية كشمير ورفض الهند للإصرار الأمريكى على التدخل فى تلك القضية ، سياسة عدم الانحياز ، النقد الهندى المتكرر لبعض أوجه السياسة الخارجية الأمريكية . وهو ما جعل العلاقات الأمريكية - الهندية تتعرض للكثير من التوترات التى تركت بصمات واضحة على طبيعة العلاقات.
- عدم تطابق مصالح البلدين بل وتعارضها فى أحيان كثيرة مثل السياسة الأمريكية فى المنطقة وتعارضها مع التطلعات الهندية الخاصة ، وهو ما كان يدفع بالعلاقات إلى منحى خطر.
- عدم ثبات العلاقات الأمريكية - الهندية على وتيرة واحدة سواء بالتباعد أم بالتقارب طيلة تلك الفترة ، حيث كانت العلاقات تزداد قربا أو بعدا وفق تغير المواقف والأحداث ، وتبعا لموقف الهند من أزمات الحرب الباردة التى اندلعت فى آسيا ، وكان لها تأثير مباشر عليها ، ومن ثم اتسمت العلاقات بالتذبذب والفتور معظم فترة الدراسة ، لذلك يمكن القول بأن العلاقات الأمريكية - الهندية لم تمثل نموذجا ناجحا للعلاقات الدولية الثنائية ، كما لم تعتبرها السياسة الخارجية الأمريكية إحدى قصص نجاحها ، فغالباً ما كانت الدولتان تقفان على طرفى نقيض بالنسبة للعديد من الأزمات والقضايا الدولية والتى ظلت تثير الجدل وتهدد بهدم أسس ودعائم العلاقات القائمة بينهما.
وفى النهاية هناك سؤال يطرح نفسه هو : هل نجحت الهند فى الحفاظ على حيادها بعيداً عن نفوذ وسيطرة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى ، وهل كانت علاقاتها مع الولايات المتحدة علاقة حيادية حقيقية...!؟
من خلال الدراسة تبين أن الهند حاولت جاهدة الحفاظ على حيادها ، ورفضت بالفعل أن تكون أداة للسياسة الأمريكية فى آسيا ، كما لم تنصاع للمحاولات الأمريكية لجذبها إليها لكن فى نفس الوقت اتسم حيادها بالتعامل مع القوتين ، حيث سعت فى البداية إلى تأسيس علاقات جيدة مع واشنطن ، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام الاتحاد السوفيتى فى نفس الوقت ثم تطورت علاقاتها بالقوتين بصورة كبيرة عقب تلقيها المساعدات الاقتصادية منهما ، وهو ما جعل هناك صعوبة فى تنفيذ سياسة عدم الانحياز بصورة واقعية ، وذلك تبعاً لظروف الهند الاقتصادية والسياسية والعسكرية ، وتبعاً لواقع وطبيعة العلاقات الدولية فى تلك الفترة ، خاصة وأن ظهور سياسة عدم الانحياز جاء فى ظروف عالمية معقدة ، وهو ما جعل الحياد الهندى يفقد مصداقيته إلى حد ما حيث شكلت معاناة الهند من العديد من المشكلات الاقتصادية الحادة مثل : الفقر الشديد ، تزايد عدد السكان المستمر ، كما شكلت ضغوطاً واضحة عليها بما حتم ضرورة حصولها على معونات خارجية ضخمة من كلتا القوتين ومن هنا كان توجهها إلى الولايات المتحدة بصفة رئيسية للحصول على هذه المعونات ، كما شكلت نزاعات الهند الإقليمية مع جيرانها : باكستان ثم الصين الجارة القوية التى اعتدت على حدودها ، شكلت أيضاً عوامل ضغط عليها وأرغمتها على الاتجاه إلى القوتين طلباً للدعم الدبلوماسى والعسكرى ، حيث توجهت إلى الاتحاد السوفيتى للحصول على الدعم الدبلوماسى والسياسى داخل الأمم المتحدة فى نزاعها مع باكستان فى قضية كشمير ، كما حصلت على أسلحة ومعدات أمريكية أثناء حرب الحدود مع الصين ، والتى أدت إلى اهتزاز مكانتها الدولية والإقليمية بصورة دفعتها إلى الاتجاه إلى الاتحاد السوفيتى لتحديث وتطوير قواتها العسكرية عقب رفض الولايات المتحدة القيام بذلك ، فى عهد الرئيس جونسون.
لكن فى نفس الوقت نجد أن سياسة عدم الانحياز ساعدت الهند فى إقامة علاقات ودية مع الكتلتين الشرقية والغربية ، وحافظت عليها من الاعتماد الكامل على إحدى القوتين ، وأتاحت لها الفرصة للحصول على المساعدات الاقتصادية من دول المعسكرين فى وقت واحد، كما ساعد تزعم الهند لحركة عدم الانحياز فى قيامها بدور بارز على الساحة الدولية ، كما لم تمنع هذه السياسة حرص واشنطن على استمرار علاقاتها مع الهند طيلة الفترة التى تناولتها الدراسة.