Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المؤثرات اليوروبية والأوروبية في مسرح وول سوينكا دراسة لمسرحيات مختارة/
الناشر
جامعة عين شمس. كلية الآداب. قسم اللغة الإنجليزية وآدابها.
المؤلف
شلبي، محمود مصطفى عبد المنعم
تاريخ النشر
2006
عدد الصفحات
425ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 180

from 180

المستخلص

تُعنى هذه الأطروحة بكلٍ من المؤثرات اليوروبية والمؤثرات الأوروبية في الأعمال المسرحية لأحد الكتاب الأفارقة الأكثر موهبة، ألا وهو وول سوينكا (ولد عام 1934)، والذي جعلته أعماله الدرامية في مصاف الكتاب ذائعي الصيت في شتى أرجاء العالم، وحاز عنها جائزة نوبل للآداب في عام 1986، وبذلك أصبح أول مؤلف أفريقي وأول كاتب أسود ينال هذا الشرف الرفيع.
ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الأطروحة في إظهار مدى تأثر سوينكا بالموروث اليوروبي والموروث الأوروبي ومدى نجاحه في دمج عناصرهما في ثنايا أعماله المسرحية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار البيئة الثرية التي ترعرع فيها الكاتب وتلقى فيها تعليمه، نجد أن سوينكا لم يكن محصنًا ضد التأثيرات الخارجية. إذ لم يكن سوينكا من طائفة الكتاب الذين يلتزمون فقط بموروثاتهم المحلية؛ وإنما كان اهتمامه منصبًا على العالم مثلما كان مركزًا على بيئته الخاصة. ولذلك فقد وظّف سوينكا كافة الأدوات التي مكنته من التعبير عن رسالته، سواء كانت محلية أم خارجية. وعلاوة على ذلك، اتخذ سوينكا نهجًا يستوعب كافة المواد التي تخدم أغراضه.
وتستقصي الأطروحة أصول مسرحيات سوينكا والمصادر المختلفة التي استقى منها الكاتب ما احتاجه لإبداع مسرحه. وتتضمن الدراسة في بعض المواضع تحليلاً لكتاباته النقدية، ونظرية المسرح لديه، وكذا تأويله الخاص لعالم اليوروبا الأسطوري. يعمد سوينكا إلى توظيف أساطير وخرافات اليوروبا بطريقة غير نمطية، مع اتخاذ موقف متحرر إزاء تراثه في نفس الوقت. ويوضح ذلك قائلاً: ”إنني أقبل هذا التراث، وأوظفه، وأمثل به، وأحرِّفه، وأشوهه. إنني أتعامل معه على نحو مكمِّل” (ويلكنسون 100). كما تتناول الدراسة بإسهاب استخدام سوينكا لأداة تعبير أجنبية، ألا وهي اللغة الإنجليزية، كدليل على التأثيرات الأوربية. ويكاد لا يختلف موقفه إزاء اللغة من موقفه إزاء تراث اليوروبا الخاص به. إذ يعمد أيضًا إلى استخدام تلك اللغة بشكل متحرر. وهو بذلك يسعى – حسب قوله – إلى ”التوكيد على هذه اللغة، وتوسيعها، والاصطدام بها والاندماج فيها، وتهشيمها وإعادة تجميعها دونما اعتذار، حسبما يتطلب الأمر ذلك لحمل وطأة التجارب، حتى لو كانت هذه التجارب غير مُصاغة بالاصطلاحات التصورية لتلك اللغة” (دورية ثيرد برس 67).
تنقسم الرسالة إلى مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة. وتعنى المقدمة بتقديم موضوع البحث والإفصاح عن طريقة عرضه. بينما يعد الفصل الأول بمثابة خلفية للرسالة، ويقدم إطارًا مرجعيًا يمكن قياس أعمال سوينكا المسرحية في ضوءه. في هذا الفصل أيضاً تمت الإشارة تفصيلياً إلى كتابات سوينكا النظرية في النقد. كذلك، تعرض هذا الفصل إلى التصدي بالمناقشة لحياة الكاتب، وتعليمه، ودراسته بالخارج في ليدز، ولكافة العوامل المؤثرة التي أثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في كتاباته المسرحية. يقدم الفصل بوضوح اتجاه سوينكا الواعي للموروث المحلى، فهو اتجاه تدعمه رؤية لا تسعى إلى تمجيد ثقافة أهل اليوروبا أو تاريخ أو ماضي أمتهم.
