Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الإعلام فى التثقيف السياسى لطلاب جامعة الكويت :
المؤلف
الجميل، أسعد محمد عبد الرحمن.
الموضوع
الإعلام الدولى. التعليم الجامعى - الكويت.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
153 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 164

from 164

المستخلص

ولمحاولة الدراسة الحالية تفسير دور الإعلام في التثقيف السياسي في الكويت في ضوء المنطقات النظرية السياسية التي تبحث في تطور النظام السياسي نحو الديمقراطية أوضحت أن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوسيطة في الكويت لم تتطور بالقدر الكافي الذي يساعد على دعم التطور الديمقراطي سواء في النظام السياسي أو في مؤسسات المجتمع الأخرى بما فيها القوى والتيارات السياسية. ويفسر ذلك في ضوء النتائج التالية:-
1- إن التثقيف السياسي ليس ظاهرة مستقلة يمكن دراستها بمعزل عن البيئة الاجتماعية والنظام السياسي والاقتصادي للمجتمع. وعلى ذلك أكدت الدراسة النظرية على خصوصية الثقافة السياسية الكويتية وتأثرها بمجموعة من المحددات الجغرافية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. فالكويت كمجتمع خليجي نشأت فيه الحاجة إلى سلطة قوية ومهيمنة. والذي حال دون نشأة وتطور مؤسسات مجتمعية فاعلة ومستقلة. خاصة في ظل مجتمع منسجم وغير منقسم عرقياً وتؤكد الخبرة التاريخية الكويتية حتى الوقت الحاضر على أن ملكية الدولة للاقتصاد وهيمنتها على المجتمع تقوضان إمكانية ظهور مؤسسات مجتمعية قوية، لما تؤديان إليه من تحكم في توزيع الموارد النفطية.
2- تعاظم دور البيروقراطية في الكويت من ناحية. ومن ناحية ثانية الاحتلال الأجنبي الذي عانت منه الكويت في فترات تاريخية عديدة، وتبنى الشعب الكويتي لتفسير محافظ للدين من ناحية ثالثة. كل ذلك أدى إلى سيادة نسق ثقافي سياسي تقليدي يتميز بانخفاض مستوى الوعي والإدراك السياسي، ولا يشجع على الاهتمام والمشاركة السياسية الجادة، ويكرس القيم المعوقة للتنمية والتقدم على الرغم من حدوث بعض التغيرات في قيم الثقافة السياسية في فترات معينة لكنها كانت ضعيفة الأثر بحيث لم تؤثر بدرجة كافة لتغير ذلك النسق الثقافي والسياسي التقليدي. فقد أكدت الدراسة الميدانية أنه على الرغم من التعدد والتنوع النسبي لمصادر المعرفة السياسية لطلاب الجامعة الكويتية، إلا أن الأدوار التي تلعبها وسائط التنشئة الاجتماعية والسياسية، خاصة الأسرة والمؤسسات التعليمية ممثلة في الجامعة في تشكيل الثقافة السياسية لطلاب الجامعة محدودة للغاية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد أظهرت الدراسة الميدانية ارتفاع مستوى تعرض طلاب الجامعات لوسائل الإعلام (صحافة – إذاعة – تليفزيون) إلا أن مستوى حرصهم على متابعة الموضوعات والبرامج السياسية من خلال وسائل الإعلام كان ضعيفاً، وهذا ما سوف ينعكس بدوره على مستوى ودرجة الوعي السياسي لديهم.
3- أظهرت الدراسة الميدانية انخفاض نسبة من يملكون بطاقة انتخابية من طلاب الجامعة وبالتالي ضعف مستوى حرصهم على الاشتراك في عملية التصويت سواء في الانتخابات التشريعية أو الطلابية، ومن ثم انخفاض درجة مشاركتهم وعضويتهم في التنظيمات والأنشطة الطلابية، كذلك محدودية مشاركتهم في العملية السياسية الكويتية.
4- انطلاقاً من النظرية العامة التي تقرر. أنه إذا ما تغير النسق الاقتصادي في مجتمع ما تغييراً جوهرياً فلابد أن تتغير القيم والعادات والتقاليد السائدة فيه، أي ربط القيم ربطاً عضوياً بالنسق الاقتصادي للمجتمع. ويمكن القول إذا ما طبقنا هذه النظرية العامة على المجتمع الكويتي خاصة بعد الطفرة النفطية، والتي انعكست على السلوك الاجتماعي وعلى الممارسات الاقتصادية في نفس الوقت وأثرت على القيم والسلوكيات للأفراد ومجمل السلوك الاجتماعي الموجهة لسلوك الأفراد، وتحول المال بتراكمه مع الفرد هو الذي يحدد قيمته في المجتمع أدى إلى تفكك المجتمع وصعوده شرائح طبقية إلى أعلى السلم الاجتماعي كما هبطت شرائح اجتماعية أخرى كانت لها قيمتها ووزنها في المجتمع وصاحب ذلك موجات عارمة من الفساد وهبوط في مستوى الذوق العام وظهور ألوان منحطة من الفنون تستهين بالقيم الشريفة وتروج للفوضى والعبثية في المجتمع وفي خضم ذلك تبلور نسق جديد للأخلاقيات والقيم انعكس بدوره على نمط الثقافة السائدة في المجتمع بصفة عامة والثقافة السياسية لطلاب الجامعة باعتبارهم جزءاً من هذا المجتمع. وقد أكدت الدراسة الميدانية على أن القيم السياسية لطلاب الجامعة في فترة ما تتأثر بنمط القيم السائدة في المجتمع..
والواقع أن النتائج السابقة التي توصل إليها الباحث لابد من فهمها في إطار مجموعة من الحقائق هي: أن الثقافة السياسية ليست ظاهرة مستقلة يمكن دراستها بمعزل عن البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وعلى ذلك فإن قضية التثقيف السياسي لطلاب الجامعة لا تنفصل بحال من الأحوال عن قضايا المجتمع الأخرى مثل العمالة والشباب والأمية والصحة والتعليم وغير ذلك من القضايا والمشاكل التي تخص المجتمع ككل.