الفهرس 
مقدمة البحث
مقدمة الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 215 |  |  |
| | | from | 215 | | |
المستخلص
تمثل الاتجاهات الواقعية فى الفكر تراثا فلسفياً أصيلاً يمكن رد بداياته إلى مولد الفكر الفلسفي ذاته لدى الإغريق القدماء، فلم تكن أفكار الفلاسفة الطبيعيين القدماء ابتداء من طاليس ومن نحا نحوه سوى محاولات لتوخى الواقعية فى مقابل التفكير الأسطورى السابق عليهم، بيد أن تلك الاتجاهات – رغم جدتها وطرافتها – اتسمت بفرط السذاجة والسطحية، وافتقرت إلى النظرية النقدية الفاحصة، وهى سمه لم يعرفها الفكر الفلسفى بصورة دقيقة إلاَّ حديثاً منذ وضع أساسها الفيلسوف العظيم عمانوئيل كنط.
وعلى أثر التطور المتزايد فى مجالات العلوم الطبيعية والرياضية منذ القرن السابع عشر الميلادى، والذى بلغ حداً أذهل العلماء والمفكرين جميعاً مع مطلع القرن العشرين، أخذت تعتمل فى صدور الفلاسفة رغبة عارمة فى التعاون لإنتاج أبنية فلسفية متفق عليها بقدر الإمكان، وهو الأمر الذى حاول تحقيقه جماعات عديدة من الفلاسفة بدأت بالواقعية الجديدة ثم جماعة الواقعية النقدية موضوع هذا البحث.
ويتجلى هدف هذه الدراسة فى توضيح كيف حاول مجموعة من الفلاسفة من مختلف الجامعات الأمريكية الالتفاف حول مشروع فكرى يحاولون انجازه بروح الفريق الواحد رغم ما تفرضه عليهم طبيعة الفكر الفلسفى من ذاتية واستقلال فى الفكر، وهى محاولة كان قد سبقهم إليها، وبالأحرى عاصرهم فيها بعض زملائهم الذين عرفوا بالواقعيين الجدد، إلاًّ أنهم لم يلبثوا أن انفرط عقدهم تحت وطأة اختلاف الراى وتباين وجهات النظر إزاء المسائل الرئيسية التى كان من المقرر أن يكون الاتفاق حولها هو محور ارتكاز جماعتهم، ومن ثم جاء الواقعيون النقديون ليحاولوا تجاوز ما وقع فيه اسلافهم من اختلافات ابتداء ببيان تهافت وسذاجة نظرتهم الواقعية المحضة بسبب افتقارها إلى روح النقد القائمة على مراعاة دور العقل والفكر فى بناء المعرفة وتصورها.
إن الهدف من تقديم دراسة موضوعها الواقعية النقدية كمدرسة فلسفية أمريكية هو التعرف على كيفية نشأة أحد المدارس الفلسفية المعاصرة فى موطن لم يكن من قبل تربه خصبة لأى اتجاه.