Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تقويمية لرسائل الماجستير والدكتوراة فى التربية المقارنة /
الموضوع
البحث العلمى تقييم. الرسائل العلمية تقييم.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
252ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 277

from 277

المستخلص

يتسم مجتمع اليوم بتدفق المعرفة الإنسانية وتنوع الإنجازات الفكرية والعلمية والثقافية والاجتماعية، وتعاظم الإبداعات التكنولوجية والطموحات الاقتصادية، وفى كل ذلك توطدت العلاقة بين الانتصارات العلمية والتكنولوجية، وبين مدى توافر نظم المعلومات فى مختلف أوجه النشاط الإنسانى، وإذا كانت عناصر تشكيل وإعداد الأفراد فى المجتمع كثيرة، تبقى التربية والتعليم الأرض التى يزرع فيها بذور مستقبل الشخصية المطلوب تشكيلها، ويمكن القول بأن المؤسسات التعليمية هى مجتمعات المستقبل، ومن هنا تتضح خطورة الدور الذى تقوم به تلك المؤسسات فى المجتمع.
ويعد البحث العلمى أحد الأهداف المعلنة للتعليم العالى العربى، وأحد المعايير التى يؤخذ بها فى تعيين وترقية أعضاء هيئة التدريس، ومع ذلك لم تترجم الجامعات العربية هذا الهدف إلى واقع وإجراءات واضحة، وقد أدى جهل الأفراد بطبيعة البحث العلمى وأهدافه، إلى نشأة الكثير من الاتجاهات غير المرغوب فيها نحو العلم.
ويتعاظم دور البحث العلمى فى المجتمعات المتقدمة، وأصبحت له مؤسساته ومراكزه، واستقرت قيمة وتقاليده، وأصبحت المجتمعات تجتذب الأفذاذ من العلماء من شتى بقاع الأرض، فى حين يتسم البحث العلمى فى المجتمعات النامية بالضعف والركود والبيروقراطية، وندرة وضعف المؤسسات البحثية وسيادة مناخ عام غير ملائم ومشجع لازدهار البحث العلمى.
وتعتبر الدراسات التربوية المقارنة كعلم من العلوم التربوية واقعاً ملموساً لا يمكن التشكيك فيه، وأصبحت لها أهدافها التى تميزها عن كافة العلوم التربوية الأخرى ولها منهجها وطرقها المختلفة، واحتلت مكاناً متميزاً فى المجتمعات المتقدمة، وميداناً شأنه شأن غيره من الميادين التربوية الهامة.
ويمكن القول بأن النظم التعليمية وقضاياها تمثل البداية والنهاية للبحوث التربوية، هدف كل باحث من إعداده لبحثه، فالقضايا تمثل المنبع الذى تستقى منه هذه الأبحاث مشكلاتها وموضوعاتها، كما أنها من ناحية أخرى تمثل المصب الذى يستغل النتائج التى تتوصل إليها تلك الأبحاث فى تحديث وتطوير النظم التعليمية، كما يعد البحث المقارن من أهم أنواع البحوث فى مجال التربية، وذلك لما يضيفه للنظام التعليمى من خبرات وتحديث وتطوير .
ولهذا كان من الضرورى إلقاء الضوء على رسائل الماجستير والدكتوراه الخاصة بالتربية المقارنة بكليات التربية ومعرفة مدى إسهام تلك الرسائل فى حل مشكلات الواقع التعليمى وفق ما تتضمنه من معلومات ونقل للمعرفة التربوية المستقاة من الخبرات الأجنبية، ومعرفة الموضوعات التى تناولتها تلك الرسائل والموضوعات التى لم تتناولها، وتقويم هذه الرسائل فى ضوء مجموعة من معايير تقويم البحوث التربوية.
مشكلة البحث: يمكن صياغة مشكلة البحث التساؤلات التالية:
1- ما أهم مشكلات الواقع التعليمى المصرى التى تناولتها رسائل الماجستير والدكتوراه فى ميدان التربية المقارنة ؟
2- ما أهم المجالات التي تناولتها رسائل الماجستير والدكتوراه فى التربية المقارنة ؟
3- ما معايير تقويم رسائل الماجستير والدكتوراه فى التربية المقارنة ؟
4- ما التصور المقترح الذي يمكن من خلاله تطوير البحث العلمى فى التربية المقارنة ؟
أهداف البحث: استهدف البحث الحالى ما يلى :
1- بيـان أهـم مشكـلات الواقع التعليمى التى تناولتها رسائل التربية المقارنة فى مصر وأثرها على العملية التربوية.