أما الفصل الثاني فيتضمن تحليلاً لأربع مسرحيات تمثل جوهر ما قدمه الكاتب من نتاج درامي، ويستقصي ملامح المؤثرات اليوروبية والأوروبية في تلك الأعمال الدرامية، ألا وهى: مسرحية رقصة الغاب (1963)، ومسرحية النسل القوى (1965)، ومسرحية الطريق (1965)، ومسرحية الموت وفارس الملك (1975). هذه المسرحيات الأربعة في مجملها تدشن لقيمة سوينكا البارزة بين معاصريه من كُتّاب الدراما الأفارقة. هذه المسرحيات التي كُتبت في أخصب الفترات التي قدم فيها الكاتب نتاجاً مسرحيا في حياته المهنية حتى الآن تستند على نحو مُكثّف على الموروث المحلى لثقافة الكاتب اليوروبية. فأبطال هذه المسرحيات هم نماذج تشبه إلى حد كبير أوجن، الإله الأسطوري المفضل لدى سوينكا. وتقوم هذه المسرحيات كذلك على طقوس اليوروبا. وثمة عناصر شكلية أخرى لثقافة اليوروبا تزخر بها تلك المسرحيات مثل الترانيم، وقرع الطبول، والأمثال، والموسيقى الشعبية، وأشكال الرقص المحلى. ومع ذلك، ثمة أشكال مسرحية وتقنيات عرض أوروبية لا يمكن إغفالها. فالمؤثرات الأوروبية على الكاتب من الأهمية بمكان حتى أنها لتشير إشارة واضحة إلى أن سوينكا يُعد كاتب يتمتع برؤية رحبة الأفق تتجاوز النزعة المحلية. ويقيم هذا الفصل الدليل على أن سوينكا متأثر بعدد من الكُتّاب الأوروبيين أمثال الكاتب الكلاسيكي يوربيديس، والإليزابيثي شكسبير، وكُتاب آخرين محدثين أمثال جى. أم. سينج، و تى.اس. اليوت، وبيرتولت بريخت، وصامويل بيكيت. ويبين أيضاً هذا الفصل كيف يقوم سوينكا بشكل واع بدمج هذه المؤثرات المختلفة لخدمة أغراضه المسرحية وتقوية الرسالة المراد بثها.
في حين يوضح الفصل الثالث هذه المؤثرات في تحويراته الدرامية ”تابعات باكوس ليوربيديس”، وهى تحويره، كما يتضح من العنوان، لمسرحية ”تابعات باكوس” الأصلية التي كتبها الكاتب المسرحي الكلاسيكي يوربيديس، و ”أوبرا وينيوزى”، وهى تحويره لمسرحية بيرتولت بريخت الشهيرة ”أوبرا بثلاث بنسات”. ويتناول هذا الفصل بالدراسة ظاهرة ”التوليف” أو الدمج بين عناصر متباينة في مسرحيات سوينكا، مع التركيز على هاتين المسرحيتين كأمثلة واضحة على المؤثرات اليوروبية والأوروبية على الكاتب. ويسعى هذا الفصل أيضاً إلى إيجاد إجابة للسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا يلجأ كاتب أفريقي مثل سوينكا إلى تحوير نصوص تنتمي للثقافة الأوروبية واستخدامها للتعبير عن وجهات نظر محلية تتعلق بقضايا داخلية. تنتمي كل مسرحية إلى شقٍ مختلف من شِقىّ الدراما، فإحداهما تراجيديا والأخرى كوميديا. بيد أن كلتاهما تجمع بينها أوجه التقاء تحاول الدراسة الكشف عنها.
وأخيرًا تلخص الخاتمة الأفكار الرئيسية للأطروحة ونتائج البحث. وهى تبين أن سوينكا متأثر إلى حد كبير بمؤثرات مختلفة وتبين كيف استطاع أن يوظفها ويدمجها في نتاجه المسرحي. تبين الخاتمة أيضاً أن سوينكا متأثر بثقافة اليوروبا أكثر من تأثره بالثقافة الأوروبية. فهو يقدم نموذجاً مسرحياً نجح في الاستفادة من رافدين مختلفين للتعبير عن رؤيته.