الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 236 |  |  |
| | | from | 236 | | |
المستخلص
إنّ العهد القديم من أكثر الكتب الدينية التي شغلت الباحثين لفتراتٍ طويلة، بدءًا بدراساتهم التي حركتها الدوافع الدينية في المحافل اليهودية والمسيحية والسلمية، وانتهاءً بالنقد في صورته العلمية المجردة، كما عبرت عنه اتجاهات نقد العهد القديم في العصر الحديث. وقد ظهرت اتجاهات نقد العهد القديم بشكلٍ عام بهدف التوصل إلى حلول للمشاكل التي واجهت العلماء عند دراستهم لنصوص العهد القديم دراسةً علميةً مجردة بعيدا عن المشاعر الدينية وكانت أول المشاكل التي واجهتهم تلك التي تتعلق بالنص من حيث تأليفه وخلفيته التاريخية ومصادره، والتي عبرت عنها مدرسة النقد المصدري، ثم تطورت هذه الدراسات نحو سبيلٍ جديدٍ يصل إلى ما وراء النص، ومحاولة رسم صورة للظروف التاريخية والبيئة الجتماعية التي عايشت ميلد نص ما من النصوص، وهو ما حاولت مدرسة النقد الشكلي سبر أغواره ودراسته. ولعل أهم ما يميز العهد القديم ليس فقط كونه أدبا بكل ما تعنيه كلمة الدب من حيث قيمته الجمالية والفنية العالية، بل أيضا لكونه يمثل وعاءً كبيرا لدبٍ متفرد من حيث مضمونه التاريخي والجتماعي والسياسي والسطوري والديني والقومي والعسكري، يشمل مراحل زمنية كبيرة تصل إلى أكثر من تسعة قرون، ساهم في كتابته العديد من الكتبة، وساهمت في تشكيله مختلف الظروف التاريخية والسياسية. إنّ كل الحضارات القديمة كان لها تراثٌ تحمله الجيال من جيلٍ إلى جيل، يعبر عن فهمهم الذاتي لحضارتهم، وإحساسهم بماضيهم،