2- تحديد أهم المجالات التى تناولتها رسائل الماجستير والدكتوراه فى التربية المقارنة ومعرفة الوزن النسبى لكل مجال منها بالنسبة إلى رسائل التربية المقارنة.
3- التعرف إلى أى حد اقتربت الرسائل العلمية فى ميدان التربية المقارنة من معايير البحث التربوى بصفة عامة, من حيث الأهداف والمجالات ومناهج البحث المستخدمة.
4- وضع تصور مستقبلى لبحوث ودراسات التربية المقارنة وذلك من خلال مجموعة من التوصيات والمقترحات فى ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج .
أهمية البحث: ترجع أهمية البحث الحالى إلى:
1- ندرة البحوث التربوية التقويمية فى ميادين التربية بصفة عامة, وميدان التربية المقارنة بصفة خاصة.
2- يعتبر هذا البحث خطوة فى طريق تقويم رسائل التربية المقارنة, لمعرفة ما وصلت إليه هذه الدراسات من نتائج, ومدى إفادتها للمجتمع بصفة عامة وللميدان التربوى بصفة خاصة, وذلك لتحسين هذا المجال وتطويره.
3- محاولة البحث الحالى الكشف عن المجالات التى لم تنل حظا من البحث والدراسة فى ميدان التربية المقارنة, بكليات التربية بالجامعات المصرية وتوجيه نظر الباحثين إلى الموضوعات التى تحتاج إلى البحث والدراسة.
4- يمكن أن تساهم نتائج هذا البحث فى صياغة نظرية تربوية جديدة توجه الفكر التربوى المقارن نحو الاتجاهات الحديثة فى التربية ومواجهة التحديات العالمية المعاصرة, مما يعود بالفائدة على المجتمع ككل والميدان التربوى بصفة خاصة، وذلك لما للدراسات التربوية المقارنة من أثر كبير فى الكشف عن الواقع التربوى عالمياً وكيفية مواجهة مشكلاته والاستفادة منها فى ضوء الواقع التعليمى المصرى.
حدود البحث: وتمثلت حدود البحث فى :
1- الحد الموضوعى: اقتصر البحث على رسائل الماجستير والدكتوراه بقسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية وكذلك قسم أصول التربية بكليات التربية بالجامعات المصرية.
2- الحد الجغرافى : اقتصر البحث على بعض كليات التربية داخل جمهورية مصر العربية وهى كلية تربية( عين شمس - بنها - الزقازيق- طنطا – شبين الكوم- حلوان- الإسماعيلية), بالإضافة إلى (كلية البنات جامعة عين شمس- كلية التربية بالإسكندرية –كلية التربية بالسويس ) والتى لم تتوافر بها رسائل خاصة بالتربية المقارنة .
3- الحد الزمنـى : اقتصر البحث على الفترة الزمنية من عام 1980م حتى عام 2003م, وهو العام الذى يلى سنة التسجيل للدراسة الحالية, حتى يتسنى للباحث جمع المادة العلمية حول رسائل تلك الفترة ورصدها و تقويمها تقويماً علمياً.
منهج البحث:
يتحدد منهج البحث فى هذه الدراسة فى ضوء طبيعة مشكلة البحث وأهدافه, واعتمد البحث الحالى على المنهج المقارن وذلك من خلال عدد من الخطوات المتمثلة فى (الوصف – التفسير- التنبؤ).
مصطلحات البحث: اقتصر البحث الحالى على المصطلحات التالية:
- التقويم Evaluation .
- التربية المقارنة Comparative Education .
نتائج البحث: توصل البحث إلى مجموعة من النتائج يمكن إجمال أهمها فيما يلى :
- تنوع المشكلات الخاصة بالدراسات التربوية المقارنة، والتى أجيزت بكليات التربية فى الفترة من (1980- 2003 م) وفق كل مجال من مجالات الدراسة.
- غياب التناسق والتكامل بين كليات التربية وبخاصة بين قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية وقسم أصول التربية، مما أدى بدوره إلى التشتت الواضح للجهود فى البحث التربوى المقارن .
- عدم وجود شبكة معلومات للربط بين كليات التربية فى مصر، أو حتى دليل أو دورية شهرية يحتويان على ما تم إنجازه من بحوث ودراسات فى هذا الميدان .
