الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 205 |  |  |
| | | from | 205 | | |
المستخلص
وقد أخذت أهمية تركيا الجيوستراتيجية فى التزايد بعدما أصبحت عضوا فى حلف شمال الأطلسى عام 1952 من خلال إمكانية تقديمها تسهيلات للدفاع الجوى وحماية المصالح الغربية فى شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج العربى.
ومن ناحية أخرى برزت الأهمية الكبرى لموقع تركيا بالنسبة لجمهوريات آسيا الوسطى التى استقلت عن الاتحاد السوفيتى والتى ترتبط بتركيا ارتباطا عرقيا وتاريخيا ولغويا وثقافيا ، تلك المنطقة التى تشكل اهتماما كبيرا من الجانب الأمريكى لاستغلال المنطقة اقتصاديا وتجاريا وأمنيا وذلك عن طريق اتخاذ العلاقة بين تركيا وإسرائيل معبرا للنفاذ إلى هذه المنطقة الهامة والغنية بالموارد ، حيث تشكل تركيا قوة إقليمية كبيرة الحجم والسكان والإمكانات يمكن أن تخدم مصالح كل من أمريكا وإسرائيل. وتولى الولايات المتحدة اهتمامها الزائد بتركيا نظراً لأهمية موقعها فالولايات المتحدة تعتبر تركيا البوابة لمناطق آسيا الوسطى والقوقــاز والشرق الأوسط والبلقان والبحر المتوسط ، وقد عبـر عـن هــذا ”كلينتون” رئيس الولايات المتحدة السابق بقوله: إن تركيا هى حلقة الوصل لربط مناطق وسط جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط بالاتحاد الأوربى.
ونظرا لتعاظم دور تركيا على الصعيدين الاقليمى والدولى ، وبحكم مواردها البشرية الطبيعية إلى جانب كفاءة قواتها المسلحة كثيرة العدد وجيدة التسليح فقد أصبحت محط أنظار لمصالح متعددة تتجه إليها من كل صوب(1).
وتمثلت سياسة المصالح فى تركيا فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ، فهاتان الدولتان تعدان تركيا رأس الحربة التى تساعدهم فى النفاذ إلى دول الشرق الأوسط فى محاولة لاستخدامها أداة لتحقيق مصالحهما فيها.
وترتبط تركيا بدول الشرق الأوسط بصلات وروابط متعددة سواء كانت روابط تاريخية وجغرافية ودينية واقتصادية وثقافية وغيرها.