الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تمثل الأوضاع الغذائية للسكان أحد أهم العناصر في منظومة الرفاهية الاقتصادية التي تتوخاها وتستهدفها مختلف السياسات الاقتصادية في أي مجتمع من المجتمعات. ولما كانت السياسات الاقتصادية عامة والزراعية علي وجه الخصوص قد شهدت تحولات هامة وأساسية خلال الحقبة الأخيرة في إطار ماعرف بالإصلاحات الاقتصادية والتعديلات الهيكلية في مصر، فمن البديهي أن تتأثر الأوضاع الغذائية للسكان عامة وفي القطاع الريفي علي وجه الخصوص تبعاً لتلك التحولات والتعديلات. لقد أوضحت العديد من المؤشرات والدراسات والتقارير أن المرحلة المنقضية من برامج الاصلاح الاقتصادي والتعديلات الهيكلية في عديد من الدول النامية – كما هو الحال في مصر أيضاً- قد أسفرت عن بعض النتائج والآثار السلبية، إلي جانب، ما حققته من نتائج وآثار إيجابية. وقد كان القطاع الزراعي والريفي عامة من أكثر القطاعات التي لحقتها بعض الآثار السلبية في تلك المرحلة من مراحل التحول الاقتصادي، وبطبيعة الحال لم تكن الآثار السلبية علي القطاع الزراعي والريفي ذات صفة شمولية وعامة، أو بنفس القدر والدرجة لمختلف الفئات أو علي مستوي مختلف المتغيرات أو القطاعات الفرعية. وربما كانت أوضاع الفقر في الريف المصري من بين المجالات التي حظيت باهتمام واسع نظراً لإرتباطها المباشر بالأوضاع المعيشية للسكان وبخاصة في تلك الجوانب المتعلقة بالمستويات والأنماط الغذائية. ومن هنا فقد اهتمت هذه الدراسة بمحاولة رصد وقياس أهم ملامح التطور لأوضاع الغذاء في الريف المصري من حيث النمط ومن حيث المستوي، وذلك خلال حقبة الاصلاحات الاقتصادية وفي خضم ماشملته هذه الحقبة من التحولات الهامة في السياسات الاقتصادية الكلية والزراعية. |