Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
Zu Rückerts Poetischer Übersetzung der Al- Hariri- Makamen :
الناشر
Hazem Ahmed Abd El-Khalek Hassen,
المؤلف
Hassen, Hazem Ahmed Abd El-Khalek.
هيئة الاعداد
باحث / Hazem Ahmed Abd El-Khalek Hassen
مشرف / Muhammad Abu Hattab Khaled
الموضوع
German literature.
تاريخ النشر
2006 .
عدد الصفحات
282 p. ;
اللغة
الألمانية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2006
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الألسن - المانى
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 297

from 297

Abstract

ما من شك أن الأدب يلعب دوراً هاماً في حياة الشعوب فهو يمثل جزءاُ من تاريخهم وثقافتهم وأفكارهم وآرائهم ، وهو المرآة التي تعكس عاداتهم و تقاليدهم واهتماماتهم , بل وهو اللسان الذي يتحدث به المجتمع والذي يعبر عن روحه وسلوكه وأمانيه وأهدافه.
والأدب كذلك تعبيرُ جميل عن الحياة والأحياء وفنُ يهدف إلي تنشيط الروح وتثقيف العقل , فهو يعبر عما يخفق به قلب الأديب والذي يصف الحقيقة من خلال شعوره ، والذي يحاول دائماً وصف الجوانب الإيجابية والسلبية للمجتمع, وهو في الوقت نفسه تعبير عن الأحاسيس والمشاعر.
وقد دعت الباحثَ أهميةُ الأدب هذه أن يتوجه إليه دون علوم اللغة الأخرى بالدراسة والبحث.
وتمثل المقامة فن القصة القصيرة في الأدب العربي . وهى قصة قصيرة مسجوعة تتكون أحداثها في الغالب من جلسة واحدة وتتضمن عظة أو عبرة أو نكتة و يعبر فيها الأديب عن قدراته ومواهبه اللغوية. وكان الغرض الأساسي منها تعليم الناشئة فنون اللغة العربية كما قُصِد بها التسلية والمتعة .
وتمثل المقامة نقطة انطلاق في الأدب العربي فهي تُعدُّ فناً جديداً لم يكون موجوداً قبل عصره . فقد تضمن الأدب العربي الكثير من القصص والحكايات العابرة والتي تفتقد الحبكة والتكنيك .
وعندما أتت المقامة اكتسبت هذه الحكايات شكلاً جديداً . فقد صاغت المقامة تلك الحكايات بشكل بليغ ووضعتها في قالبٍ أدبيٍ مُحكم في شكل نثر مسجوع وشعر.
وبديع الزمان الهمزانى (968- 1008) هو الذي اخترع هذا الفن وأعطاه هذا الشكل كفنٍ أدبيٍ جديد. و قد حاول اثنان من الأدباء قبل الحريري تقليد بديع الزمان وهما أبو نصر بن عبد العزيز بن عمر السعدي وأبو القاَسم عبَد الله بن محمد بن نقيا.
.
وعندما أتى الحريري (1054-1122) وقلد بديع الزمان وصل بهذا الفن إلى القمة التي كانت تنتظره , وأصبحت مقاماته معجزة لم يستطع أحد تخطيها أو الوصول إليها , وأصبحت مقاماته أحد أهم إنجازات الأدب العربي .
وقد كان لمقامات الحريري تأثيرٌُ على فنون الأدب العربي الأخرى وعلى غيره من الآداب الأجنبية مثل الأدب الفارسي والأدب الأوروبي ، كما تُرجمت إلى العبرية والتركية ولغات أخرى .
وقد ترجمها إلى الألمانية فريديش ريكرت (1788- 1866) والذي أضاف بهذه الترجمة فناً أدبياً جديداً إلى الأدب الألماني . وتكمن أهمية مقامات ريكرت في أنها ليست ترجمة بمعنى الحرف و إنما هي تقليد لمقامات الحريري ، ومن ثم فهي تمثل عملاً أدبياً مستقلاً وفناً جديداً في الأدب الأوروبي.
وقد كان ريكرت أديباً وشاعراً ومستشرقاً ومترجماً يُجيد ما يزيد على الخمسين لغة كما ترجم من أكثر من أربعين لغة . وقد اشتهر بترجماته خاصة من الآداب الشرقية خاصة العربية والفارسية .
وعندما قرأ الباحثُ مقامات الحريري لفت انتباهه فيها موهبة الحريري الفذة وقدرته اللغوية العالية في الإتيان بالمفردات وغزلها في نسيج أدبي بليغ يتضمن كل فنون البلاغة العربية وموسيقى العروض العربي محافظاً في الوقت نفسه على مضمون القصة وانسجام الحوار .
كما لفت انتباهه قدرة الحريري على رصد كل قضايا عصره و مجتمعه وتصويره الكثير من عادات العرب ومعتقداتهم وحالتهم السياسية والاقتصادية وذكره الكثير من بلدان العالم الإسلامي والكثير من مشاهير التاريخ العربي والأدب العربي والذين يمثلون جزءاً من تراث الأدب والتاريخ العربيين .
وعندما قرأ الباحثُ ترجمة ريكرت للمقامات لفت انتباهه قدرته اللغوية ، فقد استطاع ريكرت نقل هذا الفن العربي ببراعة ومقدرة. فعلى الرغم من عدم مجاراة اللغة الألمانية للغة العربية في غزارة المفردات التي تنتهي بمقطع واحد أو متشابه استطاع ريكرت أن ينقل السجع العربي سجعاً ألمانياً وأن ينقل الشعر العربي شعراً ألمانياً محافظاً في الوقت ذاته على مضمون وشكل المقامة العربية .