- غياب ونقص المراجع العلمية المتخصصة فى مجال التربية المقارنة وبخاصة الأجنبية منها.
- تأثرت كليات التربية بالدراسات التربوية المقارنة بعدة عوامل من أهمها ما يلى :
ا- توافر المناخ العلمى الملائم لظهور تلك الدراسات .
ب- توفر الأستاذ المشرف والمتحمس لتلك النوعية من الدراسات.
جـ - التفرغ المناسب للأستاذ المشرف لكى يقوم بدوره تجاه البحث العلمى .
- فيما يتعلق بالوصف الإحصائى لرسائل التربية المقارنة موضع البحث:
بلغ إجمالى الدراسات التربوية المقارنة التى تم إجازتها بكليات التربية، سواء كانت ماجستير أو دكتوراه فى الفترة الزمنية (1980 – 2003 م) ، (69) تسعة وستون رسالة، بواقع (39) تسعة وثلاثون رسالة ماجستير، بنسبة (56.5%) ، (30) وثلاثون رسالة دكتوراه، بنسبة (43.5%) ، وقد اختلفت فى نسب توزيعها على مجالات البحث فى هذا الميدان.
- فيما يتعلق بالأهمية النسبية لكل مجال من مجالات البحث العلمى فى التربية المقارنة:
1-احتلت الرسائل الخاصة بمجال التعليم الجامعى والعالى، (المرتبة الأولى)، حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال (20) عشرون رسالة، بواقع (28.98 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة بكليات التربية حتى عام 2003 م .
2-احتلت الرسائل الخاصة بمجال التعليم الثانوى العام، (المرتبة الثانية)، حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال (16) ستة عشر رسالة، بواقع (23.18 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة بكليات التربية حتى عام 2003 م.
3-احتلت الرسائل الخاصة بمجال الدراسات المتنوعة (البينية)، (المرتبة الثالثة)، حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال(15) خمسة عشر رسالة، بواقع (21.74 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة بكليات التربية حتى عام 2003 م .
4-احتلت الرسائل الخاصة بمجال التعليم الأساسى، (المرتبة الرابعة)، حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال (8) ثمانية رسائل، بواقع (11.59 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة بكليات التربية حتى عام 2003م .
5-احتلت الرسائل الخاصة بمجال رياض الأطفال،(المرتبة الخامسة)،حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال (6) ستة رسائل، بواقع (8.69 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة بكليات التربية حتى عام 2003 م.
6-احتلت الرسائل الخاصة بمجال التعليم الثانوى الفنى، (المرتبة السادسة والأخيرة)، حيث بلغ عدد الرسائل الخاصة بهذا المجال (5) خمسة رسائل، بواقع (7.24 0/0) من إجمالى رسائل التربية المقارنة حتى عام 2003 م
- فيما يتعلق بالنتائج وتفسيرها والتي تم الحصول عليها من خلال معايير التقويم المستخدمة فى الدراسة الحالية:
• اختلاف درجة جودة العمل البحثى فى رسائل التربية المقارنة ما بين القوة والضعف، ولكل منهما أسبابه .
• ترجع قوة الرسائل التربوية المقارنة إلى مجموعة من العوامل من أهمها، جدة وحداثة مشكلة الدراسة وحسن اختيارها، والترابط الوثيق بين موضوع البحث ومصادره الأولية والأصيلة فى الموضوع، الاختيار الأنسب لمنهج البحث فى معالجة المشكلة والمقدرة على استخدام المنهج بمهارة وإتقان وفق أدوات البحث المتاحة، وكذلك القدرة على معالجة البيانات التى تم الحصول عليها بموضوعية دون تحيز، وترابط أهداف البحث وأهمية ما توصل إليه من نتائج تضفى الجديد على ميدان البحث والمشكلة موضوع الدراسة .
• ترجع أسباب ضعف بعض الرسائل التربوية المقارنة إلى مجموعة عوامل من أهمها، عدم القدرة على اختيار وصياغة المشكلة البحثية بطريقة مناسبة، وعدم توافر المراجع والمادة العلمية اللازمة للبحث والدراسة، وعدم الحرفية فى استخدام المناهج البحثية بطريقة مناسبة لموضوع المشكلة، وقصور الإعداد التربوى للباحث فى ميدان التربية المقارنة سواء كان ذلك فى المرجعية التربوية فى هذا الميدان أو قصور فى التعامل مع اللغات الأخرى وهو أمر حيوى فى دراسات هذا الميدان، وكذلك غياب المشرف المتحمس لمثل هذه النوعية من الدراسات.
