الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أن الخطاب التربوي المعاصر ما زال يعاني من ضعف القدرة على تشكيل السلوك وذلك لأن خطابنا التربوي لم ينجح بعد في تشكيل اتجاهات تنطوي على العقلانية والمنطق. ويستند إلى التلقين، فهو لم يساهم في تنمية نسق قيمي يتناسب مع الأهداف التربوية المعلنة ، ونحن الآن أحوج ما نكون لإعداد مواطنين قادرين على المشاركة في بناء المجتمع ، فضلاً عن التمتع بالمسئولية الاجتماعية والوطنية. وتنمية مهارات المتعلمين على المستوى المعرفي والعلمي، وتنمية أساليب التفكير من قبيل التحليل والاستنتاج والنقد. والتربية هى الوسيلة الفذة لتغيير المجتمع ، وبناء الرجال وتحقيق الأمال، ولا بديل عنها فى تربية الشعوب ولأن الإنسان هو محور الإصلاح وأساس البناء، والتربية هى الوسيلة الفعالة لإصلاح هذا الإنسان من داخله ، وتحديد غايات التربيه يمثل المطلب الأول الذى فى ضوئه يتم الحكم على فاعلية النظام التربوى, فلن يكون النظام فعالا وذا كفاية مالم يضع لنفسه أهدافاً وأغراضاً يحققها. ولابد أن ينطلق الخطاب التربوى الإسلامى من تربية إسلامية تسعى إلى صياغة الشخصية الإنسانية بما يتفق والتصور الإسلامى .والتركيز على مخاطبة العقل، والاعتماد على العلم، وإبراز الدور الحضاري للإسلام والمسلمين وتنمية قدرات الأمة العلمية والاقتصادية وتهيئة المناخ العقلي والنفسي والاجتماعي للإبداع والابتكار، وتشجيع العقول المبدعة، وتكريم النبوغ والتفوق، واستعادة العقول المهاجرة إلى أحضان أمتها فهي أولى بهم، وهذا يحتاج إلى إنشاء هيئات ومؤسسات على مستوى الأمة كلها لتنمية الإبداع ورعاية المبدعين. والواضح فى خطاب القرضاوى رؤية واضحة لمعالم إصلاح حقيقي ، ومشروع تربوي قادر للخروج بالمجتمع من أزمته ، فقد استطاع أن يوضح مواطن الخلل فى الأزمة المعاصرة ، وأن يقدم الحلول والبدائل لأمراض المجتمع ، فهو يتفاعل تفاعلا إيجابياً مع قضايا العالم الكبيرة لم يعرف الانسحاب ولا التشاؤم ولا الاستسلام ، كما أنه ليس خطاب مواعظ فقط ، بل هو خطاب إصلاحي فى المجالات التربوية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، ومع هذا كله فهو خطاب متسامح مع الآخر ، فى الرأي وفى الدين ، ولكنه يرفض التدخل فى المناهج التعليمية للحفاظ على الهوية الثقافية الخاصة بنا، وتميز كذلك بالنقد البناء للآخر ، بلا تعصب ولا تجريح كذلك يحرص القرضاوى على أن يعي أفراد الأمة العربية والإسلامية متغيرات العصر ومشكلاته وتياراته، وتقديم البدائل لتلك المشكلات من خلال مناهج تربوية ، تصاغ من الفهم الصحيح للإسلام الشامل لكل جوانب الحياة . |