Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
حزب الرابطة الإسلامية وتكوين دولة باكستان 1906 -1947/
الناشر
هبة سامي حسان محمد،
المؤلف
محمد،هبة سامي حسان
الموضوع
دولة باكستان حزب الرابطة الإسلامية
عدد الصفحات
ص.287:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 287

from 287

المستخلص

ممـا لاشـك فيـه أن بواعث نشأة الرابطة الإسلامية كانت متماثلة تماماً مع دواعي إقامة باكستان، فكلاهما بني على فكرة بسيطة؛ ألا وهي حق تقرير المصير والحكم الذاتي لكل قوم وأمة تشعر بأنها وحدة اجتماعية وسياسية مستقلة.
أمـا فيمـا بين المسلمين والهندوس فقد استقر التفكير إلى أنه آن الأوان ليقرر المسلمون في شبه القارة الهندية الباكستانية أنه لا أمل في بقائهم مع الهندوس، ولا أمل في اتحادهم معهم، ثم لا أمل في حياة يشتركون وإياهم فيها تحت هيمنة حكومة واحدة، وكان أن قرر شعب هذه البقعة من الأرض التي كانت واقعة تحت حكم البريطانيين أن يعيش مستقلاً، وكان هذا هو الشعور الذي دفع المسلمين إلى أن ينشئوا باكستان.
ولقـد كـان أحمـد خـان ينـادي بـأن يبقـى مسلمـو الهنـد بعيـديـن عـن المـؤتمـر، وأن يسعوا في سبيل مصالحهم الخاصة 0 ومن ثم تمخض عن ذلك قيام حزب الرابطة الإسلامية 1906 ومنح المسلمين قوائم انتخابية منفصلة؛ وكان ذلك تأكيداً بأن المسلمين من الهنود يتميزون سياسياً فضلاً عن اختلافهم اجتماعياً ودينياً وحضارياً، وأخذت القومية الإسلامية تتطور منفصلة عن الحركة القومية منذ عشرينات القرن العشرين، وتطورت الفكرة تدريجياً؛ بأن يكون للمسلمين وضع سياسي منفصل في داخل الإمبراطورية البريطانية أو خارجها، وتمثل ذلك في خطبة إقبال في دورة حزب الرابطة الإسلامية 1930 والتي قال فيها بأنه يود أن يرى البنجاب وولاية الحدود الشمالية الغربية والسند وبلوشستان، تتحد في دولة واحدة يكون لها حكم ذاتي، وأنه يبدو أن تكوين دولة إسلامية متحدة في شمال غربي الهند هو المصير النهائي للمسلمين في شمال غربي الهند على الأقل، غير أن إقبال لم يتقدم إقبال باقتراحات بشأن أجزاء البنغال التي تحتوي على أغلبيـة المسـلميـن، ومن ذلك الحين كان تبني حـزب الـرابطة الإسلاميـة لفكـرة إنشـاء دولـة خاصـة للمسلميـن ووضـع شكـل لهـا (( تصور مبدأي )).
ولقـد كـان لتطـورات عـام 1937_ التـي أدت إلـى قيـام حكـومـات المـؤتمـر فـي معظـم الـولايـات _ دوراً فـي تقـويـة الـرابطةـ ورفعهـا لتطالـب بـدولـة إسلاميـة منفصلـة؛ ومـن ثـم كـان قـرار لاهـور 1940 الـذي أوضـح مـوافقـة الـرابطـة علـى إقـامة دولـة منفصلـة، علـي الـرغـم مـن أن حـدود الـدولـة الجـديـدة المقتـرحـة لـم تحـدد بعـد 0
وغنـي عـن البيـان أن هنـاك اختلافـاً جوهريـاً بيـن حزبـي الـرابطة والمـؤتمر بشـأن طبيعـة المجتمع الهندي والنظام السياسي الذي يجب إقامته بعد انسحاب البريطانيين، فلقد كان المؤتمر مخلصاً لما عرف بفكرة الدولة العلمانية، في حين كان قادة الرابطة مخلصين لمبادئ الإسلام مستندين لفكرة عدم الفصل بين الدولة والدين .
ويلـوح مـن البـوادر الأولـى أن بـاكستـان أمـل داعـب المسلميـن فـي الهنـد طويـلاً فتعلقـوا بـه وأصروا عليه ورأوه الحـل الوحيـد لوضـع حـد لتـدخل الاستعمـار فـي إثارة الطائفية بين المسلمين والهندوس، ولما كان هناك آراء تشير بأصابع الاتهام بأن مشروع باكستان ما هو إلا خطة إنجليزية، خلافاً لما ذهب إليه البعض يمكن القول أن إنجلترا لم تتحرك إلا لتنفيذ مصالحها فيجب ألا نجهل أنه لم تقع أي حوادث عدائية بين الهنود المسلمين والهندوس إلا في 1874 في ظل الإدارة البريطانية الاستعمارية.