• ضعف وعدم الاهتمام بنتائج الدراسات التربوية المقارنة حيث أن هذه البحوث تكون غالبا لشخص واحد بمفرده و تتناول نقطة من زاوية واحدة بالموضوع فلا تتكامل الرؤية السليمة إلا بتلاقى النتائج عند نقطة واحدة وهذا ما تصبو إليه الدراسات التربوية المقارنة ذات المجالات الواسعة أو ما تسمى بـ”الدراسات المجالية” والتى تقوم بها الهيئات والمنظمات الدولية الكبيرة .
توصيات البحث : في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج, يمكن استخلاص مجموعة من التوصيات والتي من أهمها:
1- فى مجال كليات التربية:
- ضرورة الربط والتنسيق بين كليات التربية بالجامعات المصرية ومراكز البحوث التربوية والتى تعنى بالدراسات التربوية المقارنة وبخاصة بين أقسام التربية المقارنة والإدارة التعليمية بالكليات، حتى لا تتشتت الجهود المبذولة فى ميدان البحث التربوى المقارن .
- ضرورة فصل قسم أصول التربية عن قسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية، وذلك بالكليات التي لم يتم الفصل فيها حتى الآن .
2- فى مجال جهود وعمل الأساتذة:
- أن تتضافر جهود الأساتذة والباحثين بكليات التربية، وذلك من خلال العمل على وضع صيغ ونظريات حديثة ومبتكرة فى ميدان التربية المقارنة.
- ضرورة توافر الأستاذ المشرف المتحمس لتلك النوعية من الدراسات مع ضرورة توافر مجموعة من العناصر والتي من أهمها :
1. التخصص الدقيق للمشرف على الدراسة، وعدم إشراك أساتذة في غير تخصصاتهم.
2. ضرورة وجود مشرف مشارك يكون تخصصه متوافق مع المشكلة البحثية ومجالها وذلك من خلال التبادل الإشرافي مع الكليات الأخرى.
4- فى مجال البحث المقارن:
- توفير الكتب والمراجع العلمية المتخصصة فى ميدان التربية المقارنة وبخاصة الحديثة منها، للتعرف على أهم ما توصل إليه البحث التربوى المقارن فى مواجهة التحديات العالمية الحديثة، وذلك من خلال التعرف على ما توصلت إليه الخبرات العربية والعالمية فى هذا الميدان.
- ضرورة العناية والاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية, والتي كثيرا ما تقف عقبة أمام باحثي التربية المقارنة, نظرا لإطلاعهم على ثقافات مختلفة, على أن يكون الأساس وفي المقدمة دراسة اللغة الإنجليزية وضرورة توفير المتخصصين بها.
- ضرورة توجيه نظر الباحثين لدراسة موضوعات هامة وحيوية تبعد عن الهالة الإعلامية والرأي العام, وذلك مثل تقديم دراسات تفيد في مجال محو الأمية وتعليم الكبار.
5- فى مجال باحث التربية المقارنة:
- ضرورة الاهتمام بإعداد باحثى التربية المقارنة وفق أحدث الأساليب العلمية وتأهيلهم بما يتوافق مع مواكبة التطورات فى كافة ميادين الحياة.
- ضرورة توخى الحذر والموضوعية من جانب باحثى التربية المقارنة فى تناول القضايا والمشكلات التربوية المطروحة، والبعد عن التحيز لطرف على حساب آخر، والالتزام بالقواعد العامة لهذا الميدان.
6- فيما يتعلق بالتصور المقترح:
- ضرورة إنشاء مركز للدراسات التربوية المقارنة, على أن يشتمل على كافة المرافق الضرورية له من مكتبة شاملة ومتخصصة وقسم للرسائل الممنوحة بميدان التربية المقارنة بكليات التربية والمراكز التربوية الأخرى, بالإضافة إلى ضرورة وجود الأساتذة والخبراء والمتخصصون بهذا الميدان والمهتمين بالعملية التعليمية وذلك للإدارة والإشراف على أقسام المركز المختلفة مع ضرورة إخضاع المركز للإشراف المباشر من قبل المجلس الأعلى للجامعات ولوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.