Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
منهج إلكيا الهراسى فى تفسيره أحكام القرآن:
الناشر
جامعة عين شمس. كلية البنات للآداب والعلوم والتربية. قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية.
المؤلف
الأشقر،رفعت عبد القادر
تاريخ النشر
2008 .
عدد الصفحات
156 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 402

from 402

المستخلص

لما كانت إرادة الله –تعالى-فوق كل إرادة ، ومشيئته- سبحانه-فوق كل مشيئة ، فقد شرح الله صدري للعمل في هذا الموضوع. وبعد أن استخرت وشاورت ، توكلت علي الله تعالى ، ورضيت بما قدره لي ، ودعوته أن ييسره لي ، وأن يعينني على تمامه.
ثانياً: مما شجعني علي المضي قُدماً في هذا البحث أنني وجدت هذا الموضوع بكراً لم يسبق تناوله بمثل هذا المنهج المقارن بينه وبين غيره من تفاسير أحكام القرآن لأصحاب المذاهب الأخرى من الأحناف والمالكية.
ثالثاً : التاريخ الإسلامي حافل بالأعلام العظام ، زاخر بالأمجاد الخالدة والرواد الذين صالوا وجالوا في ميادين الفكر الإسلامي، وكل فروع المعرفة، وإذا أردنا أن نربط الحاضر بالماضي، فما علينا إلا أن ندرس تاريخ أعلام الفكر الإسلامي ونتاجهم الفكري والثقافي.
فضلاً عن أن سير هؤلاء الأعلام – على امتداد التاريخ الإسلامي- وما فيها من جهاد ونضال في حفظ الرسالة ، ونشر العلم والدعوة إلى الله تعالى ، لجديرة بالدراسة والبحث والتأليف والنشر ، لتكون لنا خير زاد ، وأقوى دافع لتعود الأمة إلى ماضيها التليد ومجدها العريق.
رابعاً : دارسة شخصية الإمام ” إلكيا الهراسي ” ذلك الفقيه المفسر تعرفنا بأحوال هذه الشخصية من حيث النشأة والثقافة والمنهج الذي سار عليه صاحبها في البحث والتأليف.
خامساً : إن الإمام ” إلكيا الهراسي ” ، الذي اخترته ليكون موضع البحث من أعلام القرن (الخامس) الهجري ، وأوائل القرن (السادس) الهجري وقد نال شهرة واسعة بين أبناء جيله ، حتى عُرِف بلقب (شيخ الشافعية في بغداد).
إلا أن هذه الشهرة قد طويت في صفحات النسيان ، وأصبح هذا العَلَم مجهولاً غير معروف لدى كثير من الدارسين فضلاً عن العامة من أبناء هذا الجيل.
والدليل على ذلك أننى ما نطقت اسمه في محفل من المحافل إلا وبدت أمارات الدهشة وعلامات العجب علي وجوه كثير من الناس الذين يتساءلون بدهشة عن معنى هذا الاسم، ومن يكون صاحبه؟ وفي أي عصر عاش؟ وما إسهاماته في تراثنا الفكري والثقافي؟ ومن أجل ذلك أحببت أن أدرس أحد أعلام التفسير والفقه في القرن الخامس الهجري الذين طواهم النسيان ، راجياً أن يتقبل الله هذا العمل عنده وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.
سادساً : لتفسير (أحكام القرآن) للإمام إلكيا الهراسي الشافعيP مكانة رفيعة عند الشافعية خاصة، وإن لم يقيض لهذا التفسير الانتشار والذيوع عند العامة لعدم إقبالهم علي مثل هذا النوع من التفاسير.
فأحببت أن أميط اللثام عن هذا التفسير القيِّم ، وأن أبيِّن منهج مؤلفه فيه، مع المقارنة بين هذا التفسير والتفاسير الأخرى التي سار أصحابها من أتباع المذاهب الفقهية الأخرى ، على نفس المنهج وبيان أحكام القرآن الكريم.
سابعاً : فضلاً عن أن أغلب الدارسين لمناهج المفسرين يحصرون دراستهم في تفسير واحد بعينه، يبرزون قضاياه، ويناقشون الآراء فيه.
فأحببت أن يمتاز البحث بالمنهج المقارن ، وألا أكتفي ببيان منهج الإمام إلكيا الهراسيP في تفسيره فحسب ، بل أتعدى ذلك للمقارنة بين آرائه وأدلته ، وبين آراء غيره من أعلام المذاهب الأخرى وأدلتهم ممن ساروا علي نفس المنهج في التأليف ، وركزوا الجهد على بيان أحكام القرآن الكريم ، ولا سيما الإمام أبو بكر الجصاص الحنفي ، والإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المالكي ، وغيرهما من العلماء الذين تناولوا الأحكام القرآنية بالشرح والتحليل لتكون الدراسة- بمثل هذا المنهج- ليست تكراراً للدراسات السابقة.
ثامناً : إضافة إلى حاجة الناس- خاصة في هذه الأوقات-لفهم أن الخلاف بين فقهاء المذاهب هو خلاف سعة أوجدته رحمة هذا الدين ، لا خلاف تناقض وتضاد ، لذا كان من الضروري أن نبرز أدلة الفقهاء وأقوال العلماء ، ونفصِّل القول في بعض المسائل تفصيلاً غير ممل ولا مخل.
تاسعاً : كان لعملي وانشغالي أثناء دراسة التخصص ( الماجستير ) في موضوع (الشيخ الشعراوي ومنهجه التجديدي في التفسير) دور كبير في السير على هذا الدرب.
إذ كان موضوع الماجستير في شخصية وتفسير أحد أعلام العصر الحديث فأحببت أن يكون موضوع الدكتوراه في شخصية وتفسير أحد أعلام القرون الأولي ، لأكون قد جمعت في دراستي بين الحاضر والماضي ، وفي ذلك إشارة إلى أن رَحِم هذه الأمة ولاد غير عاقر ، وأن معين الخير والعلم في هذه الأمة لا ينضب ، وأن العمل لخدمة كتاب الله تعالى وتفسير وبيان أحكامه درب ممدود وطريق موصول ، يتحمله الخلف عن السلف ، والأبناء عن الآباء ، منذ فجر الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه هى الأسباب التسعة لاختياري هذا الموضوع دون غيره.
وكنت في أول أمري عند التفكير في هذا الموضوع أقدم رجلاً وأؤخر الأخرى ، خوفاً من قلة المراجع عن الإمام إلكيا الهراسيP ورهبة من صعوبة الموضوع واتساع مجاله ، خاصة وأن الدراسة ذات شقين : شق يتعلق بدراسة الشخصية ذاتها ودراسة التفسير والمنهج المتبع فيه ، والشق الآخر وهو الأرحب والأكثر اتساعاً يتعلق بجانب المقارنة مع غيره بيد أني أسلمت أمري لله تعالى ، بعد أن استخرت ثم شاورت أهل الاختصاص فلاحت لي أمارات القبول ، وعلامات البشر والسرور.