كما استطاع ريكرت أن يصور المجتمع العربي الإسلامي وأن ينقل الكثير من عادات العرب ومعتقداتهم والكثير مما يتعلق بالعالم الإسلامي.
لكن على الرغم من ذلك لم يستطع ريكرت أن يغفل مجتمعه فقد ذكر الكثير مما يتعلق بمجتمعه ومعتقداته والتي أحيانا ما تتعارض مع المعتقدات الإسلامية .
ولذلك حاول الباحث أن يعقد مقارنة بين النص العربي والنص الألماني لكي يوضح نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين عادات وتقاليد ومعتقدات كلا المجتمعين , وكذلك ليبرز للقارئ إلي أي مدى استطاع الحريري أن يصف مجتمعة وأن يعبر عنه وإلى أي مدى استطاع ريكرت أن يفهم النص العربي وأن ينقله للقارئ الألماني.
ويعتقد الباحث أنه ينبغي علي دارسي الألمانية أن يقوموا بمثل هذه الدراسات النقدية ، خاصةً ما يتعلق بالأعمال المترجمة أو المنقولة وذلك لأن المترجم لا يستطيع مهما أُتي من عبقرية أن ينقل كل جوانب الأصل . بالطبع لا يستطيع ، خاصةً وأنَّ الأصل قد كُتب في وقتِ معين وفى ظروفِ معينة وفى مجتمعِ معين وكُتبت الترجمة في وقتٍ أخر وظروفٍ أخرى و مجتمعٍ مختلف .
كما أنَّ الأصل قد كُتب بلغةٍ شرقية لها صفاتها المميزة وكُتبت الترجمة بلغةٍ أوروبيةِ جرمانية لها خواص وصفات أخرى.
ومن ثم فإن هذا العمل يتضمن الكثير من الأسئلة التي ينبغي أن يجيب عليها الباحث . وبالتالي فقد بُحث هذا العمل بدراسةٍ نقدية وبخطةٍ وُضِعت أسسها في مقدمة و خمسة فصول.
فقد تعرضت المقدمة لأهمية الأدب وتعريف المقامة وأهميتها في الأدب العربي و الأسباب التي دعت الباحث إلى اختيار هذا الموضوع . كما تعرضت المقدمة لأهم الأعمال التي بحثت هذا الموضوع من قبل . ثم في النهاية انتقلت إلى محتوي الرسالة وبنية فصولها .
وفي الفصل الأول أُلقي الضوء على حياة الحريري وأهميته كأديب وشاعر ولغوى ، وعُرِّفت المقامة لغويا واصطلاحيا، كما شُرح أصلها العربي وكيف نمى مفهومها في تاريخ الأدب العربي من عصر إلى عصر . كما أُلقي الضوء على أهمية المقامة ووضعها في الأدب العربي ، ووجِّه النظر إلى أهمية المقامات خاصةً مقامات الحريري في الأدب العربي والأدب العالمي وكيف كان تأثيرها على الأدب العربي وغيره من الآداب الشرقية الأخرى والآداب الغربية. وقد خُتم هذا الفصل بعرضٍ مُقتضَب لتاريخ الأدب العربي منذ بدايته وحتى عصر مقامات الحريري ، وعُرض الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي نشأت فيه مقامات الحريري .
وفى الفصل الثاني أُلقي الضوء على حياة ريكرت وأهميته كأديب ولغوى ومستشرق ومترجم , كما عُولجت أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها أوروبا خاصةً ألمانيا ، وكذلك أهم التيارات الروحية والأدبية التي مثَّلت جزءاً من التاريخ والثقافة الأوروبية والتي كان لها كبير الأثر على أفكار ومعتقدات وتوجهات المجتمع الأوروبي .
وفى الفصل الثالث عُرِّف مصطلح البلاغة وعُرضت علوم البلاغة العربية وأهم الصور البلاغية التي تضمنتها المقامات العربية، وكيف استطاع ريكرت نقلها وهل أ وجد صوراً بلاغية ألمانية تطابق الصور العربية وهل استخدم صوراً ألمانيةً أخرى .
كما بُحثت أشكال العروض العربي وبحوره وهل للبحور معاني معينة أو هل يدل استخدام بحر أو غيره على غرض معين أو حالة نفسية معينة, وهل لاحظ ريكرت ذلك , وهل يوجد في العروض الألماني ما يطابق العروض العربي , وأي دور تلعبه موسيقى العروض , وأي دور يلعبه الإيقاع , وأي دور تلعبه القافية .
وفى الفصل الرابع أُلقي الضوء على علاقة الأدب بالمجتمع و كيف يستطيع الأديب أن يصف مجتمعة وأن يصور عاداته وتقاليده ومعتقداته وأفكاره. ثم عُرضت أهم عادات العرب وتقاليدهم ومعتقداتهم ومجالسهم ومشاهيرهم وعلمائهم و أطعمتهم وأسلحتهم والتي تضمنتها مقامات الحريري ، وكيف نقلها ريكرت للقارئ الألماني ، وهل ذكر عادات أو معتقدات أخرى لمجتمعه .
ثم بُحثت تأثيرات الثقافات الأجنبية على الحريري والتي وردت في المقامات سواءٌ في الكلمات الأجنبية التي أوردها الحريري أو الأمثال الشعبية , خاصةً من اللغة الفارسية , وكذلك تأثيرات الثقافات الأجنبية وخاصة العربية على ريكرت والتي تتمثل في الكلمات الأجنبية التي أوردها ريكرت خاصة من العربية . ثم عُرضت حالة المجتمع العربي السياسية والاقتصادية والتي أوردها الحريري من خلال مقاماته ، وكيف استطاع ريكرت نقلها إلي القارئ الألماني . كما عُرضت صفات الحريري الشخصية وآرائه وكيف استطاع ريكرت نقلها .